بكلماتي: "السوريون لا يزالون يملكون الطموح والأمل"

كشاهد على آثار الصراع الداخلي في سوريا خلال العقد الماضي، استلهم المهندس الشاب والمتطوع السابق في الأمم المتحدة باسل المدني عمله لتأسيس منصة شبابية أطلق عليها اسم "روّاد سوريا 2030" بهدف دعم الشباب السوري وتمكينه من المشاركة في بناء مستقبل بلده. يشارك باسل قصته معنا قائلًا:
رغم ما مررنا به من أوقات عصيبة خلال فترة الأزمة، إلا إننا كشباب سوريا لا زلنا نملك الطموح والأمل كي نعمل على تنمية وتمكين المجتمعات وجعلها أفضل.
يجب أن يحصل الشباب على حقهم بالمشاركة في ايجاد حلول للتحديات التي يواجهونها، ليس فقط كمتطوعين أو مشاركين ولكن أيضًا كقادة مسؤولين عن مجتمعهم ومستعدين لتولي زمام المبادرة في المشاريع المستقبلية.
إلى جانب دراستي الهندسة المدنية والبيئية في دمشق، شاركت في تنظيم فعاليات دولية مع العديد من الجمعيات الأهلية، إذ ساعدتني الخبرة التي اكتسبها على مدى سنوات في مجال العمل الريادي والمجتمعي على تأسيس منصة سورية مجتمعية شبابية أطلقت عليها اسم "روّاد سوريا 2030".
هي منصة تطوعية لدعم وتمكين الشباب السوري الذي يعيش في سوريا وخارجها بهدف زيادة الوعي والعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتعاون لإيجاد حلول ومبادرات تساهم في حل المشاكل والتحديات التي يواجهها الشبان والشابات.
لقد عملنا على المنصة مع شركائنا من خلال تنظيم ورش عمل وحملات لتثقيف أكثر من 2500 شاب وشابة حول أهداف التنمية المستدامة وتطوير برامج تدريب وريادة أعمال تفاعلية للشباب السوري.
بالطبع كان لجائحة كوفيد-19 تأثير على مشاريعنا ومخططاتنا، إلا أننا استثمرنا وقتنا خلال فترة الحجر المنزلي لتطوير أساليب عملنا من بُعد، وتمكّنا من المشاركة في أهم الفعاليات وتوسيع شبكة علاقاتنا مع الخبراء والباحثين في مجال التنمية المستدامة. كما تمكنا أيضًا من تنظيم ندوات توعوية عبر الانترنت مئات المستفيدين في خلال فترة الاغلاق الشامل".
"إيماني بشباب بلدي يبلغ السماء!"

يُعدّ تأهل فريقي إلى نهائيات جوائز أهداف التنمية المستدامة واختيارنا من ضمن 2000 مبادرة تقدمّت من 140 دولة حول العالم خطوة رائعة. نحن فخورون جدًا بقدرتنا على تمثيل سوريا الحبيبة والدول العربية، ونأمل أن تساعدنا هذه الرؤية على تقديم المزيد للشباب السوري.
أنا فخور جدًا بأن أكون جزءًا من منصة "رواد سوريا 2030". إيماني بالشباب السوري لا يوصف ويمكن أن يصل إلى السماء! هم شباب مبدعون وأذكياء، لديهم طاقة ومعرفة لا تُقدّر بثمن، لكنهم يفتقرون إلى الإمكانيات المالية ودعم المرشدين، ما يعيق قدرتهم على تحويل أفكارهم الإبداعية إلى واقع.
أعتقد شخصياً أن أعظم الفرص تُخلق من الأزمات، لذلك لا مكان للاستسلام وخيبة الأمل. دعونا نمنح الثقة للشباب، فهم مسؤولون عن شكل مستقبلهم، وأصواتهم يجب أن تُسمع وأن تؤخذ بعين الاعتبار.
رواد سوريا 2030 وأهداف التنمية المستدامة
تم الاعتراف بنجاح منصة "رواد سوريا 2030" في توسيع نطاق العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من قبل الأمم المتحدة التي رشّحت المنصة لنهائيات جوائز أهداف التنمية المستدامة في مارس 2021.
تصبّ أهداف منصة "رواد سوريا 2030" في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما:
-
الهدف 8 من أهداف التنمية المستدامة المعني بالعمل اللائق والنمو الاقتصادي، من خلال الدورات التدريبية المقدمة للمشاركين الشباب والتي تركز على أساسيات تأسيس المشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة.
-
الهدف 13 من أهداف التنمية المستدامة المعني بالعمل المناخي، من خلال حملات المناصرة وورش العمل التفاعلية لتثقيف الشباب السوري حول أهمية اتخاذ التدابير اللازمة للحد من التغير المناخي.
-
الهدف 9 من أهداف التنمية المستدامة المعني بالصناعة والابتكار والبنية التحتية، من خلال التدريب على كتابة مقترحات مشاريع مهنية يتم تقديمها إلى لجنة من المتخصصين والخبراء لتقييم المبادرة الاجتماعية المقترحة ومدى قابلية تنفيذها.
من إنتاج الأمم المتحدة في سوريا. الدعم التحريري بقلم بول فانديكار من مكتب التنسيق الإنمائي. لمعرفة المزيد حول نتائج عملنا في هذا المجال ومجالات أخرى، يرجى الاطلاع على تقرير رئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة حول مكتب التنسيق الإنمائي.