من ميلانو إلى غلاسكو: قادة المغرب الشباب يلتزمون بمكافحة تغير المناخ
13 يناير 2022
التسمية التوضيحية: يلتقط ناشطون ورجال أعمال مغاربة شباب في مجال المناخ صورة جماعية مع المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في المغرب سيلفيا لوبيز إيكرا، في أعقاب اجتماع المائدة المستديرة "بعد غلاسكو: ما هو التحول الإيكولوجي للمغرب؟"
ذكّرت منال بيدار، الناشطة الشابة من مدينة أكادير المغربية والملتزمة بالعمل المناخي بأنّ "الشباب هم من يمكنهم ترجيح كفة الميزان في الاتجاه الصحيح في مكافحة تغيّر المناخ".
شاركت منال، البالغة من العمر 18 عامًا، لأول مرة في العمل المتعلق بالمناخ والبيئة عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها: "لقد قمت بتنظيف الشاطئ مع أصدقائي من النادي المحلي". ومنذ ذلك الحين، جعلت منال قضية تعبئة الشباب من أجل العمل المناخي والمشاركة في المفاوضات العالمية المتعلقة بالمناخ محور اهتمامها. تعمل منال كسفيرة شبكة المناخ للشباب الأفارقة، وهي منصة تجمع بين الناشطين الأفارقة الشباب الملتزمين بمكافحة تغير المناخ، كما أنها مستشارة للمركز العالمي للتكيف، وهو منظمة دولية غير ربحية تعمل على تسريع وتيرة العمل وتوسيع نطاق الحلول المبتكرة للتكيف مع المناخ وبناء المرونة في جميع أنحاء العالم.
تمامًا مثل منال، تشارك حسناء بخشوش، الطالبة البالغة من العمر 22 عامًا من العاصمة المغربية الرباط، في مكافحة تأثير تغير المناخ على كوكبنا وعلى الناس. وقد حذرت من أن "تغير المناخ، بما له من تأثيرات ضارة على التنوع البيولوجي وصحة الكائنات الحية، يعرّض المجتمعات للخطر ويمكن أن يتسبب في نزاعات بشأن الوصول إلى الموارد الطبيعية".
كانت حسناء المنسقة الوطنية لوفد الشباب المغربي إلى مؤتمر الأمم المتحدة للشباب المعني بتغير المناخ، الذي عقد في أواخر سبتمبر 2021 في مدينة ميلانو الإيطالية. تشرح قائلة: "كان الهدف [من المؤتمر] إشراك الشباب في مكافحة تغير المناخ من خلال مساعدتهم على صياغة توصيات من أجل [مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين المعني بتغير المناخ الذي عُقد في غلاسكو، اسكتلندا في عام 2021]". يمثل المؤتمر معلمًا أساسيًا في عقد العمل تحت رعاية الأمم المتحدة لمعالجة ما يسمى بحالة الطوارئ المناخية التي تلوح في الأفق.
اختتم المؤتمر باتفاق "تسوية" بشأن المناخ، وصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنه ليس كافيًا، ولكنه واصل تشجيع الشباب والجميع على قيادة العمل المناخي التي أحيانًا ما تواجه تحديات على طول الطريق ولكننا "في كفاح من أجل حياتنا، ويجب كسب هذه المعركة".
تماشياً مع دعوة الأمين العام، قامت منال وحسناء وقادة مغاربة شباب آخرون بالمساهمة في العمل المناخي، فضلاً عن العمل الشامل لدفع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
تم تسليط الضوء على مشاركتهم في حملة بعنوان "من ميلانو إلى غلاسكو: قادة المغرب الشباب في دائرة الضوء"، والتي أطلقها فريق الأمم المتحدة القطري في المغرب في يوليو 2021 كجزء من الدعم الأوسع الذي تقدمه الأمم المتحدة لتمكين الشباب في المغرب، بالإضافة إلى الجهد الوطني للتخفيف من تأثير تغير المناخ.
أشارت سيلفيا لوبيز إيكرا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في المغرب إلى أنه "لقد راهننا على أن نكون إلى جانب الشباب المغربي الملتزمين بالمناخ عندما كانوا يستعدون لمؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين المعني بتغير المناخ، لا سيما من خلال إتاحة منصاتنا المرتبطة بهذه القضية".
توحيد الأفكار وتشجيع الشركات الناشئة من أجل الاقتصاد الأخضر
في أحد الأيام، وأثناء استمتاعه بفنجان من القهوة، سأل حمزة لاليج، طالب مغربي يبلغ من العمر 23 عامًا من مكناس، عما إذا كانت هناك طريقة لإعادة تدوير الكمية الكبيرة من القهوة المطحونة التي يُلقى في القمامة كل يوم.
بعد أشهر من العمل الشاق، تمكن حمزة في النهاية من تحويل فكرته إلى مشروع صديق للبيئة، حيث كان أحد المنتجات الرئيسية هو الطوب الصديق للبيئة المصنوع من مزيج القهوة المطحونة والطين العادي الموجود في مواد البناء المستخدمة على نطاق واسع. ويقول إن "إنتاج هذا الطوب مستوحى من التقاليد الحرفية المغربية، ويعتمد على [استخدام أقل] للتدفئة، ما يساعد على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري".
تعاون حمزة مع زميله الشاب المغربي نور الهدى بن خوجة، 23 عامًا، لإطلاق شركة متخصصة في جمع وفرز وتحويل القهوة المطحونة إلى مواد بناء ومنتجات زخرفية. يتطلع الشابان إلى المستقبل بتفاؤل كبير، ويفكران في رحلتهما ومساهمتهما في الاقتصاد الأخضر، وقد أوصيا بما يلي:
"ليس عليك انتظار الوقت المثالي لبدء [مشروع صديق للبيئة]. إن العقبات التي تواجهها على طول الطريق هي التي تجعل من إنشاء الأعمال التجارية مغامرة ملهمة ومثمرة".
خلال اجتماع مائدة مستديرة نُظم في نوفمبر الماضي لإطلاق حملة الأمم المتحدة هذه من أجل "قادة الشباب المغربي"، قدّم شباب آخرون مشاريع مماثلة للشركات الناشئة الخضراء، وتمكنوا من إجراء مناقشات مثمرة ومبتكرة حول ريادة الأعمال والحفاظ على البيئة وإنتاج الطاقة النظيفة.
قدّم أسامة نور ومحمد طه الوراشي مشروع WAVEBEAT، وهي شركة تهدف إلى إنتاج الكهرباء من أمواج المحيط، لتزويد الشركات العاملة في ميناء طنجة المتوسط ببديل متجدد لتلبية احتياجاتهم من الطاقة.
التسمية التوضيحية: رئيس مشروع WAVEBEAT أسامة نور والمدير العام محمد طه الوراشي.
وأكدت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في المغرب أنه "بفضل سياسته المناخية على مدى السنوات الماضية، أصبح المغرب رائدًا أساسيًا في مبادرات العمل المناخي، وهو أحد الدول القليلة التي لديها المساهمة المحددة وطنياً بما يتماشى مع الهدف العالمي المتمثل بالحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية".
تم إنتاج نسخة من هذه المقالة باللغة الفرنسية من قبل الأمم المتحدة في المغرب ونشرت على موقعها الإلكتروني. تم إنتاج هذه النسخة المعدلة بدعم تحريري من أحمد بن الأسود من مكتب التنسيق الإنمائي، وبدعم إضافي للترجمة من فريق التحرير في نيويورك. لمعرفة المزيد عن عمل الأمم المتحدة في المغرب، قم بزيارة: Morocco.un.org.