مدونة بقلم المنسقة المقيمة في شيلي: التكنولوجيا في خدمة كبار السن وأهداف التنمية المستدامة

بمناسبة اليوم الدولي للشباب 2022 وموضوع هذا العام: "التضامن بين الأجيال: خلق عالم لجميع الأعمار"، نسلط الضوء على هذا المقال الافتتاحي للمنسقة المقيمة للأمم المتحدة في شيلي ماريا خوسيه توريس، والذي تم نشره في الأصل على الموقع الإلكتروني للصندوق المشترك المعني بأهداف التنمية المستدامة. يسعى موضوع هذا العام إلى زيادة الوعي حول العوائق التي تحول دون تحقيق التضامن بين الأجيال، ولا سيما التمييز على أساس السن، الذي يؤثر على الشباب وكبار السن، ويترك تداعيات على المجتمع ككل.
أثرت جائحة كوفيد-19 على حياة الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم. أدى الإغلاق الشامل والتدابير الوقائية على نطاق واسع إلى عزل الأفراد، وأثر على الاقتصاد العالمي، وحدّ من إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية الجسدية والعقلية. كما أثر الوباء بشكل رئيسي على كبار السن، إذ سلط الضوء على احتياجاتهم ونقاط ضعفهم. ولم تكن شيلي استثناء.
كان العمل المتكامل لتعزيز التنمية المستدامة والشاملة ووضع كبار السن في مركز الاهتمام السمة المميزة لمشروع نودو الذي يقوده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمشاركة منظمة العمل الدولية ومنظمة الأغذية والزراعة وبالتعاون الوثيق مع وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة و12 بلدية. تهدف هذه المبادرة المشتركة بين الوكالات التابعة للأمم المتحدة في شيلي، الممولة عبر أول دعوة إلى تقديم المقترحات أطلقها الصندوق المشترك المعني بأهداف التنمية المستدامة في عام 2019، إلى تحسين الإدماج والحماية الاجتماعية لكبار السن من خلال تعزيز الشبكات المجتمعية وتحسين الوصول إلى مختلف البرامج والخدمات والمنافع الاجتماعية المتاحة لهم.
طوّر مشروع نودو أكبر وأشمل نظام بيئي رقمي للمسنين وشبكاتهم في شيلي. في مايو 2020، وبالنظر إلى الآثار السلبية لكوفيد-19، أعاد مشروع نودو توجيه جهوده الأولية لتعزيز ودعم استجابة الحكومة الشيلية للتخفيف من تداعيات الوباء على السكان المسنين. ونتيجة لذلك، تم إطلاق منصة نودو للطوارئ كخدمة اجتماعية رقمية جديدة تربط وتحيل وتدير الطلبات المقدمة من كبار السن ومقدمي الرعاية والأسر التي لديها شبكة دعم مؤسسي في جميع أنحاء البلاد. بين عامي 2020 و2021، لبّت المبادرة بشكل مباشر ما يقرب من 50000 طلب، مما يعزز قيمة الشراكات كعنصر أساسي للإدماج الاجتماعي واستخدام التقنيات كعنصر حاسم لمواجهة التحديات التي يفرضها هذا الواقع الجديد.
وبعيدًا من جائحة كوفيد-19، طبّقت مبادرة نودو شبكة دعم رقمية دائمة. يتضمن نظام نودو البيئي ثلاث خدمات رقمية:
- نودو60+، تطبيق مجتمعي تجريبي يربط كبار السن بالخدمات الاجتماعية العامة في 12 بلدية (6 حضرية -6 ريفية). تم تدريب أربعين متخصصًا على إضافة واستخدام المنصة في 10 مراكز لكبار السن في 5 مناطق، مع تمديد البرنامج حتى عام 2022 وضمان استدامته.
- MecuidoTecuido، مجتمع رقمي وطني لمقدمي الرعاية يعمل كشبكة دعم للتدريب والرعاية الذاتية، سيتم دعمه في عام 2022 كسياسة اجتماعية جديدة يقودها النظام الفرعي الوطني للدعم والرعاية "Chile Cares" لتغطية حاجات المزيد من الفئات الضعيفة: مقدمو الرعاية للأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة.
- تقدم شركة Siempreaprendiendo دورات مجانية عبر الإنترنت وأدوات أخرى لتدريب العاملين في المؤسسات العامة والخاصة التي تعمل مع كبار السن وتساعدهم. سيتم الإبقاء على عمل هذه المنصة في عام 2022 من قبل الحكومة الوطنية من خلال اتفاقية مع جامعة شيلية.
أريد أن أعترف بالدور الذي اضطلع به جميع كبار السن الذين شاركوا في هذا المشروع والقادة والمجموعات الإقليمية من المناطق الحضرية والريفية والتزامهم، مع الأخذ في الاعتبار أهمية الاختلافات المحلية، وخصوصيات كل مجتمع، وعدم تجانس السكان الأكبر سنًا. كان هذا التنوع وثراؤه من العناصر الأساسية في تصميم وتنفيذ واستدامة مشروع نودو.
كان تنفيذ المشروع مهمًا جدًا لتعزيز العمل المشترك لكيانات الأمم المتحدة المختلفة في البلاد، وقد أدى إلى توسيع نطاق وصول الأمم المتحدة إلى الحكومات المحلية والوطنية والجهات الفاعلة العامة والخاصة المشاركة في السياسة العامة الموجهة لدعم الهدف المتمثل في وضع كبار السن في صدارة الاهتمام.
ألهمت الدروس التي قدمتها نودو السياسات العامة عبر "Chile Cares" لتغطية احتياجات المزيد من الفئات الضعيفة والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة، الذين يشكلون عنصرًا مهمًا في نظام الرعاية الناشئ.
يقدّر فريق الأمم المتحدة القطري عالياً مشروع نودو، الذي يستجيب بلا شك لاحتياجات إحدى الفئات الأكثر ضعفاً في شيلي في سياق الجائحة ويتماشى مع أولويات الحكومة العليا. إضافة على ذلك، يُعدّ مشروع نودو مثالًا ممتازًا على كيفية عمل الفريق القطري بشكل مشترك للاستجابة لمتطلبات البلاد، لا سيما في الأمور العاجلة التي تؤثر على حقوق الناس وظروفهم المعيشية. كما يعكس العمل المنسق والفعال في تصميم استراتيجيات متماسكة للنهوض بتحقيق خطة عام 2030، ما يجعل التنمية في شيلي أكثر شمولاً وعدلاً واستدامة.
لمعرفة المزيد حول عمل فريق الأمم المتحدة القطري في شيلي، قم بزيارة: Chile.UN.org. لمزيد من المعلومات حول مشروع نودو، انقر هنا.



