يُمثّل المنتدى السياسي رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة الذي أُنشأ للمرة الأولى في عام 2012 كنتيجة لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بالتنمية المستدامة ريو 20+، المنصة العالمية الرئيسية لاستعراض وقياس التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخطة عام 2030.
ينطلق اجتماع هذا العام اليوم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، تحت شعار إعادة البناء بشكل أفضل بعد جائحة كوفيد-19، مع النهوض بالتنفيذ الكامل لخطة التنمية المستدامة لعام 2030.
كجزء من آليات المتابعة والمراجعة الخاصة به، يشجع المنتدى السياسي رفيع المستوى الدول الأعضاء على إجراء استعراضات وطنية منتظمة للتقدم المحرز في تنفيذ خطة عام 2030 وتقديم هذه النتائج خلال الجزء الوزاري من المنتدى الذي يستمر لثلاثة أيام. يتم إجراء هذه المراجعات الوطنية على أساس طوعي وتشمل البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء. إن الهدف من المراجعة الوطنية الطوعية هو تشجيع الدول الأعضاء على تبادل خبراتها، بما في ذلك النجاحات والتحديات والدروس المستفادة في مجال التقدم نحو تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
إريتريا هي إحدى الدول الثماني التي ستقدم استعراضها الوطني الطوعي في المنتدى للمرة الأولى.
بينما تستعد إريتريا لمشاركة التقدم الذي أحرزته في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة خلال العام الماضي، فإننا نلقي نظرة إلى الوراء على كيفية عمل فريق الأمم المتحدة القطري في إريتريا بالشراكة مع الحكومة لدعم هذه الجهود وخدمة احتياجات المجتمعات المحلية على مدار الأشهر 12 الماضية.
نسلط في هذه المقالة الضوء على 5 مساهمات رئيسية قدمها فريق الأمم المتحدة القطري في إريتريا، تحت قيادة المنسق المقيم للأمم المتحدة أماكوبي ساندي، في دفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
1. الاستثمار في الطاقة النظيفة والتكيف مع المناخ
يستمر تغير المناخ بفرض تحديات واسعة النطاق على الأمن الغذائي والتغذوي، وإمدادات المياه، والصحة العامة، والحياة البرية في جميع أنحاء إريتريا. عملت الأمم المتحدة مع السلطات الوطنية لتوسيع نطاق تدابير التخفيف والتكيف، بما في ذلك البرامج الطموحة بقيادة الحكومة لغرس الأشجار والحفاظ على التربة المعروفة باسم "المصاطب".
في مجال الطاقة، استفادت 7000 أسرة في 33 قرية من استثمار الأمم المتحدة في الطاقة النظيفة، ما ساهم في توفير خدمات اجتماعية عالية الجودة وتنويع سبل العيش لـ45300 نسمة.
2. زيادة فرص الحصول على المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية المستدامة
شكّل تحسين إمكانية الوصول إلى مياه الشرب المأمونة أولوية رئيسية للأمم المتحدة في إريتريا، ولا سيما في المناطق الريفية. وكانت زيادة فرص الوصول إلى مصادر المياه عن طريق الحنفيات العامة والآبار العامة الآمنة جزءًا مهمًا من هذا العمل.
وقد دعمت الأمم المتحدة تحديدًا إعادة تأهيل وتحديث وبناء ثماني شبكات لإمداد المجتمعات المحلية بالمياه، بما في ذلك خمس شبكات ريفية قادرة على الصمود أمام تغير المناخ في أربع مناطق في عام 2021.
وأفضى ذلك إلى حصول أكثر من 10000 شخص على مياه شرب آمنة.
3. الحد من الفقر والجوع
من خلال العمل مع الحكومة، حقق فريق الأمم المتحدة القطري تقدمًا كبيرًا في الحد من الفقر وتعزيز الأمن الغذائي في إريتريا، مع التركيز بشكل خاص على التحويلات النقدية للتخفيف من تأثير كوفيد-19 والصدمات الأخرى.
بهدف تعزيز الأمن الغذائي والتغذوي، قدّم فريق الأمم المتحدة القطري الدعم في مجال بناء القدرات لموظفي وزارة الزراعة، وعمل مباشرة مع 5000 من صغار المزارعين لمساعدتهم في عملية ما بعد تفريغ الحبوب ونقلها.
كما ساهمت الأمم المتحدة في تعزيز القدرة على الصمود بوجه كوفيد-19 من خلال أنشطة مدرة للدخل تستهدف الفقراء والضعفاء، بما في ذلك الأسر التي تعيلها نساء.
4. تعزيز النظم الصحية
سمح الدعم المقدم من الأمم المتحدة لتعزيز النظم الصحية لـ1.7 مليون امرأة وطفل من المجتمعات التي يصعب الوصول إليها الحصول على الخدمات الصحية والتغذوية بشكل أفضل. ساعدت شراكة الأمم المتحدة مع الحكومة في توسيع نطاق تغطية التدخلات الصحية والتغذوية الحيوية الأخرى، بما في ذلك علاج الالتهاب الرئوي والإسهال والملاريا وسوء التغذية الحاد.
أصبح علاج السل والسكري وارتفاع ضغط الدم والأمراض المزمنة الأخرى في متناول الجميع في إريتريا مجانًا. بلغت نسبة الوصول إلى الرعاية الصحية الأولية للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات إلى أكثر من 95 في المائة. كما تم اتخاذ خطوات مهمة نحو تحقيق الهدف طويل الأجل المتمثل في القضاء على السل والملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز في غضون السنوات العشر المقبلة.
مع استمرار تأثير الوباء، ساعد فريق الأمم المتحدة الحكومة على تعبئة 8.7 مليون دولار من الصندوق العالمي لدعم استجابتها لكوفيد-19.
5. الاستثمار في الهدف الرابع: التعليم الجيد
تم إحراز تقدم كبير في تحسين جودة التعليم والوصول إليه في إريتريا، ولا سيما على صعيد التعليم الابتدائي. على الرغم من التحديات التي يفرضها فيروس كورونا، فقد ركز فريق الأمم المتحدة القطري والحكومة جهودهما على ضمان حصول الأطفال في المجتمعات الضعيفة، بما في ذلك اللاجئون، على تعليم مبكر وأساسي شامل ومنصف وعالي الجودة.
بعد 12 شهرًا من الإغلاق بسبب الجائحة، أعادت وزارة التعليم فتح المدارس العام الماضي، ما سمح بإعادة تسجيل أكثر من 670 ألف طفل. مع استمرار الشراكة مع الأمم المتحدة في هذا المجال، أحرزت الحكومة تقدمًا كبيرًا في تحسين الحد الأدنى من درجات التحصيل التعليمي - وهو مقياس يوضح الأداء العام للطلاب.
يمكنك الاطلاع على البرنامج الكامل للمنتدى السياسي رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة هنا، والاستعراضات الوطنية الطوعية هنا.
هذه المقالة من كتابة وإعداد مكتب التنسيق الإنمائي التابع للأمم المتحدة. لمعرفة المزيد حول عمل الأمم المتحدة في إريتريا، قم بزيارة: Eritrea.un.org
لمزيد من المعلومات حول نتائج عملنا في هذا المجال ومجالات أخرى، يرجى الاطلاع على القسم المخصص لأهداف التنمية المستدامة ضمن تقرير رئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2022 حول مكتب التنسيق الإنمائي.