الابتكار في جمع البيانات ما بعد الكارثة: من منطقة البحر الكاريبي إلى العالم

على مدى السنوات الثلاثين الماضية، تضاعف عدد وقوة العواصف الاستوائية والأعاصير في منطقة البحر الكاريبي ثلاث مرات. في السنوات الثلاث الماضية وحدها، تسببت ثلاث أعاصير من الفئة الخامسة في دمار العديد من جزر الكاريبي. لا عجب أن السكان المحليين يستعدون بقلق لموسم الأعاصير المقبل، الذي يمتد من يونيو إلى أكتوبر.
يقود برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الجهود لمساعدة بلدان منطقة البحر الكاريبي على التعافي وإعادة البناء على المدى الطويل، مستخدمًا وسائل مبتكرة للقيام بذلك.
تتطلب الاستجابة وإعادة البناء أولاً بيانات حول ما تم إتلافه أو تدميره، وأين. في الماضي، كان جمع البيانات عبارة عن عملية شاقة تتم على الورق وتستغرق شهورًا أو حتى سنوات. بعد أن تسبب الإعصاران إيرما وماريا في دمار هائل في المنطقة في عام 2017، أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركاؤه أداة جديدة تسمح بإجراء مثل هذه التقييمات في غضون أيام. (اشترك مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي متعدد الأقطار في باربادوس وشرق البحر الكاريبي مع برنامج الأغذية العالمي، واليونيسيف، ومنظمة الصحة للبلدان الأمريكية / منظمة الصحة العالمية، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة).
الأداة عبارة عن تطبيق محمول يسمى HBDA، أو تقييم الأضرار في المنازل والمباني، والذي يمكن استخدامه على هاتف ذكي أو جهاز لوحي.
يتلقى المسؤولون الحكوميون والمتطوعون تدريبًا بسيطًا على كيفية استخدام الأداة، ثم ينتشرون لجمع البيانات بشكل منهجي. يتم إدخال هذه المعلومات في قاعدة بيانات مركزية ويمكن استخدامها لإنشاء خرائط ورسوم بيانية ومخططات وما إلى ذلك. (تستخدم الأداة برنامج Kobo Toolbox لجمع البيانات وخدمة Power BI من مايكروسوفت لإنشاء خرائط ومخططات ومواد الإظهار البياني الأخرى).

قام أكثر من 50 خبيرًا في البيانات والسياسات وإدارة الكوارث يتطوير الأداة التي تجمع معلومات مصنفة حسب الجنس عن العائلات والأطفال وكبار السن، فضلًا عن الأضرار التي لحقت بالمنازل والمرافق الصحية والمدارس والمباني الأخرى. والنتيجة هي مجموعة بيانات شاملة عبر قطاعات متعددة.
البيانات سهلة الاستخدام ويسهل الوصول إليها، ما يساعد السلطات على قيادة عملية إعادة الإعمار ومراقبة التقدم واتخاذ قرارات سياسية مستنيرة.
لقد ساعدت هذه الأداة المبتكرة بالفعل الحكومات في جميع أنحاء منطقة البحر الكاريبي، بما في ذلك أنتيغوا وبربودا ودومينيكا وجزر الباهاما. كما أن الحكومات الأخرى تستخدمه أيضًا تم استخدام أداة التقييم هذه خارج منطقة البحر الكاريبي لأول مرة في نوفمبر 2019، عقب الزلزال الذي ضرب ألبانيا وأدى إلى إصابة 3000 ووفاة 50 شخصًا. في عام 2020، سيقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتدريب الخبراء في خمس قارات لمساعدة السلطات الوطنية والمجتمعات المتأثرة. ولتحقيق هذه الغاية، يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حاليًا مع IMPACT وهي مؤسسة بحثية للعمل الإنساني والتنمية، من أجل تحسين وظائف أداة تقييم الأضرار في المنازل والمباني وواجهتها.
يتمثل أحد أهداف هذا العمل في تطوير "صيغة للتنبؤ بالتأهب"، بحيث لا يمكن للأداة تسجيل البيانات عن الكوارث السابقة فحسب، بل يمكن استخدامها أيضًا لتقييم نقاط الضعف ومساعدة البلدان على الاستعداد للكوارث المستقبلية المحتملة. ستحدث الأعاصير والزلازل دائمًا - وإن كان ذلك في كثير من الأحيان بسبب تغير المناخ - ولكن ليس من الضروري أن تتسبب في القدر نفس من الضرر. باستخدام الأدوات المتطورة مثلHBDA ، يمكن للبلدان الاستعداد لهذه الظواهر المتطرفة على المدى الطويل.

إذا كنت ترغب في معرفة ما إذا كانت هناك أي عاصفة استوائية تتشكل حاليًا في منطقة البحر الكاريبي أو في أي مكان آخر، فيمكنك التحقق من ذلك عبر هذا الموقع الإلكتروني: windy.com.



