الأمم المتحدة تدعو إلى زيادة الدعم لمجتمعات للشعوب الأصلية في منطقة الأمازون
بوغوتا، برازيليا، ليما، 28 يوليو 2020 - تدعو فرق الأمم المتحدة في البرازيل وكولومبيا وبيرو إلى زيادة الدعم لمنطقة الأمازون والاستجابة لأزمة كوفيد-19 مع استمرار انتشار الفيروس هناك، ما يؤثر أيضًا على مئات الآلاف في مجتمعات الشعوب الأصلية.
يتزايد عدد الاصابات والوفيات الناجمة عن كوفيد-19 بسرعة في أمريكا اللاتينية. حتى 22 يوليو، سجلت القارة أكثر من 7948513 إصابة و317962 وفاة. لذلك فإن الوضع مقلق بشكل خاص لحوالي 170.000 شخص يعيشون في مناطق نائية في الأمازون، على الحدود بين البرازيل وكولومبيا وبيرو، والذين ينتمون في الغالب إلى مجتمعات الشعوب الأصليين الذين يواجهون أعلى معدلات إصابة بالفيروس.
نتيجة لهذا الوباء، وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومات الثلاث للاستجابة للأزمة، تتزايد مخاوف بشأن قدرة المرافق الصحية على التعامل مع الوضع وإنقاذ الأرواح. تفاقم الوضع بعد أشهر عدة من إجراءات الحجر الصحي الصارمة التي تهدف إلى التخفيف من انتشار كوفيد-19 في بعض المناطق. كانت لهذه التدابير عواقب اجتماعية واقتصادية خطيرة أدت إلى انتشار حالات الجوع، ما أثر على الأمن الغذائي والحالة التغذوية وسبل عيش هذه المجتمعات الضعيفة بالفعل وتفاقم عدم المساواة بين الجنسين.
في كولومبيا، بفضل إجراءات العزل والحجر الصحي وتنفيذ خطة الطوارئ التي وضعتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية الكولومبية، وبدعم فني من منظمة الصحة للبلدان الأمريكية، تباطأ معدل انتشار الفيروس في منطقتي أورينوكيوا والأمازون، ما يدل على فعاليات الإجراءات المتخذة. في ليتيسيا، عاصمة منطقة الأمازون، شُفي الآن 90.9% من مرضى كوفيد -19، ويتلقى 4.4% العلاج في المنزل، وتم نقل 6 مرضى إلى المستشفى، فيما تتم معالجة 6 آخرين في وحدات العناية المركزة. كما تمكنت الأمم المتحدة في كولومبيا من تقديم الخط الأول للاستجابة السريعة بعد نشر الفرق المسؤولة عن إجراء التقييمات في المنطقة. وبدعم من منظمة الصحة للبلدان الأمريكية، تم توظيف 4 أطباء و3 ممرضات، وتم تسليم الإمدادات الطبية مثل أجهزة التنفس الصناعي والأدوية ومعدات الحماية الشخصية إلى مستشفى سان رافائيل في ليتيسيا. علاوة على ذلك، سلمت الأمم المتحدة "كبسولة العزل" إلى القوات الجوية الكولومبية للسماح بنقل مرضى الحالات الحرجة. نظم برنامج الأغذية العالمي من جهته ثلاث رحلات جوية في كولومبيا لنشر عمال الإغاثة وتسليم 44 طناً من الغذاء ومستلزمات النظافة بمساعدة منظمة الأمم المتحدة للطفولة والمنظمة الدولية للهجرة. تم توزيع هذه المنتجات على حوالي 9500 شخص في منطقة الأمازون من بين السكان الأكثر تضررًا والذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.
في البرازيل، قدمت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية / منظمة الصحة العالمية الدعم التقني لوزارة الصحة من أجل وضع خطة طوارئ وطنية لمجتمعات الشعوب الأصلية في سياق جائحة كوفيد-19. تم تنفيذ العديد من الإجراءات في منطقة الأمازون، ولا سيما ولايتي رورايما وأمازوناس، لتعزيز قدرة الخدمات الصحية على تقديم المساعدة في مجال الرعاية الصحية للشعوب الأصلية، بما في ذلك توسيع سعة وحدات العناية المركزة وتوزيع معدات الحماية الشخصية على الطاقم الطبي، فضلاً عن توزيع مجموعات النظافة والحصص الغذائية واللقاحات وترجمة المعلومات حول تدابير الحماية باللغات المحلية.
في بيرو، تعدّ الأمم المتحدة إستراتيجية طارئة للاستجابة الصحية والإنسانية والإنعاش المبكر للشعوب الأصلية في لوريتو والمناطق المتاخمة للبرازيل وكولومبيا. تتخذ الأمم المتحدة بالفعل إجراءات لصالح سكان الأمازون الأصليين، حيث تم التبرع بأكثر من 40 جهاز توليد الأوكسجين ومعدات الحماية الشخصية، وذلك بالتنسيق مع قيادة عمليات كوفيد-19 الوطنية، ووزارة الصحة، والمجتمعات المحلية نفسها، والحكومة الإقليمية لوريتو. كما تقدم الأمم المساعدة المساعدة الفنية فيما يتعلق بالرصد من خلال غرفة عمليات كوفيد-19، وتنفذ الحملات الإعلامية المتعددة الثقافات لاستهداف أكثر الفئات ضعفًا في المنطقة.
على الرغم من هذه الجهود، تفتقر المنطقة إلى وسائل الاستجابة للأزمة، لا سيما وأن نقص التمويل يعيق بشكل كبير قدرة الجهات الفاعلة الإنسانية على التدخل على نطاق أوسع لتلبية الاحتياجات.
وقالت نيكي فابيانسيك، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في البرازيل: "إن الاجراءات التي ننفذها متكاملة ونحاول التغلب على الصعوبات اللوجستية والبرنامجية الخاصة بالمنطقة، لضمان حماية حقوق الإنسان للشعوب الأصلية". وأضاف إيغور غارافاليك، المنسق المقيم للأمم المتحدة في بيرو: "ندعو إلى مزيد من التضامن الدولي لتوسيع نطاق مساعدتنا لمجتمعات السكان الأصليين في هذه المنطقة واستكمال الجهود الوطنية لتلبية احتياجاتهم".
تتعاون كيانات الأمم المتحدة في البلدان الثلاثة بشكل وثيق لتخطيط الاستجابة للمنطقة المتضررة على الحدود بين البلدان الثلاثة. وقالت جيسيكا فايتا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في كولومبيا إن "الأمم المتحدة ستواصل دعم جهود الحكومات". إن التنسيق بين الدول الثلاث سيكون ضروريًا لتنفيذ الأنشطة المخطط لها في المنطقة الحدودية. ستركز الاستجابة المشتركة على توفير الدعم الصحي الإضافي والغذاء والمياه والصرف الصحي ومستلزمات النظافة لمجتمعات منطقة الأمازون، عندما يتوفر التمويل. تؤكد الأمم المتحدة في كولومبيا وبيرو والبرازيل التزامها التام بدعم الحكومات والمجتمعات في منطقة الأمازون للتعامل مع الوضع الناتج عن جائحة كورونا وعواقبها.