نائبة الأمين العام لمناصري الشباب في إسبانيا: الأمم المتحدة ملك لكم

شكّل تطوير دعم الأمم المتحدة للشباب الذين يطالبون بمستقبل أكثر استدامة للجميع إحدى القضايا التي تمت مناقشتها في خلال حوار بين عدد من كبار المسؤولين في المنظمة وقادة الشباب، عقد في مدريد بإسبانيا يوم الاثنين.
وكانت كل من نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، ورئيسة وكالة التنمية الحضرية "موئل الأمم المتحدة" ميمونة محمد شريف، في إسبانيا في سياق اليوم العالمي للمدن الذي يتم الاحتفال به سنويًا في 31 أكتوبر، وقد استفاد منظمو الحدث من حضورهما.
إن الشباب جزء لا يتجزأ من شبكة متنامية من الأصوات المحلية والعالمية التي تتحد حول أهداف التنمية المستدامة، والتي تعد بعالم أكثر عدلاً وإنصافًا و"أكثر اخضرارًا" بحلول الموعد النهائي في عام 2030.
مقعد على طاولة المفاوضات
باعتبارهم دعاة أقوياء للعمل المناخي والعدالة الاجتماعية، فإن الشباب يلعبون دورًا رئيسيًا في الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة التي تعود بالنفع على الناس والكوكب.
بعد الإدلاء ببعض الملاحظات الافتتاحية، شددت محمد على أهمية وجود الشباب على طاولة المفاوضات، لا سيما في ظل الأزمات العالمية الحالية.
تواصل الأمم المتحدة تسليط الضوء على كيفية تأثير عوامل مثل جائحة كوفيد-19 وحالة الطوارئ المناخية والصراعات، بما في ذلك تداعيات الحرب في أوكرانيا، على ملايين الأشخاص وتعريض أهداف التنمية المستدامة للخطر.
وقد تحدثت نائبة الأمين العام عن الوسائل التي يجب من خلالها إدماج الشباب وقضايا النوع الاجتماعي عبر منظومة الأمم المتحدة وانعكاسها في جميع أنشطتها.
كما سألت محمد الحاضرين عن أفضل الطرق التي تسمح لها وللأمم المتحدة بدعمهم.
قادة الغد

قالت شريف إن الشباب الذين يشكلون أكثر من 60 في المائة من سكان العالم، وحوالي 70 في المائة من جميع سكان المدن، هم مبتكرو المدن وقادة الغد.
وأشارت إلى أنه منذ المؤتمر الثالث لموئل الأمم المتحدة بشأن الإسكان والتنمية الحضرية المستدامة، الذي عقد في كيتو بالإكوادور في عام 2016، توصل الشباب إلى وضع مؤشراتهم المرجعية لاستعراض التقدم العالمي المحقق حتى الآن.
تم تشجيع كيانات الأمم المتحدة في إسبانيا على دعوة ممثلي الشباب من مختلف القطاعات إلى المشاركة في الحوار.
المعرفة والدعوة
وكان من بين الحاضرين لينا أمير، ممثلة الشباب في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي شاركت وجهة نظرها من خلال قطاع الصحة والوقاية. وتحدثت عن تثبيط عزم الشباب على المشاركة في الحياة السياسية، على سبيل المثال، بسبب عوامل مثل الخوف وانعدام الأمن.
وأكدت أمير أن المعرفة ضرورية للتغلب على ذلك، مشيرة إلى أن على صانعي القرار تطوير البرامج التي تساعد الشباب على اكتساب الثقة. وأضافت أنه يجب إنشاء المزيد من المساحات بين الأجيال لإيجاد حلول مشتركة، في حين يجب إنشاء مساحات مخصصة لإدراج وجهات نظر الشباب في المناقشات السياسية.
كما قال خوسيه مارتن من منظمة CIFAL Málaga غير الربحية، إن تعزيز القيادة الشبابية يتطلب أمرين: التدريب والدعوة.
وأضاف أنه يجب أن يكتسب الشباب فهمًا عميقًا للعالم والاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى خطة 2030 كخريطة طريق للمستقبل، لافتًا إلى أنه يجب تعميم هذا التدريب على جميع المستويات التعليمية - من رياض الأطفال إلى الجامعة.
ينبغي أن تتم المناصرة من خلال ورش عمل ديناميكية وعملية، بحيث يتحول الشباب إلى قادة ويمكنهم مشاركة آرائهم ووجهات نظرهم.
الأمم المتحدة ملك الشباب
ذكرت محمد في ملاحظاتها الختامية أن على كل جيل أن يكون استباقيًا.
يملك الشباب اليوم منصات على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تشكل أدوات اتصال رائعة، ولكنها حذرت من أن هذه الأدوات قد تضيّق نظرة الأشخاص إلى الأمور بدلاً من رؤية العالم الأوسع ووجهات النظر المتعددة.
كما تحدثت عن أهمية التمثيل وضرورة تخصيص مساحات للشباب، مضيفة أن الشباب أنفسهم يجب أن يجعلوا أصواتهم مسموعة.
وقالت نائبة الأمين العام إن الأمم المتحدة يجب أن تسمح للشباب بالتعبير، وأن تستمع إليهم جيدًا.
ووافقت على أن هناك حاجة إلى إجراء حوار بين الأجيال، فضلاً عن إنشاء أشكال جديدة للمجتمعات تضع جانبًا الصوامع التي تفصل بيننا، وعلى سبيل المثال بين الشباب والكبار، والبرلمانيين والناخبين.
أخيرًا، ذكّرت المشاركين بأن الأمم المتحدة ملك الشباب، لذا يجب عليهم أن يتصرفوا على أساس أنها منظمتهم، ويعيدوا تشكيلها. وأضافت أن الديمقراطية تنتمي أيضًا إلى الشباب، لكن الكثيرين لا يصوتون مؤخرًا، ما يعني أنهم غير ممثلين.
ودعت الشباب إلى الدفاع عن الديمقراطية والنضال من أجلها وحماية حقوقهم.
تم نشره هذه المقالة في الأصل باللغة الإنكليزية على موقع أخبار الأمم المتحدة.



