إما أن نغرق معًا أو ننجو سويًا: خمس حقائق عن مرفق كوفاكس

يتصدر مرفق كوفاكس القصص حول جائحة كوفيد-19 في الأيام الأخيرة، لا سيما فيما يتعلق بشحن اللقاحات إلى أول بلدين أفريقيين: غانا وكوت ديفوار. نستعرض معكم في هذه القائمة خمسة أشياء عن مرفق كوفاكس وأهميته في مكافحة الجائحة:
1- ما هو مرفق كوفاكس؟

صورة: © اليونيسف/LameckOrina
يُعدّ مرفق كوفاكس ركيزة اللقاحات في مبادرة تـسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19، التي تقودها منظمة الصحة العالمية وشركاؤها، لتطوير مجموعة من الأدوات لمحاربة فيروس كورونا. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن البرنامج يدعم أسرع الجهود العالمية وأكثرها تنسيقا ونجاحا في التاريخ لمكافحة أي مرض.
والهدف من المرفق هو توزيع ملياري جرعة، لا سيما إلى الدول منخفضة الدخل، في عام 2021، وتمنيع 27% من مواطنيها.
لطالما كانت منظمة الصحة العالمية تقول منذ بداية الجائحة: "لا أحد في مأمن حتى يكون الجميع في مأمن".
وكان لدى عدد من البلدان الموارد اللازمة لطلب كميات هائلة من اللقاحات مسبقا، لضمان وقوف سكانها في مقدمة قائمة الانتظار عندما يحصل مصنّعو الأدوية على الضوء الأخضر لتسليم اللقاحات، وحذر خبراء حقوق الإنسان من "اكتناز اللقاحات" وأصرّوا على ضرورة إتاحة اللقاحات للجميع.
2- آلية عمل مرفق كوفاكس
صورة: © اليونيسف/Yeslam
بتمويل من البلدان الغنية والجهات المانحة الخاصة التي جمعت أكثر من ملياري دولار، تم إطلاق مرفق كوفاكس في الأشهر الأولى من الجائحة لضمان عدم استبعاد الأشخاص الذين يعيشون في الدول الفقيرة عندما تظهر اللقاحات الناجحة في الأسواق. وتتولى اليونيسف، بالتعاون مع منظمة الصحة للبلدان الأميركية التابعة للأمم المتحدة، زمام المبادرة في جهود شراء وتوريد الجرعات.
وتشتري حوالي 92 دولة منخفضة الدخل اللقاحات بدعم من كوفاكس، ومن المتوقع أن يتم تطعيم أفقر المواطنين فيها بالمجان. وأعلن 80 من الاقتصادات ذات الدخل المرتفع تمويل اللقاحات من ميزانياتها الخاصة.
3. أي لقاحات يتم توزيعها عبر كوفاكس؟
صورة: © اليونيسف/Dware
مع نهاية عام 2020، كانت منظمة الصحة العالمية قد جمعت ما يقرب من ملياري جرعة من اللقاحات الحالية والمرشحة للاستخدام في جميع أنحاء العالم. تجميع مثل هذا المخزون الضخم من اللقاحات يعني أن بإمكان منظمة الصحة العالمية أن تقول بكل ثقة أن كوفاكس سيوزع جرعات كافية لحماية العاملين في مجال الرعاية الصحية في جميع البلدان المشاركة في المرفق بحلول منتصف عام 2021.
وسيتم تسليم حوالي 1.2 مليون جرعة من لقاح فايزر-بيوإنتك، الذي يتطلب تخزينا شديد البرودة إلى 18 دولة في الربع الأول من عام 2021، من إجمالي 40 مليون جرعة متفق عليها. وسيتم تسليم عدد أكبر بكثير - حوالي 336 مليون جرعة - من أسترازينيكا/أكسفورد إلى جميع البلدان التي وقعت على برنامج كوفاكس.
4. أي الدول حصلت على اللقاحات أولًا؟

صورة: © اليونيسف/Dhiraj Singh
في 24 شباط/فبراير، وصلت 600 ألف جرعة من لقاحات أسترازينيكيا/أكسفورد إلى غانا، ورحبت بها منظمة الصحة العالمية بوصفها خطوة تاريخية نحو تحقيق هدف التوزيع العادل للقاحات حول العالم. وبعدها وصلت شحنة من نصف مليون جرعة من نفس اللقاح إلى كوت ديفوار.
هذه الشحنات الأولى هي جزء من 90 مليون جرعة أولية من المقرر إرسالها إلى دول أفريقية عبر مرفق كوفاكس في النصف الأول من عام 2021، ودعم تطعيم حوالي 3% ممن هم في أمس الحاجة إلى الحماية، بما في ذلك العاملون الصحيون والفئات الضعيفة الأخرى. وفي الأسبوع الماضي، تلقى السودان الشحنة الأولى من لقاحات كوفيد-19، بما يتجاوز 800 ألف جرعة من المقرر توزيعها على العاملين الصحيين ومن تتجاوز أعمارهم 45 عاما ويعانون من حالات صحية مزمنة. كما تلقت جيبوتي حصتها من لقاحات أسترازينيكا/أكسفورد بعد السودان.
وفي نهاية عام 2021، من المأمول، مع إتاحة المزيد من اللقاحات وزيادة سعة الإنتاج، توزيع 600 مليون جرعة، وتلقيح 20% من سكان القارّة الأفريقية.
5. ما أهمية مرفق كوفاكس؟
تسبب فيروس كوفيد-19 بخسائر بشرية هائلة، فقد توفي أكثر من مليوني شخص في جميع أنحاء العالم بسبب الفيروس. وتم نقل العديد منهم إلى المستشفى وعانوا من تداعيات المرض. ويهدف كوفاكس إلى وضع حدّ لهذه الخسائر المأساوية في الأرواح.
بالإضافة لذلك، فإن حياة المليارات تعطّلت بسبب القيود على السفر، والإغلاقات وغيرها من التدابير التي وُضعت للسيطرة على العدوى. وفُقدت ملايين الوظائف مع تباطؤ الاقتصاد العالمي، والاضطرابات في الخدمات الصحية، مما جعل من الصعب على المرضى الذين يعانون من أمراض غير مرتبطة بكوفيد-19 تلقي العلاج.
ومن المأمول أن تساهم اللقاحات التي يوفرها كوفاكس في عكس هذه الاتجاهات الضارّة وإعادة العالم إلى طبيعته، مهما كان شكل ذلك.
يقول مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن كوفاكس ليس مجهودا خيرياً: في اقتصاد عالمي شديد الترابط، فإن اللقاحات الفعّالة والمتاحة على نطاق واسع في جميع البلدان، هي أسرع طريقة لإنهاء الجائحة، وإطلاق الاقتصاد العالمي وضمان التعافي المستدام.
"إما أن نغرق معًا أو ننجو سويًا"، على حد تعبير رئيس منظمة الصحة العالمية.
نُشر المقال في الأصل على موقع أخبار الأمم المتحدة.