الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية: مستقبل العمل وتحديات خطة التعاون في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي
ليما، 19 سبتمبر 2019 - اتفق ممثلو مكتب التنسيق الإنمائي التابع للأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية اليوم في العاصمة البيروفية على الحاجة إلى إعطاء الأولوية لتعزيز العمل اللائق في برنامج العمل التعاوني للتنمية المستدامة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، في مرحلة من النمو الاقتصادي البطيء الذي يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة والعمل غير النظامي.
يسعى هذا الاجتماع الرسمي الأول بين المنسقين المقيمين للأمم المتحدة ومديري مكاتب منظمة العمل الدولية في جميع أنحاء المنطقة إلى تعزيز التعاون بين الوكالات للاستجابة بشكل أفضل لاحتياجات البلدان. كما حضر الاجتماع متخصصون تقنيون وممثلون عن منظمات الأمم المتحدة الأخرى.
بدأ اليوم الحوار حول "العمل اللائق والنمو الاقتصادي في سياق مستقبل العمل" بسلسلة من المداخلات التي سلطت الضوء على الحاجة إلى اتخاذ تدابير تساعد البلدان على تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
"العمل اللائق هو أكثر بكثير من مجرد وظيفة. إنه مفتاح لتحقيق أهداف خطة عام 2030 وتنمية مستدامة تضع حداً للفقر ولا تترك أحداً يتخلف عن الركب"، قال نائب المدير العام للبرامج والتحالفات الخارجية في منظمة العمل الدولية موسى أومارو، الذي قام بزيارة إلى ليما لافتتاح هذا الاجتماع.
وشدد أومارو على أهمية معالجة مستقبل العمل المتمثل في تأثير التقنيات أو تغير المناخ أو التطور الديموغرافي، فضلاً عن تحديات واقع يتسم بارتفاع معدلات البطالة والعمل غير النظامي وعدم المساواة وعمالة الأطفال المستمرة والعمل القسري...
وفقًا لبيانات منظمة العمل الدولية التي نُشرت خلال الاجتماع، فإن معدل البطالة الذي يبلغ 8٪ في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي هو الأعلى منذ عقد، ويمكن أن يرتفع أكثر من ذلك، مع الأخذ في الاعتبار أنه وفقًا للجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي التابعة للأمم المتحدة، ستشهد المنطقة نموًا بطيئًا بنسبة 0.5٪ في عام 2019، أقل من 0.9٪ المسجلة العام الماضي حين كانت تعتبر متوسطة مع تأثير ضئيل على أسواق العمل.
كما سيكون من الصعب الحد من العمل غير النظامي، الذي يؤثر على 50٪ من العاملين في المنطقة.
وقال المدير الإقليمي لمكتب التنسيق الإنمائي التابع للأمم المتحدة كريستيان سالازار، الذي تحدث في حفل الافتتاح بالنيابة عن المنسقين المقيمين: "نحن نعيش لحظة من التعقيد الشديد في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي"، مشددًا على أهمية تنشيط التعاون في وقت لا نحتاج فيه فقط إلى التقدم في التنمية المستدامة، ولكن أيضًا إلى "تجنب الانتكاسات".
وأضاف سالازار: "نحن بحاجة إلى العمل معًا، نحتاج إلى مواءمة أنفسنا بشكل أفضل للتعامل مع قضايا العمل والاقتصاد"، مشيرًا إلى أنه يمكن توفير هذا التآزر من خلال "المعرفة الجماعية التي يمكننا المساهمة فيها من أجل دعم البلدان في الإجراءات الجماعية التي تتخذها بهدف تعزيز العمل اللائق والنمو الشامل".
ورأى أنه من الضروري معالجة قضايا عالم العمل، والتي لا ينبغي استبعادها من خطة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة. وضرب سالازار مثالاً على بطالة الشباب، إذ إن نسبة البطالة في فئة الشباب أعلى بثلاث مرات من البالغين. كما يعمل 60٪ من الشباب في المنطقة بشكل غير نظامي، ويجد 20٪ من الشباب غير العاملين أو الذين لا يزالوا يكملون دراستهم صعوبة في دخول سوق العمل.
وخلال الاجتماع، سلط المشاركون الضوء على أهمية النظر في الآلية الفريدة لمنظمة العمل الدولية التي تنظم الجهود التعاونية بين الوكالات. إن منظمة العمل الدولية هي المؤسسة الثلاثية الوحيدة في الأمم المتحدة التي تضم 187 دولة عضو ممثلة بالحكومات ومنظمات أرباب العمل والعمال.
كما أقر المجتمعون بقرار الأمم المتحدة الجديد بشأن إعلان الذكرى المئوية لمنظمة العمل الدولية بشأن مستقبل العمل. ودعا القرار جميع الوكالات والصناديق والبرامج إلى تعميم العمل اللائق في أنشطتها البرنامجية والنظر في إدراج بعض مكوناته في أطر الأمم المتحدة للتعاون في مجال التنمية المستدامة بحسب الواقع المعيش في كل بلد.
يتضمن جدول أعمال الاجتماعات التي تستمر ليومين بين المنسقين المقيمين للأمم المتحدة ومديري منظمة العمل الدولية أيضًا تحليل قضايا مثل تأثير معايير العمل الدولية لمنظمة العمل الدولية، والمشاركة الثلاثية، وأهداف تعزيز العمالة، والحماية الاجتماعية والتدريب المهني، فضلاً عن الأولويات التي تشكل دليلًا للتعاون بين الوكالات في منظومة الأمم المتحدة.
ومن بين المندوبين رفيعي المستوى الذين حضروا افتتاحية الاجتماع نائب وزير العمل وتعزيز التوظيف في بيرو جافير بالاسيوس، ممثل اتحاد نقابات العمال في الأمريكتين سيسيرو بيريرا دا سيلفا، وممثل أرباب العمل في مجلس إدارة منظمة العمل الدولية ألبرتو. إتشافاريا. كما انضم إلى الاجتماع نائب الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ماريو سيمولي، والمدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لويس فيليبي لوبيز-كالفا.