مشاركة المرأة في سوق العمل بالمكسيك: حماية المياوميات المهاجرات اللواتي يؤمّن الغذاء للبلاد
06 أغسطس 2021
التسمية التوضيحية: "منذ أن كنت طفلة صغيرة، عملت في الحقول كعاملة زراعية يومية. لقد هاجرت من ولاية إلى أخرى بحثًا عن عمل. هذا مسار حياتي باختصار". - سيفيرينا أبريزا
تبدأ سيفيرينا، وهي مياومة مهاجرة تبلغ من العمر 30 عامًا، يومها عند الخامسة فجرًا في جنوب خاليسكو بالمكسيك. تعيش مع أفراد عائلتها في مأوى، ويعملون في حقول الخضار وقصب السكر جنبًا إلى جنب مع العائلات المياومة الأخرى من أجزاء مختلفة من البلاد، ولا سيما جنوب المكسيك.
بالنسبة لسيفيرينا، تبدأ الواجبات المنزلية بإيقاظ ابنها وبناتها الثلاث وتجهيزهم للمدرسة - وهي المهمة الأصعب الآن بسبب وباء كوفيد-19. تقوم بإعداد وجبات الفطور، وتطهو الطعام الذي ستحمله معها إلى الحقل. تستعد للعمل، تضع قبعتها لحماية رأسها من أشعة الشمس، وتحمل منديلًا لمسح عرقها ولاستخدامه كقناع لحماية وجهها من الغبار.
تعمل سيفيرينا مع حوالي 30 ألف امرأة أخرى في خاليسكو بالأعمال الزراعية التي تشمل الزراعة والحصاد وتوضيب الفواكه والخضروات كي تصل إلى موائد آلاف العائلات في المكسيك وخارجها.
حماية غير كافية للنساء
التسمية التوضيحية: "حصلت على عقد رسمي مرة واحدة فقط. أثناء توقيعي، قرأت أن مدته ستة أشهر، ولكن بعد ثلاثة أسابيع من بدء العمل تم فصلي من دون سبب." - سيفيرينا أبريزا
تهاجر النساء المياومات في العمل الزراعي من موطنهن بحثًا عن فرص عمل. لكن العمل غالبًا ما يكون بطريقة غير رسمية، وبالتالي لا عقود عمل، ولا أجور عادلة، ولا خدمات صحية أو خدمات رعاية أطفال، ولا معاشات تقاعدية، ولا إجازات أمومة، ولا إجازات مدفوعة الأجر، ولا مكافآت في عيد الميلاد، وغيرها من المزايا التي يضمنها القانون عادة.
وفقًا للاحصاءات الرسمية، فإن 3٪ فقط من العمال الزراعيين المياومين في المكسيك، رجالاً ونساءً، لديهم عقد عمل مكتوب، في حين أن 91٪ لا يحصلون على أي استحقاقات عمل على الإطلاق.
الفجوة بين الجنسين هائلة. ففي المكسيك، 3 من كل 10 نساء يعملن في الحقول يحصلن على أجر مقابل عملهن، وفقًا لدراسة حكومية عام 2015. وينخفض هذا الرقم بمقدار الثلث لدى نظرائهن من الرجال، على الرغم من أن يعملن عدد الساعات نفسه مثل الرجال.
بالإضافة إلى العمل في الحقول، تتولى المياومات، مثل العديد من النساء في القطاعات الأخرى، رعاية أسرهن والاهتمام بمنازلهن، ما يؤدي بهنّ إلى العمل في نوبات مزدوجة وثلاثية من دون أي أجر. أما حصولهن على استراحة فيعتمد على مواسم الحصاد، ففي فترة حصاد قصب السكر، على سبيل المثال، يعملن حتى أيام الآحاد.
بالنسبة للأسرة التي يكون مصدر دخلها العمل الزراعي، يجب أن يكون الغذاء متوفرًا. ومع ذلك، بالنسبة لسيفيرينا وعائلتها، فإن ضمانتهم الوحيدة هي بقايا المحاصيل، على أن يتم شراء بقية طعامهم من مكان آخر. لكن الأجور المنخفضة التي يتقاضونها لا تكفي، ما يؤثر على نظام غذاء العائلة بأكملها.
لا يقتصر تأثير العمل غير الرسمي في المناطق الريفية على الأجور غير العادلة فحسب، بل يتضمن مجالات أخرى مثل التعليم والصحة. نظرًا لوجود عدد قليل من العقود الرسمية، يكون الوصول إلى خدمات الضمان الاجتماعي محدودًا. قلة قليلة من العمال يتم تسجيلهم في نظام الضمان الاجتماعي، ولا يمكنهم الاستفادة من خدماته سوى في خلال موسم الحصاد. وبمجرد انتهاء الموسم، يتم تسريح العمال حتى ولو استمروا في أداء مهام أخرى في المجالات نفسها. يضطر العمال الذين يمرضون إلى الذهاب للمستشفيات الخاصة أو الصيدليات التي تقدّم الرعاية الطبية، ما يؤدي إلى تقليل مواردهم الاقتصادية الشحيحة أصلًا.
سد الفجوات كي لا تقع النساء في براثن الفقر
التسمية التوضيحية: تحمّم سيفيرينا أبريزا ابنها في المغسلة. جزء كبير جدًا من العمل الذي تقوم به النساء غير رسمي وغير مدفوع الأجر وغير معترف به.
ستُمكّن إستراتيجية الحماية الاجتماعية الموسعة النساء العاملات في الزراعة من معرفة حقوقهن في العمل والصحة والتعليم والمطالبة بها وممارستها. كما ستُمكّن الشركات والحكومة من سن سياسات وبرامج لضمان ممارسة هذه الحقوق.
إذا توفرت فرص الوصول إلى الموارد الزراعية والتعليم والأسواق للنساء الريفيات والرجال على حد سواء، فإن عددًا أقل من الناس سيعانون من الجوع.
تريد سيفيرينا أبريزا أن يدرك المزيد من الناس طبيعة العمل الذي تقوم به النساء مثها.
"ليروا العمل والجهد الذي نقوم به نحن (النساء المياومات) لأنه ليس بالقليل، بل إنّه عمل شاق. نحن نعمل هنا من أجل المكسيك، ونحاول تحسينها"، تقول سيفيرينا.