في أذربيجان، يقف المتطوعون في الخطوط الأمامية للاستجابة لكوفيد-19
تزامن "عام المتطوعين" في أذربيجان مع جائحة كوفيد-19 التي أثبتت أنها أخطر أزمة صحية عالمية في عصرنا وأكبر تحد واجهناه منذ الحرب العالمية الثانية.
ترك الوباء تأثيرات غير مسبوقة على جميع البلدان تقريبًا في جميع أنحاء العالم، مع إمكانية خلق أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية مدمرة وبعيدة المدى. كل يوم، يفقد الناس وظائفهم ومداخيلهم، من دون أن يعرفوا متى ستعود حياتهم إلى طبيعتها.
تعمل الأمم المتحدة مع جميع دول العالم لمساعدتها على الاستجابة الفورية والفعالة لكوفيد-19.
في أذربيجان أيضًا، تعمل منظومة الأمم المتحدة بشكل وثيق مع الحكومة والشركاء الآخرين لمواجهة التحديات الفورية للوباء من خلال تقديم المشورة الفنية بشأن الرعاية الصحية، والإبلاغ عن المخاطر، والتعليم، وتعزيز الرعاية الاجتماعية للفئات الأكثر ضعفاً، وكذلك المساعدة في شراء الإمدادات الطبية الحيوية.
في ظل هذه الظروف، يساعد متطوعو الأمم المتحدة، الذين يعملون في الميدان وعبر الإنترنت، منظومة الأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم. تتكون مجموعة المواهب العالمية التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للمتطوعين من أجل مكافحة كوفيد-19 من 200000 متطوع مسجل من المهنيين ذوي المهارات العالية، ويمثلون أكثر من 150 جنسية، مع أكثر من 100 ملف شخصي مختلف ومستعدون للانضمام إلى الخطوط الأمامية.
أغتنم هذه الفرصة لتسليط الضوء على الدور المهم للعمل التطوعي خلال أزمات كهذه. يعد المتطوعون هذه الأيام من بين أوائل المستجيبين لتفشي الفيروس. إلى جانب الأطباء والمسعفين وموظفي الطوارئ في القطاعات الحيوية، أصبح المتطوعون فئة أخرى من الأبطال المجهولين الذين يلعبون دورًا محوريًا في الاستجابة لهذه الأزمة.
وبالتالي، من خلال العمل بلا كلل في العاصمة باكو وكل مناطق أذربيجان، يُظهر المتطوعون الشجاعة والمرونة، ويخلقون روابط اجتماعية ويجعلون أصوات للفئات المهمشة والضعيفة مسموعة.
لقد تأثرت بشدة وتحمست لرؤية صور المتطوعين على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين يعملون على تحديد الأشخاص المحتاجين، ويقومون بجمع الأموال، ويقدمون الإمدادات اللازمة لهم، ثم يرفعون التقارير إلى المانحين حول كيفية إنفاق تبرعاتهم.
يقدم المتطوعون الذين يرتدون الأقنعة والقفازات المساعدة الغذائية للعائلات، بالإضافة إلى استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم لزيادة مستوى الوعي حول النظافة الصحية والتباعد الاجتماعي، ومحاربة المعلومات الخاطئة.
يسعدني أن أرى كيف تكيف المتطوعون بسرعة مع الحقائق الجديدة ووجدوا طرقًا جديدة لمواصلة عملهم النبيل.
تتعاون منظومة الأمم المتحدة في أذربيجان أيضًا مع المتطوعين كجزء من الاستجابة لكوفيد-19.
تعاون مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في أذربيجان مع متطوعي دائرة الهجرة الحكومية الأذربيجانية لتقديم المساعدة الغذائية إلى 232 أسرة من طالبي اللجوء واللاجئين.
تعمل اليونيسف، بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، من كثب مع متطوعين من جمعية ASAN ومؤسسة الشباب وجمعية الهلال الأحمر والاتحاد العام للتنمية الإقليمية لتنفيذ أنشطة توعية عبر الإنترنت، ومكافحة المعلومات المضللة ودعم الأسر المستضعفة. لنكون أكثر دقة، تلقت أكثر من 213 أسرة من الأطفال الذين يعيشون في المؤسسات، بالإضافة إلى الشباب ذوي الإعاقة مساعدات غذائية. قام حوالي 55 متطوعًا بتوزيع رزم غذائية ومواد مطبوعة على 517 أسرة، وسيشمل هذا النشاط حوالي 800 أسرة.
هناك أيضًا فرصة جديدة للمتطوعين للعمل مع وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة. فقد وجهت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في أذربيجان دعوة للمتطوعين في مقاطعات غاخ وزاغاتالا وبالاكان للمساعدة في إجراء تقييم لاحتياجات المستفيدين وتنظيم حملات من أجل المساواة بين الجنسين، وإشراك المزارعات ورائدات الأعمال في مشروع الفاو بشأن الاستدامة ونظم الأغذية الزراعية الشاملة في المنطقة الشمالية الغربية من البلاد. أشجع المهتمين بهذه الفرصة التطوعية في المنطقة على التقديم قبل 15 مايو.
وبالتالي، تُظهر الاستجابة المثيرة للإعجاب خلال جائحة كوفيد-19 أن هناك إمكانات كبيرة غير مستغلة للعمل التطوعي في أذربيجان والتي يجب علينا الاستفادة منها، بينما تكافح الدولة مع العواقب الاجتماعية والاقتصادية للوباء.
في هذه المناسبة الهامة من "عام المتطوعين" في أذربيجان، أود أن أعترف بالدور المهم الذي يلعبه التطوع في جهودنا المحلية والعالمية للاستجابة للأزمة، وأشكر جميع المتطوعين على مساهماتهم ومساعدتهم السكان الأكثر ضعفا في أذربيجان في هذه الأوقات الصعبة. تساهم جهودهم الرامية إلى عدم ترك أي شخص يتخلف عن الركب في الاستجابة لكوفيد-19 بشكل كبير في التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
عمل المتطوعين مصدر إلهام للجميع!
من إنتاج الأمم المتحدة في أذربيجان.