نائبة الأمين العام للأمم المتحدة تدعو القادة إلى "إنقاذ" أهداف التنمية المستدامة وبناء مستقبل يسوده السلام والكرامة والازدهار

سان خوسيه، كوستاريكا، 8 مارس 2022 - قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة ج. محمد في خلال منتدى بلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بشأن التنمية المستدامة الذي عقد بين 7 و9 مارس 2022 إن "تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي تتطلب تحولات في مجالات الطاقة والتغطية الرقمية والأنظمة الغذائية. هناك حاجة إلى إنفاق واستثمار أكثر فاعلية في رأس المال البشري لإطلاق العنان وتسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة".
شكّل الاجتماع السنوي، الذي ضم أكثر من 1200 مشارك من جميع دول المنطقة، فرصة مهمة لتحديد الأولويات والتحديات المشتركة وسبل التغلب عليها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وخطة عام 2030 لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في خلال عقد العمل. "إن القضية المركزية بالنسبة لنا اليوم هي إظهار كيف يمكننا دعم البلدان في تنفيذ استراتيجياتها. نعيش لحظة حاسمة لأن قدرتنا على تحقيق الأهداف التي وضعناها لأنفسنا في خطة عام 2030 أصبحت على المحك".
وتابعت السيدة محمد: "لقد تعمقت التحديات الهيكلية في المنطقة: التفاوتات البالغة، والإنتاجية المنخفضة، والبطالة، وارتفاع نسبة العمل غير النظامي، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على النساء والشباب".
بالنسبة لنائبة الأمين العام، لا يزال هناك أمل.
وأضافت: "لا يزال من الممكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لكننا بحاجة إلى تسريع التقدم والعودة إلى المسار الصحيح"، مستشهدة بخمس أولويات يجب على دول المنطقة العمل على أساسها لدفع الأمور إلى الأمام:
- بناء القدرة على الصمود ضد الوباء.
- زيادة وتسريع الاستثمارات في حماية الناس والنظم البيئية على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ.
- تعزيز التحولات في الاتصال الرقمي وأنظمة الطاقة والغذاء.
- التعافي من الخسائر الهائلة في قطاع التعليم من جراء الوباء لإعادة ابتكار مستقبل التعليم.
- تسريع تحقيق المساواة بين الجنسين والتحول الاقتصادي.
اليوم الدولي للمرأة مع الفتيات والشباب في كوستاريكا
كما احتفلت السيدة محمد باليوم الدولي للمرأة 2022 مع الفتيات والطالبات في كوستاريكا.
وقد وجهت لهن رسالة قوية ومباشرة: "يمكنكن تحقيق أي شيء ترغبن به. إن النجاح يعتمد على وحدتنا، وقتالنا معًا من أجل حقوقنا، ودعم بعضنا البعض للمضي قدمًا". جاء ذلك في Colegio Superior de Señoritas، وهي مؤسسة تعليمية تأسست فيها الرابطة النسوية الكوستاريكية قبل 99 عامًا.

كما شددت نائبة الأمين العام على أنه لا يمكن لأي دولة أو قارة أن تحقق ما تسعى إليه إذا أهملت حقوق المرأة.
وأكدت السيدة محمد أن "الحركة النسوية هي رأس الحربة للوصول إلى ما نريده، وأنتن أيتها الطالبات الشابات، ستتحكمن بمستقبلكن، لكن عليكن بناء قواعدكن من اليوم".
كما شاركت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة في حوار مع الطالبات اللواتي تحدثن عن صراعاتهن ورغباتهن وما تعنيه العودة إلى الفصول الدراسية بعد عامين من الغياب من جراء فيروس كورونا.
تنسيق عمل الأمم المتحدة لتعزيز الدعم لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي
كما شاركت السيدة محمد في جلسات عمل مع المنسقين المقيمين والمديرين الإقليميين لتحديد التحديات والفرص من أجل تعزيز التنسيق الذي تقوم به الأمم المتحدة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
وتحدثَت إلى 21 منسقًا مقيمًا كانوا حاضرين وآخرين شاركوا افتراضيًا، وعرضت التحديات الناشئة في المنطقة وكيف يمكنها أن تقود الطريق نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

