بسبب الاحتياجات الماسة: الأمين العام يطلق نداء يدعو فيه إلى هدنة إنسانية بمناسبة عيد الفصح في أوكرانيا

ملاحظات الأمين العام للأمم المتحدة للصحافة بشأن نداء عيد الفصح من أجل أوكرانيا
سيحتفل الأوكرانيون والروس بعيد الفصح في غضون خمسة أيام. وهذا العيد يشترك في الاحتفال به المسيحيون الأرثوذكس في كل من روسيا وأوكرانيا – إلى جانب الأوكرانيين الكاثوليك.
وعيد الفصح هو موسم التجدد والانبعاث والرجاء.
وهو فسحة من الوقت يراد بها التأمل في دلالة المعاناة والتضحية والموت – والميلاد بعد الممات.
ويفترض أن يكون لحظة تتجسد فيها معاني الوحدة.
ولكن هذا العام، تجري الاحتفالات بالأسبوع العظيم المقدس على وقع حرب تجسد إنكارا تاما لرسالة عيد الفصح.
فبدلا من الاحتفال بميلاد جديد، يتزامن عيد الفصح هذا العام مع حملة هجومية روسية في شرق أوكرانيا.
ومما سيجعل هذه المعركة حتما معركة أكثر عنفا ودموية وتدميرا هو شدة الكثافة في تركيز القوات وتجميع قوة النيران.
حيث أن ما شهد حتى الآن من حدة الهجومات ومن الخسائر الجسيمة اللاحقة بالمدنيين يمكن أن يبدو هينا بالمقارنة مع فظاعات القادم من الأيام.
ولا سبيل إلى السماح بوقوع ذلك.
فأرواح مئات الآلاف من الناس عرضة للإزهاق.
وإذ باءت بالفشل العديد من المساعي المبذولة بحسن نية من قبل أطراف عديدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، فإنني أدعو اليوم إلى هدنة إنسانية خلال أيام الأسبوع العظيم المقدس الأربعة، تبدأ يوم الخميس المقدس وتستمر حتى يوم عيد الفصح الأحد 24 نيسان/أبريل،
وذلك للسماح بفتح سلسلة من الممرات الإنسانية.
ومن شأن هذه الهدنة الإنسانية أن تهيئ الظروف اللازمة لاستيفاء متطلبين اثنين حاسمي الأهمية.
أولا، إتاحة المرور الآمن لجميع المدنيين المستعدين لمغادرة مناطق المواجهة الحالية والمتوقعة، بالتنسيق مع لجنة الصليب الأحمر الدولية.
وثانيا، إتاحة الهدنة لفرصة إيصال المعونة الإنسانية المنقذة للأرواح إلى الناس بشكل آمن في أشد المناطق تضررا، مثل ماريوبول وخيرسون ودونيتسك ولوهانسك، إضافة إلى العمليات الإنسانية الجارية بالفعل.
والأمم المتحدة مستعدة لإرسال قوافل المعونة الإنسانية خلال هذه الفترة إلى هذه المواقع. ونحن في صدد عرض خطط مفصلة على الطرفين.
والاحتياجات الإنسانية تنذر بما لا يحمد عقباه. إذ يفتقر الناس للطعام والماء واللوازم لعلاج المرضى أو الجرحى، أو لمجرد العيش من يوم لآخر.
وأكثر من 12 مليون شخص هم اليوم في حاجة إلى المساعدة الإنسانية في أوكرانيا. ويوجد أكثر من ثلثهم في ماريوبول وخيرسون ودونيتسك ولوهانسك.
ونتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 15,7 مليون - أي حوالي 40 في المائة من مجموع الأوكرانيين الذين لم يغادروا البلد.
وهناك قدر من التقدم ينبغي البناء عليه. فقد قدمت المساعدة لنحو 2,5 مليون شخص في الأسابيع السبعة الماضية، منهم الكثير في المنطقة الشرقية.
ولكل هذه الأسباب التي تجعل فاصلا بين الحياة والموت، أدعو الروس والأوكرانيين إلى إسكات دوي المدافع وشق طريق الأمان أمام عدد كبير جدا من الناس المعرضين لخطر محدق.
وينبغي أن تكون أيام عيد الفصح الأربعة لحظة تتوحد فيها المساعي حول إنقاذ الأرواح وتعزيز الحوار لإنهاء المعاناة في أوكرانيا.
وهذا الصباح، قدم منسق عمليات الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، إحاطة إلى مجلس الكنائس والمنظمات الدينية الأوكراني، بحضور القادة الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت والمسلمين واليهود. وإني أرحب بدعمهم.
وأحث جميع الأطراف - وجميع أنصار السلام في جميع أنحاء العالم - على الانضمام إلى نداء عيد الفصح هذا الذي أوجهه تيمنا بالأسبوع العظيم المقدس وبكل المعاني التي يجسدها، والعمل على إنقاذ الأرواح وإيقاف إراقة الدماء والدمار، وإفساح المجال للحوار والسلام، والتشبث بالإيمان بمعاني ورسالة عيد الفصح.
شكرًا لكم.