نساء وفتيات سوريا: دور محوري لا يُقدّر بثمن

يحلّ اليوم العالمي للمرأة هذا العام في وقت يواجه فيه الشعب السوري صعوبات كبيرة. يصادف هذا الأسبوع الذكرى السنوية العاشرة لأزمة تسببت في خسائر لا تُحصى وأدت الى خلق احتياجات إنسانية متعددة ومتنامية في جميع أنحاء البلاد.
قبل عام بالضبط، صنفت منظمة الصحة العالمية كوفيد-19 على أنه جائحة عالمية. في سوريا، وكما في أي مكان آخر، حصد الفيروس الأرواح، ودمر مجتمعات بأكملها، ودفع اقتصاد البلاد المتعثر إلى حافة الانهيار.
لم يسلم شخص واحد في سوريا من هذه الأزمات. لكن مرة أخرى، سلط العقد الماضي الضوء على الأثر الهائل وغير المقبول للمشقة على النساء والفتيات.
بينما ندرك جيدًا أوجه الظلم هذه، فإن اليوم العالمي للمرأة هو أيضًا فرصة لتكريم النساء والفتيات على تحمل عبء هذه الأزمات واسهاماتهن المهمة.
في خلال جائحة كوفيد-19، استجابت النساء للنداء عندما كان الناس في أمس الحاجة إليهن، سواء كن في موقع القيادة أو التطوع أو كعاملات في المجال الصحي أو معلمات أو عاملات إغاثة أو مقدمات رعاية أو أمهات أو زوجات أو أخوات.
في سوريا، لعبت المرأة دورًا لا يقدر بثمن في جميع مجالات الحياة: في المنزل، في مكان العمل وفي المجتمع. الشجاعة التي أظهرنها في هذه الظروف الصعبة للغاية تؤكد مرة أخرى أن تأثير أفعالهن لا يمكن إنكاره.
كما أحيي وأشكر بعمق النساء العاملات في الأمم المتحدة وشركائها في سوريا، وغالبًا ما يكون ذلك في مجتمعاتهن المحلية. حاليا 36٪ من موظفي الأمم المتحدة في سوريا هم من النساء، وسنواصل هذا العام إعطاء الأولوية لتحقيق التكافؤ بين الجنسين في أماكان العمل، بما في ذلك المناصب القيادية.
يوفر لنا اليوم العالمي للمرأة أيضًا فرصة للتفكير في مسؤوليتنا الجماعية لدفع التغيير التحويلي.
تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها في سوريا تركيز جهودهم على المبادرات الملموسة والعملية لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات. لا يوجد أي إجراء محايد بين الجنسين: يجب استخدام كل إجراء نتخذه كجزء من استجابتنا الإنسانية وتدخلاتنا لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. كل ما هو خلاف ذلك، يمكن أن يؤدي إلى ضرر.
على سبيل المثال، ستزيد الأمم المتحدة هذا العام من دعمها للمنظمات المحلية التي تقودها النساء وستدعم بشكل أساسي المبادرات التي تزيد من مستوى التمكين الاقتصادي للمرأة وقدرتها على الصمود. إن تمكين المرأة لا يساعد فقط على النهوض بالمساواة بين الجنسين، بل يحقق أيضًا التنمية المستدامة والسلام والأمن.
في بعض الأحيان، قد تبدو التحديات التي تواجه مهمتنا هائلة. ومع ذلك، يجب ألا نفقد الأمل. لكي تتمتع سوريا بمستقبل أفضل، يجب أن تحصل النساء على فرص متساوية لبناء حياتهن الخاصة، وكذلك حياة أسرهن ومجتمعاتهن ودولهن. إنني أشجع النساء على اكتساب مساحة أكبر في القيادة وصنع القرار، وأنا على استعداد لتقديم الدعم حيثما أمكن ذلك.
عندما تتحقق هذه الرؤية لعالم أكثر مساواة وشمولية، كما آمل، فسيتجسد الاحتفال الحقيقي والدائم باليوم العالمي للمرأة.
للمزيد من المعلومات:
توفيق النحلاوي، مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا، tawfiq.alnehlawi@un.org
دانييل مويلان، المتحدث الرسمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا، moylan@un.org
لمعرفة المزيد عن أنشطة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، قم بزيارة: https://www.unocha.org



