وصل إلى العاصمة كابول نحو 8-10 آلاف شخص من عشر مقاطعات بعد تقدم طالبان، وأنا جزء من فريق من الأطباء والممرضات الذين يقدمون الرعاية الصحية لهؤلاء الوافدين الجدد.
هرب هؤلاء الأشخاص من منازلهم وليس لديهم أي شيء الآن، لا منازل ولا وظائف وقليل من المال، وهم يخشون العيش في كابول وغاضبون من اضطرارهم إلى مغادرة منازلهم. نقدم لهم مجموعة من الخدمات في مخيمات النازحين في المدينة.
يصل الفارون وهم مصابون بالعديد من الأمراض المختلفة، بما في ذلك الإسهال والالتهاب الرئوي. حوالي ثلاثة أرباع الأشخاص الذين نتعامل معهم هم من النساء والأطفال.
التسمية التوضيحية: شاحنات من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة تغادر كابول في مايو 2021 لتوصيل الأغذية إلى المجتمعات المستضعفة.
يوم الاثنين [23 أغسطس]، كنت ضمن فريق مكون من ستة أطباء، بما في ذلك ثلاث نساء، قدم خدمات خاصة بالنساء وساعد في ولادة عدد من الأطفال. لدينا أيضًا خمس ممرضات في الفريق. يوم عملنا طويل وشاق جدًا؛ يبدأ في حوالي الساعة 7 صباحا ويمكن أن تمتد ساعات العمل حتى منتصف الليل، ما يعني أن الفريق يمكنه علاج ما يصل إلى 500 شخص يوميًا.
في بعض الأحيان، يضطرني الوضع الأمني إلى البقاء في المنزل. إذا كانت هناك تقارير عن إطلاق نار أو اضطرابات أخرى، بالإضافة إلى احتمال وجود حواجز على الطرق، فإن أعضاء الفريق يقررون أن قرار الذهاب إلى العمل يمكن أن يكون أمرا خطيرا للغاية. الشوارع يمكن أن تشهد توترات شديدة. في بعض الأحيان، يذهب الرجال فقط إلى العمل.
إن زميلاتي، بالطبع، قلقات بشأن مستقبلهن، كما نحن جميعا. إنهن لا يدرين ما يخبئه المستقبل لهن، وما إذا كان سيسمح لهن بمواصلة العمل كما يفعلن الآن. لا ندري ما إذا كان الوضع سيزداد سوءا بالنسبة للنساء، أو أن يظل كما هو أو ربما يتحسن.
التسمية التوضيحية: صبي يبلغ من العمر 12 عامًا لا يرتاد المدرسة ويبيع الموز في مقاطعة أوروزغان في غرب أفغانستان.
لم نلتق مع طالبان بطريقة ذات مغزى منذ دخولهم كابول، على الرغم من أنهم قد أتوا، ذات مرة، إلى المخيم، حيث كنا نقدم الخدمات ليسألونا عما كنا نفعل.
الأمن هو الشغل الشاغل للنازحين في الوقت الحالي، وكذلك بالنسبة لأشخاص آخرين في المدينة، لكننا قلقون أيضا من نقص الأدوية والمواد الغذائية، حيث لا تزال المتاجر والأسواق مغلقة في كابول.
أنا طبيب، ولذا فإن وظيفتي هي مساعدة الناس وشفاؤهم. إنني ملتزم بشدة بدعم الشعب الأفغاني، خلال هذا الوضع المزري، لكن لا يمكنني المساعدة إلا إذا شعرت بالأمان في العمل.
رسالتي إلى بقية العالم هي رجاء ساعدوا أفغانستان. إنه بلد فقير، لكن شعبه يملك قلبا طيبا، وسأواصل بذل قصارى جهدي للعمل من أجل الشعب الأفغاني وحمايته.
الدكتور غالي أحمدي* طبيب أفغاني، يواصل عمله من كابول. إنه ملتزم بتقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية للناس، على الرغم من انعدام الأمن وعدم الاستقرار المستمر في البلاد. ودعا المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم أفغانستان.
** تم تغيير الاسم الحقيقي حفاظًا على خصوصية الطبيب.
الأمم المتحدة تتعهد بالبقاء والوفاء بوعودها
تعهدت وكالات الأمم المتحدة بالبقاء في البلاد، على الرغم من استيلاء طالبان قبل فترة وجيزة على السلطة، ودعم المجتمعات التي كانت حتى قبل الأحداث الأخيرة في حاجة ماسة إلى المساعدة.
يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هذه الجهود، وبالتالي يمكن للدكتور غالي أحمدي وآخرين توفير العلاج والأدوية والغذاء بالإضافة إلى إجراء عدد من فحوص كوفيد-19.
يواصل برنامج الأغذية العالمي جهوده لتقديم المساعدات الغذائية والتغذوية إلى 5.5 مليون شخص في الأشهر الستة الأولى من هذا العام وحده.
قامت اليونيسف بتخزين الإمدادات الأساسية، مثل الأغذية العلاجية واللقاحات الجاهزة للاستخدام، في جميع أنحاء البلاد. كما تقوم بتوسيع نطاق جهوده في مجال المياه والصرف الصحي، لا سيما فيما يتعلق بنقل المياه بالشاحنات وتوزيع مستلزمات النظافة.