اعتمدوا عليّ: العمل معًا لإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في غواتيمالا

يقول أنطونيو بالما، أحد متطوعي الأمم المتحدة في مكتب المنسق المقيم في غواتيمالا إن الأشخاص ذوي الإعاقة قادرون ومتكافؤون. لقد حان الوقت لأن يدرك العالم ذلك".
يعبّر أنطونيو، المصاب بضعف البصر، عما يشعر به العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة: تجاهل، وسوء معاملة، وسوء الفهم، واستخفاف، ودونية.
إنّ الأشخاص ذوو الإعاقة متنوعون، ويعانون من الإقصاء والتهميش بطرق مختلفة وبدرجات متفاوتة.
يعاني حوالي 1 من كل 10 غواتيماليين من إعاقة. قد يكون هذا الشخص من الجيران أو الأصدقاء أو الأقارب أو الزملاء في العمل أو من المارة أو حتى أحد الغرباء.
قد تعتقد أن 10% من السكان يمكن أن يحصلوا على بعض الاعتراف. لكن الدولة لا تملك سوى القليل من البيانات عن الأشخاص ذوي الإعاقة، لذا يتم تجاهلهم عند وضع السياسات العامة وغالبًا ما يصبح وصولهم إلى الخدمات الأساسية في مجالات الصحة والتعليم والعمل صعبًا أو حتى مستحيلًا.
قد يعتقد بعض الناس أن تقديم مثل هذه الخدمات هو عبارة عن بادرة خيرية. ولكن وجهة النظر هذه تتجاهل أن ذوي الإعاقة هم أشخاص، وبالتالي يتمتعون بحقوق مثل باقي الناس. يتطلب إعمال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة خطوات محددة حتى يتمكنوا من المشاركة والاندماج الكامل في المجتمع.
يدرك فريق الأمم المتحدة القطري في غواتيمالا هذا المبدأ الأساسي. نحن نفتخر بريادتنا في هذا المجال من خلال استراتيجية الأمين العام لإدماج ذوي الإعاقة، وبتنفيذ شراكة الأمم المتحدة بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة مرتين.
لتعزيز عملنا في هذا المجال، قام مؤخرًا فريق الأمم المتحدة القطري في غواتيمالا بإجراء تحليل متعمق حول إدماج منظور الإعاقة في البلد. من خلال المقابلات ومجموعات التركيز والاستقصاءات، حددنا بعض الثغرات والتحديات الملموسة، فيما يتعلق مثلًا بالنظام القانوني والإدارة العامة. أما هدفنا النهائي فيتمثل بإنهاء الإقصاء وعدم ترك أي شخص يتخلف عن الركب.
فيما يلي بعض النقاط التي استخلصناها وكيفية مقاربتها.
- البيانات: لا يتم تضمين الأشخاص ذوي الإعاقة وإحصاؤهم بشكل منهجي في عملية جمع البيانات العامة. يعيق هذا الأمر الوصول إلى المعلومات المهمة حول جودة الخدمات الأساسية وإمكانية وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إليها، ما يؤدي إلى زيادة نسبة إقصائهم عن أنظمة الحماية الاجتماعية غير المستقرة أصلًا. للمساعدة في تصحيح هذا الوضع، سيدعم فريق الأمم المتحدة القطري في غواتيمالا في العامين المقبلين التدابير الهادفة إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية للأشخاص ذوي الإعاقة والتدريب على كيفية جمع البيانات العامة واستخدامها.
- الموارد: يتمتع المجلس الوطني لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة بتفويض لتنفيذ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. لكن ميزانية هذا المجلس محدودة للغاية، لذا يوفر فريق الأمم المتحدة القطري تدريبات إضافية لبناء قدرات المنظمات المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة كي تتمكن من دعم المجلس وقيادة المسيرة نحو الإدماج.
- الممارسات: كلما تم القضاء على العديد من أشكال الإقصاء والتمييز، تم توفير مساحة أكبر للإدماج الإيجابي للأشخاص ذوي الإعاقة. لتحقيق هذا الهدف، دعم الفريق في غواتيمالا إنشاء أول مجلس استشاري لمنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة يجمع ممثلين عن المناطق الحضرية والريفية معًا، مع التركيز على المساواة بين الجنسين. سيشرف المجلس، بمجرد إنشائه في عام 2022، على كل مشاريع وبرامج منظومة الأمم المتحدة في غواتيمالا لضمان الإدماج وإمكانية الوصول.
- الاتصالات: نظرًا إلى أهمية الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، أطلق فريق الأمم المتحدة في غواتيمالا حملة إعلامية مدتها 15 يومًا YoMeSumo# عشية اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة 2021. يعرض كل يوم من أيام الحملة قصة مواطن غواتيمالي من ذوي الإعاقة وكيف يدافع عن حقوقه. شاهد كل مقاطع الفيديو على قناتنا على موقع يوتيوب.

يؤمن فريق الأمم المتحدة في غواتيمالا بأهمية القيادة بالقدوة. بعد التوقيع مؤخرًا على أول إعلان بشأن عدم تمييز على مستوى فريق الأمم المتحدة القطري، يشجع جميع الأعضاء الـ22 الأشخاص ذوي الإعاقة على التقدم للوظائف الشاغرة واعتماد ممارسة اختيار موظفين من ذوي الإعاقة. في عام 2021، قدّم فريق الأمم المتحدة للموظفين تدريباً إضافياً على إدراج منظور الإعاقة للموظفين لخلق بيئة أكثر شمولاً وترحيباً. تحقيقًا لهذه الغاية، أجرت الأمم المتحدة في غواتيمالا مراجعة لممارسات التوظيف وإمكانية الوصول إلى المكاتب، واعتمدت دليلًا حول إمكانية الاستفادة من سبل الاتصال.
في خلال كل هذه الجهود المبذولة، يعمل فريق الأمم المتحدة على تعزيز التعاون بين الأمم المتحدة والحكومة والأفراد والمنظمات المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة.
لطالما حلم أنطونيو بالما، متطوع الأمم المتحدة المشار إليه سابقًا، بالعمل في منظمة حقوق الإنسان الأكثر تأثيرًا في العالم. إنه متحمس للمساعدة في تغيير المفاهيم حول الأشخاص ذوي الإعاقة في غواتيمالا من داخل منظمة الأمم المتحدة باستخدام التواصل الاستراتيجي والشامل.
من خلال العمل معًا، يمكننا أن نزيد نسبة الإدماج والوحدة. يقدم أنطونيو بالما رؤيته لبناء هذه الوحدة: "توحيد كل الغواتيماليين بغض النظر عن أي اختلافات".
يضيف المنسق المقيم للأمم المتحدة في غواتيمالا، خوسيه ميغيل باريتو:
"لقد علمتنا جائجة كوفيد-19 مرة أخرى أننا جميعًا بحاجة إلى بعضنا البعض. يصبح العالم أكثر جمالًا وأمانًا وعدلاً عندما يتم إدماج الجميع، بما في ذلك الأشخاص ذوو الإعاقة. يمكن لكل واحد منا أن يساهم في تحقيق ذلك".
بقلم بيريد بليند، موظف للتخطيط الاستراتيجي / قائد فريق مكتب المنسق المقيم، فريق الأمم المتحدة القطري في غواتيمالا. قدّم الدعم التحريري بول فانديكار من مكتب التنسيق الإنمائي. لمعرفة المزيد عن عمل فريق الأمم المتحدة القطري في غواتيمالا، قم بزيارة: Guatemala.un.org.



