لا ترغب سيمي أليشا فيرموند، وهي مغايرة الهوية الجنسانية، أن تموت بجسد رجل، وتأمل في مغادرة بلدها الأصلي، هايتي، لتحقيق حلمها بالتحول من رجل إلى امرأة. تعمل سيمي مع مغايري الهوية الجنسانية في Kay Trans Ayiti، وهي ناشطة في منظمة العمل المجتمعي لإدماج النساء الهايتيات المستضعفات المدعومة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.
"نحن نعمل بشكل خاص مع مغايري الهوية الجنسانية. نحاول دمجهم في المجتمع، لأنهم عادة ما يُطردون من منازلهم بسبب هويتهم أو عندما يعلنون عن ميولهم الجنسية.
نحن معرضون بشدة لفيروس نقص المناعة البشرية. لذلك، أعتقد أننا بحاجة إلى معالجة المشكلة من جذورها، بدءًا من توعية الآباء لمساعدة أطفالهم على تقبل هويتهم وليس طردهم، فكلما انخفض عدد الأطفال في الشوارع، انخفضت الإصابات بفيروس نقص المناعة البشرية. وسيُجبر عدد أقل من مغايري الهوية الجنسانية على ممارسة الدعارة من أجل كسب لقمة العيش. تجدر الإشارة إلى أنه في هايتي، عندما تغيّر هويتك الجنسانية، من الصعب عليك العثور على عمل لائق لتتمكن من الصمود. إما أن تمارس الدعارة أو تحاول إنشاء نشاط مدر للدخل، وهذا ليس بالأمر السهل.
تُعدّ Kay Trans Ayiti بمثابة مساحة يمكن فيها لمغايري الهوية الجنسانية أن يأتوا لطلب المساعدة في كيفية التعامل مع مشاكل الحياة اليومية. نحن نقدم المأوى والغذاء والدعم النفسي لمساعدتهم على التغلب على التجارب المؤلمة والصعبة التي مروا بها في الماضي.
في هايتي، لا توجد قوانين فعلية تحمي مغايري الهوية الجنسانية الذين غالبًا ما يواجهون مواقف صعبة. فعلى سبيل المثال، أنا امرأة نشطة غيرتُ هويتي الجنسانية، ومع ذلك، من الناحية القانونية، ما زلت غير قادرة على تغيير مستنداتي الرسمية. لا يزال الجنس موجودًا في المستندات الخاصة بي على أساس أنني ذكر. قد أتعرض للتمييز خلال إجراء الفحص الأمني الروتيني عندما أظهر بطاقة هويتي للشرطة وأنا أرتدي ملابسي كامرأة. حتى أن بعض ضباط الشرطة قد يضربني بسبب مظهري.
احترمنا كبشر
لو كان مجتمع مغايري الهوية الجنسانية أكثر حضورًا، لساعد ذلك الأشخاص الذين يميلون إلى الحكم علينا كي يفهموا أوضاعنا بشكل أفضل. في الوقت الحالي، هم لا يفهمون واقعنا. ومع ذلك، أنا لا أطلب من أي شخص أن يحبنا، بل أن يحترمنا كبشر، فقط لا غير.
بغض النظر عما يقوله أي شخص، فأنا امرأة، مع أن المجتمع الهايتي يعرّفني بحسب جنسي. لطالما شعرت بأنني امرأة رغم كل شيء. أتذكر عندما كنت طفلة، لم أكن أرغب في مغادرة منزلي للذهاب إلى المدرسة. كنت أبقى دائمًا لوحدي. كان الأمر كما لو كنت مسجونة في جسد شخص آخر.
التسمية التوضيحية: تزور سيمي أليشا فيرموند (إلى اليسار) أحد الأسواق في بورت-أو-برنس.
كشابة مدركة لواقعي، قررت أن أشرح مشاعري وحقيقتي لعائلتي. على الرغم من أن الأمر شكل صدمة لهم في البداية، إلا أنهم تقبلوني في النهاية بالكامل. أنا جد فخورة بدعمهم. في المنزل، يرونني كامرأة. تدعوني والدتي "ابنتي" وأختي الكبرى تدعوني "شقيقتي" وجميع أفراد عائلتي ينظرون إليّ كامرأة.
حلمي الكبير أن أتحول. لا أريد أن أموت في هذا الجسد وبهذا الجنس. لا. عندما أموت، أريد أن يراني الناس في نعشي ويقولون: يا لها من امرأة جميلة! أريدهم أن ينسوا أنني ولدت ذكرًا. حلمي بإجراء هذا التغيير يبدد كل مخاوفي.
لن أبقى في هايتي لأنني لا أستطيع أن أغيّر هويتي الجنسانية هنا. هذا النوع من العمليات غير متاح. يجب أن أفكر في نفسي، لكن بعد تحولي، سأعود إلى هايتي لمواصلة هذه المعركة، حتى يتمكن مجتمع مغايري الهوية الجنسانية من الحصول على ما يستحقه.
هذه القوة موجودة في داخلي وأنا فخورة جدًا بالمشاركة في هذه المعركة. لا أتمنى لأي طفل أن يمر بما مررت به".
كتابة مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في هايتي. لمزيد من المعلومات حول عمل الأمم المتحدة في هايتي، قم بزيارة: Haiti.un.org.