دعت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، السيدة أمينة محمد، المنسقين المقيمين للأمم المتحدة في الدول العربية إلى متابعة تنفيذ خطة 2030، بغض النظر عن البيئة المعقدة المحيطة، ومساعدة البلدان على إعادة أهداف التنمية المستدامة إلى مسارها الصحيح.
وقد التقت محمد المنسقين المقيمين للأمم المتحدة الذين يقودون عمل فرق الأمم المتحدة في الدول العربية خلال زيارتها إلى لبنان، حيث افتتحت المنتدى العربي للتنمية المستدامة 2022.
وفي إشارة إلى دور المنسقين المقيمين كممثلين للأمين العام بشأن قضايا التنمية على المستوى القطري، شددت محمد على أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب منح المنسقين المقيمين "صلاحية الدعوة إلى الاجتماعات والقدرة على التفاوض بشأن الشراكات وتنسيق طريقة العمل الفعالة التي تؤدي إلى لحقيق النتائج على أرض الواقع".
كما أعربت عن مخاوفها من أن جائحة كوفيد-19 في المنطقة العربية عكست المؤشرات الأولى للتقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، معتبرة أن هذا الأمر يضاعف التحديات الأخرى في المنطقة - من أزمة المناخ وفقدان التنوع البيولوجي إلى الصراعات التي تستمر في إزهاق الأرواح وتدمير سبل العيش.
امتداد الأزمة في أوكرانيا
وأشارت محمد بقلق إلى أن الأزمة الحالية في أوكرانيا ستخلق توترات عالمية مع ارتفاع أسعار الوقود والغذاء وعدم الاستقرار المالي، إضافة إلى أمور أخرى. وأضافت أن "المنسقين المقيمين عليهم أكثر من أي وقت مضى العمل على إبقاء الأمل حيًا وتسريع خطة التنمية المستدامة".
وشددت على أن "فرقنا القطرية المعززة والمنسقين المقيمين يتمتعون بقدر أكبر من الاستقلالية يكفل نشر الموارد والوسائل والمهارات المتاحة في المنطقة على الصعيد القطري وإحداث تأثير كبير".
كما شدد قادة الأمم المتحدة على الحاجة إلى حشد الجهات الفاعلة والكيانات السياسية الرئيسة في المنطقة العربية، بما في ذلك جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، وتطوير خطة التنمية في ظل الصراع والأزمات الممتدة. واتفقوا على أن تعزيز الشراكة مع البلدان ذات الدخل المرتفع - في المنطقة وخارجها - يشكل أولوية أيضًا.
خطتنا المشتركة
وأضافت محمد أن تقرير الأمين العام عن "خطتنا المشتركة" سيضخ "الطاقة اللازمة للدفع بخطة 2030 وخطة 2063"، ويساعد على تعزيز تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
وفي خلال كلمتها الختامية، رحبت محمد بالنتائج التي تحققت في عام 2021 وشجعت المنسقين المقيمين على "رفع مستوى طموحاتهم" لا سيما في ظل التحديات العالمية، معربة عن تقديرها لقيادة المنسقين المقيمين في الدول العربية.
اقتباسات مختارة
قالت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في لبنان نجاة رشدي إن "نجاح التعافي من جائحة كوفيد-19 ومن الأزمات المتراكمة الأخرى، لا سيما في سياق لبنان، سيعتمد بشكل كبير على الاستثمارات المبكرة في الحماية الاجتماعية الشاملة والجامعة والاقتصادات الأكثر اخضرارًا والمساواة بين الجنسين والتعليم". وأكدت أن نظام الحماية الاجتماعية العادل الذي يمكن للجميع الوصول إليه أينما كانوا أمر بالغ الأهمية للاستجابة لآثار الأزمات المستمرة التي يواجهها لبنان ودول أخرى في المنطقة. وأضافت: "من الأهمية بمكان المساعدة في معالجة أوجه عدم المساواة المنتشرة من أجل استعادة الثقة في المؤسسات العامة وإبرام عقد اجتماعي جديد".
ذكر المنسق المقيم للأمم المتحدة في الكويت الدكتور طارق الشيخ أن "فريق الأمم المتحدة القطري في الكويت يواصل التعاون مع الحكومة الكويتية وشركاء التنمية، مع التركيز على تعزيز أطر الحماية الاجتماعية الوطنية لا سيما فيما يتعلق باحتياجات النساء والأطفال والشباب والفئات الأكثر ضعفاً بشكل عام، مؤكداً أن الهدف هو إعادة البناء بشكل أفضل وعدم ترك أي أحد يتخلف عن الركب".
شددت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في العراق إيرينا فوياكوفا-سولورانو على أن تنسيق الأنشطة وبناء الشراكات والعمل مع جميع الوزارات والسلطات المحلية ذات الصلة لا تزال أساسية في العمل من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأضافت: "تبذل جميع وكالات الأمم المتحدة في العراق قصارى جهدها للعمل مع الحكومة الوطنية والإقليمية والمحلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والشباب لأنهم جميعًا يلعبون دورًا أساسيًا في صياغة وتنفيذ ورصد الخطوات التي يتعين القيام بها لبناء مستقبل مستدام، لا يتخلف فيه أي أحد عن الركب".