عدم ترك أي مزارع أو مقاول صغير يتخلف عن الركب: حل رقمي ينقذ الوظائف ويعززها في فترة ما بعد كوفيد في بنين

إنّ بدء عمل تجاري وتنميته من دون القدرة على الوصول إلى حساب مصرفي يُعدّ مهمة شاقة.
آن أووا هي بائعة مواد غذائية معروفة في بوكومبي، وهي بلدة تقع في شمال غرب بنين. لا تملك حسابًا مصرفيًا ولا يمكنها ادخار المال من دخلها: غالبًا ما يسرق زوجها المال الذي تخفيه تحت سريرها أو في ملابسها.
"زوجي يعرف أين أخفي الأموال. يقترضها مني دائمًا ولا يعيدها أبدًا. يسرق أطفالي مني أيضًا. من خلال التدريب الذي تلقيته مؤخرًا على الإدارة المالية والمدخرات، أصبح بإمكاني حفظ أموالي على Mobile Money ولن أضطر إلى القلق بعد الآن"، توضح آن التي تبدو مرتاحة ومصممة.
تم تطوير خدمة Mobile Money من قبل شركات الهاتف الخليوي المرخص لها توزيع النقود الإلكترونية في بنين. تسمح الخدمة بدفع الفواتير وإيداع الأموال أو سحبها وإجراء التحويلات بسهولة وأمان، وكل ذلك باستخدام الهاتف الذكي فقط.

تمامًا مثل آن، بدأ العديد من النساء والشباب في بنين مشاريعهم التجارية الصغيرة أو أسسوا مَزارع لإعالة أنفسهم وأسرهم، لكنهم بحاجة إلى حساب مصرفي يمكنهم من خلاله الاستثمار وتوسيع أعمالهم عن طريق إجراء تحويلات مالية والحصول على قروض أو إدارة مدخراتهم.
تدهور الوضع المالي لهؤلاء الأشخاص الضعفاء بالفعل من جراء أزمة كوفد-19، ما أجبرهم على وقف نشاطاتهم، وكشف عن حاجة الحكومات الملحة للاستثمار في برامج بناء القدرة على الصمود من خلال الحلول الرقمية التي تساعد على ضمان استمرارية الأنشطة الإنتاجية والتجارية لهؤلاء السكان.
المجتمعات مجهزة بشكل أفضل للتعافي من أزمة كوفد-19: مشروع لزيادة قدرة الفئات الأكثر ضعفاً على الصمود
في هذا السياق، مولت الأمم المتحدة مشروعًا مدته عام واحد لتدريب الآلاف من أصحاب المشاريع الصغيرة والصغرى وصغار المزارعين في مجال ريادة الأعمال والإدارة المالية والحلول الرقمية، لمساعدتهم على تنمية أعمالهم التجارية الجديدة والاستمرار في جني الأرباح والحفاظ على الوظائف المستحدثة.
يتم إجراء التدريبات في عشر مناطق حدودية مع بنين ذات الإمكانيات العالية: نيكي، كالالي، بوكومبي، غلازوي، أفرانكو، أبلاوي، غراند بوبو، زاجنانادو، باسيلا وكيتو.

