سد الفجوة الرقمية بين الجنسين: شابات يشاركن مهاراتهن التقنية لتحسين مجتمعاتهن وتحقيق المساواة
في المنطقة العربية، يبلغ معدل مشاركة المرأة العربية في القوى العاملة 18% مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 48٪. غالبًا ما تبلّغ النساء عن تعرّضهن للتمييز في التدريبات والوظائف، والأعراف والقوالب النمطية الأبوية، والتحرش في أماكن العمل، والأجور المنخفضة، إضافة إلى عدم شمولهن في حقوق العمل.
لتحقيق المساواة بين الجنسين، يجب أن تتمتع الشابات بفرص متساوية بالرجال للوصول إلى التكنولوجيا، بما في ذلك الإنترنت والتدريب الرقمي والأمان على الإنترنت.
نسلط في هذه المقالة الضوء على قصص ثلاث شابات شجاعات يُعبّدن الطريق نحو مستقبل يقوم على المساواة الرقمية بين الرجال والنساء.
حماية نفسها والأخريات من الجرائم الإلكترونية
تتعرض النساء والفتيات للتهديدات والمضايقات والترهيب عبر الإنترنت أكثر بكثير مقارنة بالرجال والفتيان.
ولمواجهة هذه الظاهرة المتزايدة، قام صندوق الأمم المتحدة للسكان هذا العام بتمويل دورة تدريبية لمدة 8 أسابيع بعنوان "Me & My Mobile" (ترجمتها إلى العربية: أنا وهاتفي المحمول) بهدف تعريف المشاركين إلى بعض تطبيقات الهاتف المحمول وكيفية حماية أنفسهم والآخرين من الجرائم الإلكترونية التي تُرتكب من خلال هذه الأجهزة.
شاركت بيسان، وهي شابة سورية تبلغ من العمر 19 عامًا تعيش في الأردن، في هذه الدورة.
بعد فترة وجيزة من انتهاء التدريبات، طبقت بيسان ما تعلمته. تشرح قائلة: "تمكنت بفضل هذه الدورة من مساعدة ابنة عمي في استعادة حسابها على أحد وسائل التواصل الاجتماعي بعدما قام صديقها باختراقه".
تحث بيسان النساء والفتيات على الإبلاغ عن مثل هذه الحوادث والالتحاق بدورات في مجال الحماية السيبرانية.
تقول بيسان: "اليوم، لم أعد أخشى أي مخاطر على الإنترنت. أنا مستعدة جيدًا لحماية نفسي والآخرين".
استغلال فرص التعلم الإلكتروني خلال جائحة كوفيد-19
تقول إسراء: "معظم مصممي الرسوم في قريتي من الرجال. هناك عدد قليل من الفتيات، ولكن الخيارات المهنية تبقى محدودة للغاية لأن عائلاتنا لن توافق بسهولة على السماح لنا بالعمل خارج حدود قرانا".
خلال تصفح أحد المواقع في أثناء الإغلاق الشامل، قرأت إسراء منشورًا عبر الإنترنت اتضح أنه سيغير حياتها المهنية المستقبلية نحو الأفضل.
في ظل إغلاق المدراس بسبب جائحة كوفيد-19، تمكنت الشابة البالغة من العمر 21 عامًا والتي تعيش في قرية في صعيد مصر من الحصول على تدريب عبر الإنترنت في مجال يُثير اهتمامها: تصميم الرسوم.
تمكنت إسراء من الاطلاع على تفاصيل الدورة من خلال مبادرة #مشواري_اكبر_مكانك التي أطلقتها اليونيسف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تهدف إلى تدريب المراهقين والشباب على مهارات العمل في 20 مجالًا مختلفًا.
المساواة بين الجنسين في الأردن
"نشأتُ على يد أم عزباء فقدت زوجها عندما كانت تبلغ من العمر 28 عامًا فقط. قامت بتربية أربعة أطفال لوحدها، كما تمكنت من الدراسة والحصول على شهادة جامعية والعمل!"، تقول بلقيس، 23 عامًا.
شاركت بلقيس شاهين، وهي متطوعة من الأردن، في إنشاء منصة ألعاب عن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
تم تطوير المنصة بشكل كامل في الأردن من قبل عدد من الشباب، وهي الأولى من نوعها التي تمكن الشباب من مناقشة قضايا جنسانية والتعرف إليها. لقد قادت حركة "هي فور شي" HeForShe العربية هذه المبادرة بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
تقول بلقيس إن "جعل المساواة بين الجنسين أمرًا أكثر جذبًا ليس عملية سهلة. واجهنا العديد من التحديات ليس فقط من كبار السن بل أيضاً من زملاء من الفئة العمرية نفسها لا سيما في الجولات التي قمنا بها على الجامعات".
بعد جولتين ناجحتين في عدد من الجامعات، ستبدأ الحركة في استخدام التطبيق الذي طورته كجزء من الحملة ضمن سلسلة من الأنشطة الافتراضية التي يتم تنظيمها بالشراكة مع المدارس الأردنية.
يمكن أن تكون التكنولوجيا أداةً قوية تستخدمها الشابات لتحسين حياتهن وإحداث تغيير في القضايا التي تؤثر عليهن وعلى مجتمعاتهن وبالتالي على العالم بأسره.
تستند هذه القصة إلى قصص للأمم المتحدة منشورة في الأصل على موقعي صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن واليونيسف في مصر، وموقع أخبار الأمم المتحدة. تم تجميع هذه القصص بدعم تحريري من قبل إيلي بعقليني من مكتب التنسيق الإنمائي. لمعرفة المزيد حول نتائج عملنا في هذا المجال ومجالات أخرى، يرجى الاطلاع على تقرير رئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة حول مكتب التنسيق الإنمائي.