تسكب ميرسي* عصير الفاكهة في عبوات بلاستيكية وتضعها في دلو مليء بالثلج. كل يوم، تزور أحياء مختلفة في بلموبان، حيث تبيع عصير البرتقال والليمون والشمام والبطيخ الطازج للعامة. عندما تكون المدرسة مقفلة، تصطحب ميرسي، وهي أم عزباء، ولديها معها.
"عند التاسعة صباحًا، نكون قد وصلنا بالفعل إلى الشارع. إما نركب الدراجة أو نمشي، بينما نبيع العصير للمارة".
عندما كانت تبلغ من العمر 21 عامًا، قام فردان من عصابة إجرامية باغتصاب ميرسي في السلفادور، بلدها الأصلي.
تروي قائلة: "اغتصبني أحد أفراد العصابة، ثم الآخر. لقد فعلا بي ما يريدانه".
تم احتجاز ابنتها، التي كانت في الرابعة من عمرها آنذاك، في الخارج - تحت تهديد السلاح - من قبل عضو آخر في العصابة.
تضيف: "قلت لهم، سأفعل كل ما تأمرونني به، لكن من فضلكم لا تقتلوني. لدي طفلة لأعيلها".
هددها أفراد العصابة بالقتل أمام طفلتها وطالبوها بدفع 500 دولار أمريكي في اليوم التالي مقابل عدم قتلهم.
عاشت ميرسي وعائلتها في قرية متواضعة من دون كهرباء. لم تكن تملك هذا المبلغ من المال. لكنها كانت مسألة حياة أو موت، فقامت باقتراض المال. بعد ذلك، هربت من أجل الحفاظ على حياتها وحياة ابنتها.
الحماية والسلام للهاربين من الخطر
منذ وصولها إلى بليز، تشعر ميرسي بالامتنان الشديد للأمان الذي أصبح بإمكانها توفيره لطفليها.
"أحب الطبيعة الهادئة هنا وأستمتع بالمشي في الحديقة مساء مع طفليّ".
عندما تفكر في حياتها وأحبائها في بلدها الأصلي بأمريكا الوسطى، تشعر ميرسي بالحزن لأنها اضطرت إلى تركهم خلفها فجأة.
في شمال أمريكا الوسطى، يعد العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تمارسه الجماعات الإجرامية أحد العوامل الأساسية التي تدفع النساء والفتيات - مثل ميرسي وابنتها - إلى الفرار من ديارهن بحثًا عن الأمان. فر ما يقرب من مليون شخص من السلفادور وغواتيمالا وهندوراس من العنف المزمن، إضافة إلى القيود المرتبطة بكوفيد-19 والصعوبات الاقتصادية وآثار تغير المناخ.
لم تكن ميرسي لتعتقد أبدًا أنها ستضطر يومًا إلى التخلي عن كل شيء والهرب لتنجو بحياتها.
التسمية التوضيحية: من اليسار: رئيسة مكتب المنظمة الدولية للهجرة ديانا لوك، ورئيسة مكتب المفوضية في بليز يولاندا زاباتا، وممثلة اليونيسف في بليز أليسون باركر يجتمعن للتوقيع على أول خطة عمل مشتركة للمهاجرين واللاجئين في بليز.
بليز هي موطن لأكثر من 4000 طالب لجوء ولاجئ. في يونيو الماضي، وقعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين واليونيسف والمنظمة الدولية للهجرة أول خطة عمل مشتركة لدعم الجهود الوطنية في بليز من أجل لتعزيز حماية المهاجرين واللاجئين.
"أشعر براحة أكبر في بليز، أعيش بسلام. أشعر بأنني بحالة جيدة لأنني بعيدة من الخطر. يمكن لابنتي الذهاب إلى المدرسة. يشعر ولديّ بالحرية".
* تم تغيير الاسم لأسباب تتعلق بالحماية.
القصة الأصلية كتبتها عايدة إسكوبار، كبيرة مساعدي شؤون الإعلام بالمفوضية، ونشرت على الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة في بليز. تم إنتاج هذه النسخة المعدلة بدعم تحريري من كارولينا لورينزو من مكتب التنسيق الإنمائي.
لمزيد من المعلومات حول عمل الأمم المتحدة في بليز، قم بزيارة: Belize.un.org