نيبال تعلن إنهاء التغوط في العراء
تعيش سونينا في ماجي، وهي قرية يسكنها 104 أشخاص في منطقة تيراي الفقيرة في نيبال. أكواخ من الطين والقش تقف على طول طريق ترابي يعبر حقول الأرز، حيث تكسب سنينة ومعظم جيرانها رزقهم.
كانت هذه المنطقة المتخلفة تواجه نقصًا في الصرف الصحي الجيد. يقول راجو براجاد ساه، كبير الموظفين الإداريين المحليين: "في السابق، لم يكن لدى الناس مراحيض، ولم يروا الحاجة إلى مكان مناسب للتغوط".
يوضح أن التغوط في العراء هو ممارسة قديمة ومقبولة. كانت البركة الواقعة على الجانب الآخر من الطريق حيث يربي القرويون الأسماك والحيوانات المائية ملوثة في كثير من الأحيان.
ويشير ساه إلى أن نوبات الإسهال والالتهابات الأخرى الناجمة عن التغوط في العراء وعدم غسل اليدين كانت شائعة في ماجي. وقال "الشباب وكبار السن وأي شخص يعاني من مشاكل تتراوح من الإعاقة إلى المرض العقلي، أو حتى مجرد سوء حظ العيش بمفرده، هم الأكثر عرضة للخطر".
الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة. وفقًا لوزارة الإمداد بالمياه، على مدى العقود الأخيرة، مات ما بين سبعة إلى عشرة آلاف طفل نيبالي كل عام بسبب الإسهال والأمراض الأخرى ذات الصلة.
جهد وطني
قبل بضعة أشهر، وصلت إلى ماجي الحملة الوطنية التي قادتها الحكومة النيبالية والتي تهدف إلى تحفيز كل أسرة نيبالية على وقف التغوط في العراء واستخدام المرحاض. يبدو أن هذه الجهود تحقق تغييرًا تحويليًا.
يقول ناثوني براساد كوشواها، أحد قادة المجتمع المحلي: "في البداية، كان غالبية الناس ضد هذا المشروع، كانوا يرفضونه بحجة أنه يعارض ثقافتهم القديمة وكانوا مصرين على التغوط خارج منازلهم".
ولفت إلى أن المجموعات المجتمعية ستذهب من منزل إلى منزل لشرح الصلة بين التغوط في العراء والأمراض، وأهمية الفوائد الصحية لاستخدام المراحيض وممارسات النظافة الجيدة مثل غسل اليدين.
يقول كوشواها: "تم توعية القرويين على فوائد الصرف الصحي وتأثيره على حياتهم. لقد فهموا ذلك تدريجيًا".
بصفته كبير الموظفين الإداريين، فإن راجو براجاد ساه مسؤول عن تنفيذ مشاريع التنمية في البلدة. يقول إنه بعد ثلاثة أشهر من الجهود المكثفة من أجل إنهاء التغوط في العراء، قررت كل أسرة في ماجي بناء مرحاض خاص بها.
يضيف: "الآن يستخدمون جميعًا المراحيض، ومن الواضح أن الفرق سيكون بانخفاض نسبة الإصابة بالأمراض وتحسن مستوى معيشتهم، على ما أعتقد".
أصبح لسنين مرحاض في الجزء الخلفي من منزلها. "لقد بنيته بنفسي بعدما حصلت على قرض. لم أقم بتسديده بعد، لكنني سأفعل ذلك في غضون عام واحد من خلال زراعة حقول الأرز".
الاحتفال باليوم العالمي لدورات المياه في 19 نوفمبر
في 30 سبتمبر من هذا العام، أعلن رئيس وزراء نيبال، ك. بي. شارما أولي، إنهاء التغوط في العراء في جميع المقاطعات النيبالية البالغ عددها 77. بناءً على هذا الزخم، أعلنت الحكومة عن حملة وطنية جديدة تهدف إلى تغيير السلوكيات على المدى الطويل. منذ عام 2011، يعمل المجلس التعاوني لإمدادات المياه والصرف الصحي التابع للأمم المتحدة مع السلطات النيبالية لتغيير نهج الدولة تجاه الصرف الصحي والنظافة.
وقد تركزت الجهود على مدى السنوات الخمس الماضية على سهول تيراي الجنوبية، وهي المرحلة الأخيرة الأصعب من حملة الصرف الصحي في نيبال. على الرغم من التحديات الاجتماعية والاقتصادية الهائلة في المنطقة، ساعد البرنامج، المدعوم من المجلس التعاوني لإمدادات المياه والصرف الصحي وتنفيذه موئل الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والشركاء الحكوميين، في تسريع التغطية الصحية في ثماني مناطق في تيراي من حوالي 13٪ إلى 98٪ خلال فترة تزيد قليلاً عن أربع سنوات، وفقا لبيانات الحكومة.
وتقول سو كوتس من المجلس التعاوني لإمدادات المياه والصرف الصحي إن "التقدم الذي نشهده في نيبال مشجع للغاية ودليل على ما يمكن تحقيقه عندما تعمل الحكومات الوطنية وشركاء التنمية والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية معًا".
ووفقًا لكوتس، فإن اليوم العالمي لدورات المياه، الذي يتم الاحتفال به سنويًا في 19 نوفمبر، "يشكل فرصة للاحتفال بهذه الإنجازات ولضمان استمرار هذه المكاسب ومواصلة دعم البلدان للتقدم على سلم الصرف الصحي. وهذا أمر بالغ الأهمية لتحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة".
نُشر هذا المقال في الأصل باللغة الانكليزية على موقع أخبار الأمم المتحدة في 25 أكتوبر 2019.