حفظ البيئة البحرية في فيجي: كن "سلفًا صالحًا للأجيال المقبلة"

تعتبر سينيميلي، وهي عالمة تبلغ من العمر 27 عامًا من فيجي، أنه لطالما ارتبط أسلاف أسرتها ارتباطًا وثيقًا بالبيئة البحرية.
"علمني أجدادي أن أفكر دائمًا في الآخرين وليس بنفسي فقط. لقد علموني الاهتمام بالبيئة البحرية من أجل أولئك الذين يعتمدون عليها".
تقع قرية ساكاني على خليج ناتييوا بمقاطعة كاكودروف في جزيرة فانوا ليفو وهي ثاني أكبر جزيرة في فيجي. إن آثار تغير المناخ وارتفاع مستويات سطح البحر على قرية ساكاني والمجتمعات الساحلية في جميع أنحاء فيجي واسعة النطاق، إذ يعتمد الكثير من السكان على المحيط ونظامه البيئي كمصدر رئيسي لكسب سبل عيشهم. أصبح الاهتمام بالبيئة البحرية في فيجي، بما في ذلك الشعاب المرجانية والحياة البرية مسألة ذات أولوية ملحة بشكل متزايد بالنسبة للجزر.
بصفتها كبيرة العلماء في مشروع فيجي لحفظ أسماك القرش، الذي يجري أبحاثًا حول أكثر الحيوانات المفترسة في المحيط التي يخاف الناس منها أكثر ما يخافون ولا يفهمون عنها إلا القليل، تلعب سينيميلي دورًا مهمًا في هذه الجهود لحماية الحياة البرية البحرية في الجزر. تعتبر أسماك القرش من أهم الحيوانات المفترسة في السلسلة الغذائية البحرية، وتضطلع بدور حيوي في الحفاظ على النظام البيئي الهش. سيتسبب انقراضها بعواقب وخيمة على البيئة البحرية والبشرية، ما يؤدي إلى زيادة الطحالب التي من شأنها أن تكون قاتلة للشعاب المرجانية.

تحويل السياحة
يعمل مشروع فيجي لحفظ أسماك القرش، ومقره في باسيفيك هاربور، بالشراكة مع منظمة تطوعية دولية تسمى "بروجيكتس أبرود" والتي تعالج احتياجات المجتمع المحلي من خلال حماية النظم البيئية البحرية وسبل العيش. على مدى السنوات الخمس الماضية، عملت سينيميلي في المشروع كجزء من سلسلة أوسع من مبادرات "الاستثمار الأزرق".
في أوائل عام 2021، اجتمعت وكالات الأمم المتحدة (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة للمشاريع الإنتاجية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة) مع حكومة فيجي وماتاناتاكي وبلو فاينانس ومجموعة من الجهات الفاعلة المحلية الأخرى لإطلاق برنامج الاستثمار في الشعاب المرجانية والاقتصاد الأزرق. يستفيد البرنامج المشترك، الذي يموله الصندوق العالمي للشعاب المرجانية والصندوق المشترك المعني بأهداف التنمية المستدامة، من التمويل الخيري والإنمائي لتعبئة الاستثمارات التجارية، وتعزيز الاستدامة المالية للحفاظ على الشعاب المرجانية ومساعدة الأشخاص على تطوير سبل عيش مفيدة للشعاب المرجانية.

الاستثمار بروح ايجابية
يعمل برنامج الاستثمار في الشعاب المرجانية والاقتصاد الأزرق بالتعاون مع الشريك المنفذ Beqa Adventure Divers وبروجيكتس أبرود لتعبئة المجتمع بأكمله، بما في ذلك الشباب لإشراكهم في جهود حفظ البيئة البحرية. ومن بين هذه المبادرات، يتبنى مشروع Wedge-," Guitar- and Sawfish" منهج العلوم المستعينة بالمواطنين لتصنيف المعرفة البيئية المحلية والتقليدية.
يعمل البرنامج أيضًا على إنشاء مزرعة مرجانية داخل محمية أسماك القرش المرجانية البحرية قبالة الساحل الجنوبي لجزيرة فيتي ليفو في فيجي، وبناء وتركيب رفوف سيتم ملؤها عبر جمع وزراعة مخزونات مرجانية صحية تتكيف مع الظروف المحلية.
يُستكمل هذا المشروع بإعادة إنشاء مشتل لشجر المنغروف، الذي قام بتربية الآلاف من الشتلات التي سيتم زراعتها في نهاية المطاف للمساعدة في منع تآكل المنطقة الساحلية.

