غوتيريش يدعو قادة العالم إلى انتهاز الفرصة التي يتيحها مؤتمر الأطراف لتأكيد التزامهم بالعمل المناخي

حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش القيادات - على أعلى المستويات - على المشاركة الكاملة في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف وإخبار العالم بالإجراءات المناخية التي سيتخذونها على الصعيدين الوطني والعالمي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده، صباح اليوم الاثنين، قبل أسابيع قليلة من انعقاد مؤتمر الأطراف السابع والعشرين في مدينة شرم الشيخ المصرية أكد فيه أن قادة العالم يمكنهم أن يثبتوا من خلال حضورهم ومشاركتهم الفعالة أن العمل المناخي يمثل حقًا الأولوية العالمية القصوى التي يجب أن يكون عليها.
ووصف غوتيريش مؤتمر الأطراف السابع والعشرين بأنه المكان المناسب لجميع البلدان - بقيادة مجموعة العشرين - لإظهار أنها منخرطة وبتضامن في هذه المعركة.
وقال الأمين العام إن هناك عملًا كبيرًا ينتظرنا، مثل تأثيرات المناخ التي نراها في جميع أنحاء العالم:
"تغمر المياه ثلث مساحة باكستان. شهدت أوروبا أحر صيف منذ 500 عام. تأثرت الفلبين بشدة. كوبا كلها في حالة تعتيم. وهنا، في الولايات المتحدة، وجه إعصار إيان رسالة تذكير قاسية مفادها بأنه لا يوجد بلد ولا اقتصاد في مأمن من أزمة المناخ".
وأشار الأمين العام إلى توقف العمل المناخي في وقت تقترب فيه الفوضى المناخية، مؤكدًا أن مؤتمر الأطراف يكتسي أهمية بالغة، "ولكن ما زال أمامنا طريق طويل لنقطعه".
وأضاف: "لنكن واضحين: إن الالتزامات الجماعية لحكومات مجموعة العشرين قليلة ومتأخرة للغاية. إن تصرفات الاقتصادات الأكثر ثراء وتطورًا والاقتصادات الناشئة ببساطة لا تبدو منطقية".
ونبه غوتيريش إلى أن التعهدات والسياسات الحالية تغلق الباب أمام فرصتنا للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين، ناهيك عن تحقيق هدف 1.5 درجة.
وحذر من أننا في صراع حياة أو موت من أجل سلامتنا اليوم وبقائنا غدًا، مؤكدًا أن هذا ليس وقت توجيه أصابع الاتهام أو الوقوف مكتوفي الأيدي.
"لقد حان الوقت لحل وسط على المستوى الكمي يغير قواعد اللعبة بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة. العالم لا يطيق الانتظار. الانبعاثات في أعلى مستوياتها على الإطلاق وهي آخذة في الارتفاع".
الحرب في أوكرانيا تعرقل جهود العمل المناخي
وفي الوقت نفسه، قال الأمين العام إن الحرب في أوكرانيا تضع العمل المناخي كأولوية ثانوية بينما كوكبنا نفسه يحترق، مشيرًا إلى أننا "نشهد تراجعا في بعض المجالات المتعلقة بالقطاع الخاص".
وأكد أن كل هذا يزيد من أهمية مجموعته رفيعة المستوى المعنية بالالتزامات الصافي الصفري للأعمال التجارية وغيرها، مشددًا على أهمية أن تقدم كل حكومة، وكل شركة، وكل مستثمر، وكل مؤسسة خطط عمل مناخية للالتزامات الصافي الصفري.
مؤتمر الأطراف فرصة لمعالجة الخسائر والأضرار
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أننا بحاجة إلى رؤية تقديم ملموس في مجالين رئيسيين آخرين خلال المؤتمر المقبل هما القرارات والإجراءات اللازمة لمعالجة الخسائر والأضرار التي تتجاوز قدرة البلدان على التكيف وتمويل العمل المناخي.
وفيما يتعلق بالمسألة المركزية المتمثلة في الخسائر والأضرار، حذر الأمين العام من أن عدم التصرف بناء على الخسائر والأضرار سيؤدي إلى مزيد من فقدان الثقة والمزيد من الضرر المناخي، مؤكدًا أن ذلك "واجب أخلاقي لا يمكن تجاهله".
كما شدد على ضرورة أن يكون مؤتمر الأطراف السابع والعشرين المكان المناسب لاتخاذ إجراءات بشأن الخسائر والأضرار، مشيرًا إلى أن هذا هو "الاختبار الأول لمدى جدية الحكومات المتقدمة والنامية في تحمل الخسائر المناخية المتزايدة على البلدان الأكثر ضعفًا".
وابتداء من اليوم، يجتمع ممثلو الحكومات في كينشاسا لحضور الاجتماع التحضيري الحاسم لمؤتمر الأطراف.