سلط المدير الإقليمي لمكتب التنسيق الإنمائي روبرتو فالينت الضوء على أن "فرق الأمم المتحدة القطرية، بقيادة المنسقين المقيمين وبدعم من مكتب التنسيق الإنمائي، قد أقامت شراكات استراتيجية رفيعة المستوى مع مؤسسات الدولة ومؤسسات التمويل الإنمائي والقطاع الخاص، المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية، من أجل النهوض بخطة عام 2030 وتحفيز الاستثمارات العامة والخاصة المتوافقة مع أهداف التنمية المستدامة. لطالما كانت أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي من المدافعين الأقوياء عن التكامل الإقليمي والتعددية".
رسائل ممثلي الأمم المتحدة في المنطقة
علّق ميغيل باريتو، المنسق المقيم لغواتيمالا الذي يمثل بلدان أمريكا الوسطى والمكسيك بالقول: "هذه التحولات أكثر إلحاحًا نظرًا لمأساة التنقل البشري، لا سيما تلك التي تصيب الهايتيين المتجهين إلى المكسيك والولايات المتحدة، ناهيك عن النزوح الداخلي القسري والذي تدفعه إلى حد كبير الفوارق الاجتماعية والاقتصادية. يجب أن نذهب إلى أبعد من إدارة الأزمات".
من جانبها، شددت سوزانا سوتولي، المنسقة المقيمة لبوليفيا التي تمثل بلدان منطقة الأنديز الفرعية، على أن "تسريع العمل في هذه المنطقة يعني معالجة الإقصاء وعدم المساواة، ما يحتم دعم الحكومات للوصول إلى تلك المناطق النائية حيث يشكل غياب الدولة الفعال أرضًا خصبة لكل أنواع الحرمان".
وأضافت سيلفيا روكس، المنسقة المقيمة للبرازيل التي تمثل بلدان منطقة المخروط الجنوبي الفرعية: "يمكن لفريق الأمم المتحدة القطري أن يلعب دورًا أكثر فاعلية، بالتعاون مع عدد لا يحصى من أصحاب المصلحة الوطنيين، من أجل تسهيل الحوار ووسائل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة."
كما قال ديدييه تريبوك، المنسق المقيم الذي يمثل بلدان منطقة البحر الكاريبي: "هناك حاجة إلى إعطاء دفع أقوى لخفض ديون الاقتصادات الكاريبية المثقلة. ستوصي اللجنة رفيعة المستوى باعتماد مؤشر الضعف متعدد الأبعاد هذا العام، بدعم من شبكة المنسقين المقيمين".
بعد الاستماع إلى العديد من المنسقين المقيمين الآخرين الذين أثاروا مجموعة واسعة من القضايا التي تعتبر أولوية لتسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، أشارت السيدة محمد إلى أنه مع استمرار تنفيذ إصلاحات الأمم المتحدة، من المتوقع أن نتبنى استراتيجية طموحة لدعم البلدان في جميع أنحاء المنطقة والاتفاق على أهداف ملموسة يجب تحقيقها.
وقبل اختتام زيارتها، أقرت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة بجهود كوستاريكا في تطوير الحلول المستمدة من الطبيعة وحماية التنوع البيولوجي.
كوستاريكا هي واحدة من أغنى 25 دولة على هذا الكوكب من حيث التنوع البيولوجي، وهي موطن لأكثر من 500000 نوع، وتمثل 6٪ من التنوع البيولوجي في العالم. تشير التقديرات إلى أنها الدولة التي تحتوي على أكبر عدد من الأنواع لكل وحدة مساحة، مع 1.8 نوعًا لكل كيلومتر مربع.

تقديراً للجهود المبذولة للمحافظة على التنوع البيولوجي، قامت محمد بزيارة محمية للحيوانات التي تم إنقاذها، ومعظمها من حيوانات الكسلان التي كانت إما حيوانات أليفة حتى ذلك الحين أو تم دهسها أو هاجمتها الكلاب أو صعقتها الكهرباء. تبذل كوستاريكا جهدًا كبيرًا لإيواء هذه الحيوانات ومساعدتها على التعافي وإعادتها إلى موطنها.