الحلول الرقمية التي تغير الحياة اليومية
لا تشكل الإجراءات اليومية مثل سحب الأموال من أجهزة الصراف الآلي أو إجراء تحويل في المصرف ضمانات للعائلات المحرومة التي قد لا تكون قادرة على فتح حساب مصرفي، أو قد لا تملك الوقت للقيام بذلك، أو قد لا تتوفر لها إمكانية الوصول إلى وسائل النقل الميسورة التكلفة للذهاب إلى المصرف، لا سيما في المناطق الريفية.
يسعد سوسافي كودجو، مزارع في منطقة غراند-بابو في جنوب بنين، باستخدام خدمة Mobile Money للتغلب على هذه الصعوبات:
"أستخدم الخدمة لإرسال الأموال إلى أطفالي في كوتونو. وهذا يوفر لي الوقت والمال لأنني لم أعد بحاجة إلى التنقل لمسافات طويلة للقيام بذلك".
في المنطقة نفسها، لم يعد لدى دينيس منساه، بائعة الجوز والزيت، أي سبب للقلق. بعد كل يوم عمل، تودع إيصالاتها في حساب Mobile Money الخاص بها وتسحب الأموال عندما تحتاجها، باستخدام هاتفها الخلوي. إنّ هذه العادة الجديدة لم تكن مألوفة أبدًا بالنسبة لدينيس.
تأمين الأدوات الرقمية لاستراتيجيات التعافي الاقتصادي الأكثر فعالية بعد كوفيد-19
لكن استخدام جهاز رقمي لإدارة حسابات الشخص والتدفقات النقدية والمعاملات المالية ليس أمرًا مسلمًا به. فبالنسبة للمزارع الصغير الذي تشكل كل فاكهة أو خضروات يحصدها أهمية بالنسبة له، أو بالنسبة لرجل أعمال صغير لا يملك الكثير من الخبرة وتغلب على تحديات جمة لبدء عمل تجاري يعتمد عليه للبقاء على قيد الحياة، فإن الاحتفاظ بالأصول المالية في مكان آمن ليس مجرد ترف.
هذه الثغرة هي ما تفسر جزئيًا إحجام صغار المنتجين والبائعين عن استخدام الأدوات الرقمية لإدارة عملياتهم. تشمل المخاوف التي تعيق اعتماد الحلول الرقمية في بنين المعرفة المحدودة بإجراءات المعاملات الرقمية التي تعتمد على الهاتف الخلوي، إضافة إلى الأخبار المزيفة التي تولد الخوف من تبخر الأموال في حالة فقدان الهاتف أو من سرقة الرموز الشخصية.
لهذا السبب، تركز الدورات التدريبية المقدمة في إطار مشروع الأمم المتحدة بشكل كبير على التكنولوجيا الرقمية - من خلال خدمة Mobile Money - وعلى ريادة الأعمال والإدارة المالية.

لاحظ الموظفون الذين قدموا هذه التدريبات، ما بعث على ارتياحهم الشديد، أنه في كل مرة يجيبون فيها على الأسئلة المتعلقة بإجراءات الأمان المرتبطة بخدمةMobile Money ، يتحمس المشاركون على الفور لأنهم يدركون أن هذه الخدمة ستساعدهم على حماية أصولهم وتحسين عملياتهم التجارية.
وقالت امرأة بعد حضور دورة تدريبية في بوكومبي: "لم أكن أعرف أن هاتفي المحمول يمكن أن يحسّن عملي ويسمح لي بإدارة دخلي بشكل أفضل".
في كل البلدات التي تنظَم فيها هذه التدريبات، يعرب المشاركون عن حماسهم الواضح لتعلم مهارات جديدة في مجال ريادة الأعمال ومهارات مالية ورقمية. وهم محقون في ذلك: إنهم يعرفون أن هذه المهارات ستساعدهم على استعادة ثقتهم بالمستقبل وبقدرتهم على أن يصبحوا مستقلين ماديًا.
يتم تنفيذ مشروع "الاستفادة من الحلول الرقمية لتحسين القدرة على الصمود في خدمة التعافي بعد كوفيد للسكان الضعفاء في بنين" من قبل العديد من مقدمي الخدمات بما في ذلك Tic AgroBusiness، وهي شركة ناشئة في بنين تعمل على تعميم الممارسات الزراعية الجيدة من خلال التكنولوجيا الرقمية. يشترك في تمويل المشروع صندوق الأمم المتحدة الاستئماني متعدد الشركاء للاستجابة والتعافي من فيروس كورونا وصندوق الأمم المتحدة للمشاريع الإنتاجية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
تم حشد المقاولين والمزارعين الصغار المشاركين في الدورات التدريبية للمشروع من خلال التعاونيات الزراعية وجمعيات الادخار النسائية. استفاد من الدورات التدريبية المقدمة أكثر من 10000 شخص (6000 من أصحاب المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر و4000 من صغار المزارعين)، 60٪ منهم على الأقل من النساء.
كتبت النص الأصلي باللغة الفرنسية إلسي أسوجبا من مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بنين، وييزايل ادوكونو من مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في بنين، بدعم تحريري من مكتب التنسيق الإنمائي التابع للأمم المتحدة. لمعرفة المزيد حول عمل الأمم المتحدة في بنين، قم بزيارة: Benin.un.org



