من القمم رفيعة المستوى إلى العمل على الأرض: من أجل الناس والكوكب
اعتمد قادة العالم بالإجماع إعلانًا تاريخيًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة خلال العقد المقبل، وذلك في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت بين 23 و27 سبتمبر. وجه الأمين العام أنطونيو غوتيريش نداءً قويًا لتكثيف الجهود كي لا يتم تفويت الأهداف المحددة. الأمر متروك الآن لفرق الأمم المتحدة على الأرض للعمل مع الناس والحكومات لتنفيذ خطة عام 2030.
العمل من أجل أهداف التنمية المستدامة
عشية القمم الرفيعة المستوى في مقر الأمم المتحدة، نزل الشباب في جميع أنحاء العالم إلى الشوارع للمطالبة بالمساءلة من قادة العالم في حماية مستقبلهم وكوكبهم، ما يظهر مستوى غير مسبوق من المشاركة. في نيويورك، كانت قمة المناخ للشباب بمثابة بداية الاحتجاجات، حيث طالب القادة الشباب من القارات الخمس باتخاذ إجراءات فورية وملموسة، وتبادل أمثلة على الحلول المبتكرة القابلة للتطبيق على أرض الواقع. مع افتتاح القمة، توقف العالم لمشاهدة النداء المؤثر للناشطة الشابة السويدية غريتا ثونبرج التي تطلب من قادة العالم التحرك الآن لإنقاذ الكوكب وتأمين مستقبل للأطفال.
إن العمل المناخي هو جزء أساسي من الدعوة لعقد من العمل من أجل أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030. في هذا السياق، دعت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة أمينة ج. محمد إلى مشاركة المجتمع بأسره لتحقيق خطة عام 2030 في إطار شراكة غير مسبوقة. في هذا السياق، أطلقت منصة ForPeopleForPlanet# لحشد الدعم وتبادل المعرفة.
التغيير على الأرض
وبالتزامن مع هذه القمم الرفيعة المستوى، أطلق الأمين العام تقريره عن أعمال المنظمة - وهو التقرير الأول منذ تنفيذ المبادرة الطموحة لإصلاح منظومة الأمم المتحدة الإنمائية. في هذا التقرير، سلط الأمين العام الضوء على التغييرات التي أحدثها الإصلاح بسرعة على أرض الواقع، على المستوى القطري، مما أتاح التركيز بشكل أكبر على الناس والكوكب. وسلط الضوء على تحقيق التكافؤ بين الجنسين: عدد المنسقات المقيمات يوازي عدد المنسقين المقيمين.
تقف فرق الأمم المتحدة القطرية في طليعة الشراكات مع الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وتمكين الشباب لقيادة المبادرات واتخاذ الإجراءات بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة. في كينيا، على سبيل المثال، يقوم فريق الأمم المتحدة ببناء الجسور بين وادي السيليكون في كاليفورنيا و"سيليكون سافانا" من خلال بناء شراكات عامة وخاصة لتمكين الشباب والنساء.
تم إطلاق مركز ابتكار أهداف التنمية المستدامة في سياق الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمشاركة اثنين من القادة الشباب، وممثلين عن وزارة المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا بالإضافة إلى زملائنا من الأمم المتحدة من كينيا. يساعد هذا المركز على تبادل المعرفة حول التحديات التي تواجه الأمم المتحدة وشركاءها على أرض الواقع والفرص التي يمكنهم الاستفادة منها في جهودهم لعدم ترك أي شخص يتخلف عن الركب، لا سيما الشباب الذين يعيشون في المناطق الريفية. أظهرت المحادثة التي أعقبت ذلك في ركن العمل من أجل أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة - وهي مساحة مخصصة للمجتمع المدني للمشاركة في المناقشات خلال الجمعية العامة - كيف يقوم فريق الأمم المتحدة بتقديم خبرته المتخصصة لدعم الشعب الكيني والحكومة، والتي تقود الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
متحدثًا أيضًا في ركن العمل من أجل أهداف التنمية المستدامة، أوضح مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومدير مكتب التنسيق الإنمائي روبرت بايبر أن أهداف التنمية المستدامة هي السبب في تحويل منظومة الأمم المتحدة لنموذج القيادة الخاص بها لتمكين المنظمة من دعم البلدان بشكل أفضل في مواجهة التحديات التي تتجاوز الحدود وتتطلب حلولاً غير منعزلة.
وقد نتج عن الدعوة إلى العمل إعلانات رئيسية من الحكومة الإسبانية، التي تساهم بمبلغ 100 مليون يورو على مدى خمس سنوات، ومن الاتحاد الأوروبي الذي تعهد بمبلغ 30 مليون يورو للصندوق المشترك لأهداف التنمية المستدامة التابع للأمم المتحدة.
توفر لنا خطة عام 2030 مخططًا يمكننا من العمل بشكل أوثق مع الشركاء على جميع المستويات، سواء كانت الحكومة أو قطاع الأعمال أو القطاعات الأخرى لتحديد الإجراءات اللازمة من أجل تحقيق خطة عام 2030. بينما لا تزال هناك تحديات، فإن التغيير يحدث على الأرض، كما نسمع مباشرة من رؤساء فريق الأمم المتحدة في إيران وكينيا وأوزبكستان.
نحتاج إلى أن يبدأ الجميع عقد العمل هذا من أجل الناس والكوكب.