البحث عن السكينة
تفخر سينيميلي بتقديم محتوى دوراتها التدريبية وخبرتها ومعرفتها الثقافية لهذا المشروع التعاوني.
"كان المسنون يحذرون الأطفال من أسماك القرش في البحر. هذا الفضول وهذه الرغبة في استكشاف ما في المحيط جعلني أبحث في علوم البحار".
بالنسبة إلى سينيميلي، يعتمد المستقبل على محيط نظيف وصحي، بحيث تقترن الحماية بالاستخدام المستدام.
"أكثر ما أحبه في الطبيعة هما الصفاء والهدوء اللذين توفرهما، ورؤية الطيور والحشرات والأنواع الأخرى تتفاعل. تشكل الطبيعة مساحة لي كي أجلس وأراقب وأقدر الموجودات. عندما نخرج للغوص، أرى الشلالات والمحيط كمكان واحد للتفكير والتأمل بما هو أمامي والابتعاد عن ضجيج الحياة وصخبها".

واستشرافا للمستقبل، تشدد سينيميلي على أهمية تعبئة الأجيال الشابة في جميع أنحاء فيجي في الجهود المبذولة لحفظ النظام البيئي البحري للجزر.
"أرغب مستقبلًا في أن أرى الكثير من الشباب يشاركون في أنشطة الحفظ، ويبنون مجموعات وتكتلات ويعملون معًا لحماية الأسماك المهددة بالانقراض. يجب أن نكون عمليي المنحى بدلًا من التفكير بسلبية. كنا نرى الأسماك من قبل كغذاء فقط ولم نربط دورها في النظام البيئي البحري. آمل أن يشارك الشباب بفعالية في أنشطة الحفاظ على البيئة البحرية".
بفضل تمويل البرنامج، يقوم الشباب في بروجيكتس أبرود في فيجي باتخاذ الإجراءات المطلوبة والمشاركة في عملية الحفظ.

الدفع إلى الأمام
تعتبر سنيميلي أن ما تقوم به يمكّنها من أن تكون سلفًا صالحًا للأجيال المقبلة.
"العمل الذي أقوم به حاليًا يشمل الحفاظ على الطبيعة وإصلاحها، وإعادة زراعة شجر المنغروف والغابات، وتنظيف الشواطئ، وبناء مشاتل لاستعادة المزيد من شجر المنغروف. نحن نعمل على خلق وعي حول البيئة البحرية داخل المجتمعات. بصفتي مهتمة ومعنية بالبيئة، سأواصل العمل كي أكون نموذجًا جيدًا للآخرين".

"أسلافي مهمون جدًا بالنسبة لي. هم الذين علمونا في سن مبكرة جدًا عن البحر والمحيط والطبيعة وعلاقتنا معها وكيفية استخدامها بشكل مستدام".
يحتاج العالم إلى الاستفادة من الإمكانات الكاملة لجميع الأجيال. التضامن عبر الأجيال هو مفتاح التنمية المستدامة، والشباب يشكلون محور هذا العمل.
إن هذه المقالة هي نسخة منقحة ومختصرة لما تم إنتاجه ونشره في الأصل على الموقع الإلكتروني لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي: النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي. قام مكتب التنسيق الإنمائي بالدعم التحريري.
لمعرفة المزيد عن عمل الأمم المتحدة في منطقة المحيط الهادئ، قم بزيارة: Pacific.UN.org.