عضو في مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة يفوز بجائزة نوبل للسلام
فاز برنامج الأغذية العالمي لمنظمة الأمم المتحدة، الذي يقدم المساعدة الحيوية من خلال توفير الغذاء للملايين حول العالم - وغالباً في ظروف خطيرة جداً ومناطق يصعب الوصول إليها .. فاز بجائزة نوبل للسلام لعام 2020.
"لقد كُرمت المنظمة تقديراً لجهودها في مكافحة الجوع، ولمساهمتها في تحسين ظروف السلام في مناطق النزاعات، ولكونها لعبت دور قوة دفع لمنع استخدام الجوع كسلاح في الحرب والنزاع"، تقول بيريت رايس- اندرسون، رئيسة لجنة نوبل النروجية.
يعد برنامج الأغذية العالمي أكبر منظمة إنسانية في العالم. شملت مساعدته في السنة الماضية 97 مليون شخص في 88 دولة.
تنصب جهوده على المساعدة الطارئة، الإغاثة وإعادة التأهيل، المساعدة الإنمائية والعمليات الخاصة. إنّ ثلث عمله يقع في مناطق النزاعات حيث يكون الناس ضحية سوء التغذية ثلاث مرات أكثر من المناطق الخالية من النزاعات.
كوفيد-19 يفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي عالمياً
أشادت رئيسة لجنة نوبل بعمل منظمة الأمم المتحدة عبر تسليط الضوء على دورها في تعزيز قدرة الشعوب على الصمود والبقاء من خلال تأمين الغذاء بأنفسها.
لقد سلطت أزمة كوفيد-19 الضوء إضافة الى مسألة انعدام الأمن الغذائي عالمياً، على حقيقة أن هناك ما يقارب 265 نسمة سيكونون عرضة للمجاعة في غضون سنة".
وحدها منظمة عالمية كهذه بإمكانها الخوض في هكذا تحدٍ، تقول بإصرار، قبل أن تشرح حقيقة أن برنامج الأغذية العالمي ساعد ملايين الأشخاص في دول يعمها الخطر ويصعب الوصول إليها وتتأثر بالنزاعات والكوارث الطبيعية، من ضمنها اليمن، سوريا، وجمهورية كوريا الديمقراطية.
"تحدي الخطر لتأمين القوت للشعوب"
مشيداً ببرنامج الأغذية العالمي "كالمستجيب الأول عالمياً" الذي واجه في الصفوف الأمامية انعدام الأمن الغذائي، هنأ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش منظمة الأمم المتحدة بفوزها بهذه الجائزة التي تشكل محط أنظار كثر.
يشير غوتيريش في أحد تصاريحه إلى "أن نساء ورجال برنامج الأغذية العالمي يتحدون الخطر وبُعد المسافة لتأمين وسائل بقاء حيوية للفئات التي دمرتها النزاعات، الى الأشخاص الذين يعانون من الكوارث، الى الأطفال والعائلات الذين لا يعلمون إن كانوا سيحصلون على وجبتهم التالية".
ولفت غوتيريش الإنتباه الى مصير ملايين الأشخاص الذين يعانون من الجوع في العالم، في وقت نخشى فيه أن تهدد جائحة كوفيد-19 الأمن الغذائي لملايين آخرين.
"يشعر عالمنا بالظمأ للتعاون العالمي"، يعلن الأمين العام للأمم المتحدة، مضيفاً أن برنامج الأغذية العالمي يستجيب لهذه الحاجة أيضاً، مترفعًا عن كل الإعتبارات السياسية، ليلبي الحاجات الإنسانية المحرك الأول لهذه العمليات.
وجّه الأمين العام للأمم المتحدة نداءً الى العالم كله لزيادة التضامن لمواجهة ليس فقط الجائحة، وإنما تحديات عالمية أخرى.
وحذر قائلًا: "نعلم أن ثمة تهديدات كالتغير المناخي، والتي ألقت بثقل مخاطرها على حياتنا، ستفاقم أزمة الجوع".
"عربون تقدير متواضع ومؤثر"
"سلّط إعلان لجنة نوبل النروجية الضوء على 690 مليون شخص يعانون من الجوع في العالم"، يقول دايفيد بيسلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي.
"يحق لكل شخص من هؤلاء أن يعيش بسلام ومن دون جوع"، يقول قبل أن يؤكد أن الخضات المناخية والضغوطات الإقتصادية زادت واقع هؤلاء الأشخاص سوءاً.
"واليوم نحن أمام جائحة عالمية ذي تأثير قاس على الإقتصاد والمجتمعات وتدفع ملايين الآشخاص الآخرين الى حافة الجوع".
وأوضح السيد بيسلي أن جائزة نوبل للسلام لم تكن فقط من حصة برنامج الأغذية العالمي، مشدداً على أن منظمة الأمم المتحدة تتعاون بشكل وثيق مع الحكومات، المنظمات وشركاء في القطاعات الخاصة التي نتبادل وإياها الحماسة نفسها لمساعدة الشعوب الأكثر جوعاً وهشاشة.
"نحن لا نستطيع بجهودنا المنفردة مساعدة أي كان. نحن منظمة تدير عمليات ومهمة فريقنا اليومية تنبع من قيم جوهرية كالشفافية، الإنسانية والشمولية".
وأضاف مدير برنامج الأغذية العالمي أن الجائزة عربون تقدير متواضع ومؤثر.
"إن جائزة نوبل للسلام .. هي عربون تقدير متواضع ومؤثر لعمل فريق برنامج الأغذية العالمي الذي يضع حياته على المحك كل يوم بهدف تأمين الغذاء والمساعدة لحوالى 100 مليون طفل، وامرأة ورجل يعانون من الجوع حول العالم. هناك أشخاص حياتهم ممزقة نتيجة عدم الإستقرار، عدم الأمان والنزاعات".
تم إنشاء برنامج الأغذية العالمي عام 1961، ومقره في روما.
الأمم المتحدة وجائزة نوبل للسلام
بنيله هذا التقدير، ينضم برنامج الأغذية العالمي الى أعضاء آخرين في مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بمن فيهم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، منظمة العمل الدولية، منظمة الأمم المتحدة للطفولة وكيانات أخرى تابعة للأمم المتحدة مثل قوات حفظ السلام، الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، والأمينين العامين السابقين للأمم المتحدة داغ هامارسكجولد وكوفي أنان وايضاً وسيط الأمم المتحدة السابق رالف بانش ومنظمة الأمم المتحدة نفسها كفائزين بجائزة نوبل للسلام.
من إنتاج أخبار الأمم المتحدة. نُشر المقال الأصلي على موقع أخبار الأمم المتحدة في 9 أكتوبر 2020.