وأشار الأمين العام إلى أن فعاليات ما قبل مؤتمر الأطراف هذا الأسبوع ستحدد كيفية التعامل مع هذه القضية الحاسمة في شرم الشيخ، داعيًا الوزراء المجتمعين في كينشاسا إلى ضمان العمل على اتخاذ إجراءات في مؤتمر الأطراف السابع والعشرين وضمان ألا يكون المؤتمر مناقشة أخرى لا تؤدي إلى نتائج.
دعوة إلى الدول الغنية للوفاء بوعدها
أما فيما يتعلق بالتمويل، فقال الأمين العام إن العالم بحاجة إلى توضيح من الدول المتقدمة بشأن موقفها هذا العام فيما يتعلق بتقديم 100 مليار دولار سنويًا من وعدها لدعم العمل المناخي في البلدان النامية.
"نحتاج إلى رؤية دليل على كيفية مضاعفة تمويل التكيف إلى 40 مليار دولار على الأقل في عام 2025، كما هو متفق عليه في غلاسكو. يجب أن يمثل تمويل التكيف والصمود على الأقل نصف التمويل المتعلق بالمناخ. ويجب على بنوك التنمية متعددة الأطراف - بما في ذلك البنك الدولي - زيادة التزاماتها. تحتاج الاقتصادات الناشئة على وجه الخصوص إلى دعم من هذه البنوك لدعم ثورة الطاقة المتجددة وبناء المرونة".
وأوضح أن صندوق المرونة والاستدامة الذي يقوده صندوق النقد الدولي يعتبر بداية جيدة. "لكن المساهمين الرئيسيين في بنوك التنمية متعددة الأطراف يجب أن يكونوا القوة الدافعة للتغيير التحويلي".
وقال إن المؤسسات المالية الدولية بحاجة إلى المزيد من الموارد. بينما تحتاج الدول الجزرية الصغيرة النامية وغيرها من البلدان الضعيفة ذات الدخل المتوسط إلى الحصول على تمويل بشروط ميسرة للتكيف لحماية مجتمعاتها وبنيتها التحتية، على حد تعبير الأمين العام.
في الوقت نفسه، يجب على المؤسسات المالية الدولية إصلاح نموذج أعمالها ونهجها في التعامل مع المخاطر.
فإلى جانب متابعة مبادراتها الخاصة، يتعين عليها تكثيف جهودها للاستفادة من الزيادات الهائلة اللازمة للتمويل الخاص.
على كل جبهة مناخية، شدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن الحل الوحيد هو التضامن والعمل الحاسمين.
نائبة الأمين العام من كينشاسا: لإحراز نتيجة إيجابية في قمة شرم الشيخ
وعلى صعيد ذي صلة، حذرت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة من أن جميع المؤشرات المتعلقة بالمناخ تسير في الاتجاه الخاطئ.
ونبهت أمينة محمد - خلال حديثها في المناقشات التحضيرية لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين المنعقدة في العاصمة الكونغولية كينشاسا - إلى أن نافذة الفرصة لتجنب أسوأ آثار أزمة المناخ تضيق، مؤكدة أن العالم بحاجة ماسة إلى الأمل.
"نحن بحاجة إلى إحراز تقدم في مؤتمر الأطراف السابع والعشرين. تقدم يبرهن أن القادة يفهمون تمامًا حجم حالة الطوارئ التي نواجهها وقيمة مؤتمر الأطراف، كمساحة يجتمع فيها قادة العالم لحل المشكلات وتحمل المسؤولية".
وقالت إن الوقت قد حان لإظهار أننا نسير في الاتجاه الصحيح، معربة عن تطلعها للعمل مع قادة العالم لتحقيق نتيجة إيجابية في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف.
باكستان وفلوريدا.. تذكير صارخ
وقالت أمينة محمد إن ما رأيناه في باكستان وفلوريدا مؤخرا هو تذكير صارخ بنوع المستقبل الذي ينتظر أجزاء أخرى كثيرة من العالم والملايين من الناس.
وأكدت أن التمويل المخصص للخسائر والأضرار هو مسألة لا يمكن تأجيلها بعد الآن، داعية الحكومات إلى ضرورة اتخاذ إجراءات جريئة بشأن هذه القضية.
نظم الإنذار المبكر
وقالت نائبة الأمين العام إن ستة من بين كل عشرة أشخاص في أفريقيا يفتقرون حاليًا إلى الوصول إلى نظام إنذار مبكر فعال الذي يعد الأداة الأساسية لإنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش.
ودعت الحكومات إلى دعم جهود الأمين العام لضمان تغطية عالمية بنسبة 100 في المائة لأنظمة الإنذار المبكر في غضون السنوات الخمس المقبلة، مشيرة إلى أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ستقدم خطة عمل حول كيفية تحقيق ذلك خلال قمة شرم الشيخ.
تم نشر هذه المقالة في الأصل على موقع أخبار الأمم المتحدة.