تسخير التمويل الخاص وخبرات الأمم المتحدة من أجل "إعادة البناء على نحو أفضل" من خلال شراكات بين القطاعين العام والخاص تعطي الأولوية للناس
07 سبتمبر 2021
تواصل جائحة كوفيد-19 مسارها القاتل حول العالم. كيف ستكون البلدان قادرة على "إعادة البناء على نحو أفضل" بعد هذه الكارثة؟ نحن نعلم، في هذا الصدد، أن أهداف التنمية المستدامة تشكّل المفتاح.
تتمثل إحدى الوسائل الرئيسة لتحقيق هذا الهدف في توفير البنية التحتية التي تتيح للسكان الحصول على المياه والصرف الصحي والغذاء والرعاية الصحية والتعليم والطاقة والطرق والسكك الحديدية والجسور وإدارة النفايات، إضافة إلى خدمات أخرى.
لكن تكلفة هذه البنية التحتية مرتفعة.
تُعد الشراكات بين القطاعين العام والخاص، التي يوصي الهدف 17 من أهداف التنمية المستدامة بتطويرها، إحدى الأدوات لسد فجوة تمويل البنية التحتية. ومع ذلك، ليست كل الشراكات بين القطاعين العام والخاص مناسبة بالضرورة لأهداف التنمية المستدامة، وقد طورت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا نهجًا "يعطي الأولوية للناس" ويضمن أن مشاريع البنية التحتية الممولة من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص تعزز تحقيق أهداف التنمية المستدامة ولا تترك أحدًا خلف الركب. يعتمد هذا النهج المبتكر على خمس نتائج أساسية للمشروع و10 مبادئ توجيهية تضع مصلحة الناس والكوكب في قلب المشاريع وفوق كل الاعتبارات الأخرى.
"الأولوية للناس": ليس مجرد شعار ...
لتحويل هذا المفهوم إلى واقع، قادت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا مبادرة عالمية لتطوير أداة تقييم تقوم باختبار مدى مساهمة مشاريع البنية التحتية المقدمة من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص في أهداف التنمية المستدامة. تخضع أداة التقييم الفريدة هذه للاختبار حاليًا، ولكن العديد من المشاريع استخدمتها بالفعل.
عقدت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا مسابقة لعرض مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص التي تتماشى مع مؤشرات أداتها.
من بين المشاريع الخمسة المبينة أدناه، فاز المشروع الأول بالجائزة الأولى، وحلّ المشروعان التاليان في المركز الثاني، وكان المشروعين الأخيرين من ضمن التصفيات النهائية. تم ايجاد على جميع المشاريع الخمسة من قبل لجنة التحكيم لتمتثل بمعايير الأداة*.
1. البرازيل: سوق نوفا سيزا للفواكه والخضروات، ولاية بياوي
وقال رئيس المرفق جيمس أندرادي: "يتمتع هذا النموذج بفرصة مطلقة للنجاح في أي مكان في العالم".
يمكن الشعور بروح التضامن القوية في كل أنحاء السوق. تقول لوزينيت، صاحبة متجر: "كنت في حاجة إلى عمل، وكان علي أن أتناول نوع الطعام الذي يمكنني تقديمه الآن. أقدّم الطعام بحب كبير، لأن الجوع يؤلمني".
يتكون هذا البرنامج من العديد من مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص التي توفر لسكان المنطقة وصولاً سهلاً وبأسعار معقولة إلى إمدادات المياه والطاقة المتجددة، وتحسّن الأمن الغذائي، وتعزز المجمعات الصناعية خفيضة الكربون، وتساعد على توظيف النساء، وتحدّ من الفقر الإقليمي.
وقال جيت تومي ب. تولينتينو من شركة تشوداي الاستشارية في المنتدى الدولي للشراكة بين القطاعين العام والخاص لعام 2021: "إن تطوير الطاقات المتجددة في المنطقة لا يعمل فقط على جعل الحصول على الكهرباء ميسور التكلفة وسهلًا ومنصفًا، بل أيضًا على جعل المنطقة مستدامة ومرنة وتنافسية ومستقلة".
3. إسبانيا: خط مترو تينيريفي للسكك الحديدية الخفيفة 1
يوفر هذا المشروع للسكان المحليين وسيلة نقل مستدامة بيئيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وسهلة الوصول، تعمل على إعادة تنشيط الأحياء ذات الدخل المنخفض، وتحفيز التوظيف المحلي، وتحسين جودة الهواء.
يقول أندريس مونيوز دي ديوس، الرئيس التنفيذي لشركة مترو تينيريفي: "يخدم الخط [...] الضواحي أو الأحياء ذات الدخل المنخفض للغاية [...]. لقد أتاح [للناس] تحسين إمكانية الوصول إلى الوظائف".
أما أندريس جيلين، رئيس المنظمة الوطنية الإسبانية للمكفوفين فقال من جهته: "لقد كان التحول تامًا. نحن نتحدث عن مدينة تعاني من مشاكل تنقل هائلة. لقد [أصبحت] مدينة صديقة للأشخاص من ذوي الإعاقة.
4. برمودا: إعادة تطوير محطة الركاب في مطار ل.ف. ويد الدولي
تم تصميم هذا المشروع لإعادة تطوير محطة الركاب القديمة في مطار برمودا الدولي، ومعالجة مشاكل تقادمها وقابلية التأثر بتغير المناخ، وبناء المرونة في مواجهة الأعاصير، وتعزيز كفاءة الطاقة لأنظمتها وتوفير خدمات المياه وتطوير نظام إعادة التدوير.
تشهد مدينة تشنجيانغ الصينية عواصف أمطار غزيرة. يستخدم هذا المشروع مرافق خضراء للاحتفاظ بمياه الأمطار وتنقيتها وتصريفها، ما يسمح للمدينة بتجنب الفيضانات والتلوث الناتج عن الأمطار. كما جدد المشروع المباني وطوّر الأماكن العامة. وبذلك، فقد جمّل منظر المدينة وحسّن نوعية حياة السكان.
يقول أحد المسنين من سكان المدينة: "بعد كل هذه التجديدات وأعمال التطوير، أصبح العيش في هذه المدينة ملائمًا لنا".
حان الوقت لأن نضع نُصب أعيننا "المستقبل الذي نصبو إليه"
تم تصميم أداة التقييم الجديدة الخاصة بلجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا خصيصًا لدفع التحول الذي تشتد الحاجة إليه نحو مستقبل أكثر استدامة لعالمنا. بهدف زيادة قيمة الشراكات بين القطاعين العام والخاص التي تعطي الأولوية للناس، نحث الحكومات على التركيز حصرًا على تلك المشاريع التي تتوافق مع مؤشرات أداتها.