الدفع الإلكتروني يغيّر حياة المستفيدين من التقديمات الإجتماعية في فييت نام في خلال أزمة كوفيد-19
في منزل متواضع جداً في ضواحي نام دينه، تتسلل أشعة الشمس من خلال ثقوب حجارة السقف القديم والمتصدع.
هذا منزل السيدة فو ذي مان وزوجها وابنتيها. تبلغ السيدة مان من العمر 56 عاماً، وهي معيلة لعائلتها. ما من أحد غيرها في أسرتها يمكنه أن يجني المال، حتى من خلال زراعة الخضار أو تربية الدواجن في البيت. لقد أصيب زوجها السيد دو البالغ من العمر 60 عاماً بالشلل منذ ما يقارب العشرين عامًا نتيجة حادث سقوطه من إحدى السقالات في خلال عملية وضعه حجارة الطوب. أما ابنتاها فولدتا جميلتين وبصحة جيدة، ولكن عندما اتمتا عامهما الثالث، أصيبتا بحمى الشلل الدماغي. تبلغ البنت الصغرى حالياً من العمر 21 عاماً مع شلل دماغي أعاق حركتها 18 عاماً.
يتوجب على السيدة مان أن تدبر حياة عائلتها بنفسها، بفضل هكتارين من حقول الأرز وبدل معيشة شهري للأشخاص ذوي الإعاقة تبلغ قيمته 1,830,000 دولار فييتنامي أي ما يعادل 78 دولار أميركياً مقدمًا من الدولة لزوجها وابنتيها. وهي أحياناً تعمل بالأجرة لدى الناس، ولكنها تجد صعوبة يوماً بعد يوم في ايجاد عمل مع ظاهرة استبدال البشر بالماكينات. غادر عدد كبير من الناس في قريتها الى المدن الكبرى بهدف الحصول على مدخول أكبر لإعالة عائلاتهم، ولكن لا يمكن للسيدة مان أن تعمل بعيداً من أحبائها الثلاثة الذين يحتاجون الى رعايتها.
يشكل اليوم الذي تحصل فيه السيدة مان على التحويل النقدي الشهري أسعد أيامها. في التاسع من كل شهر تتوجه عبر دراجتها الهوائية الى مركز البلدية (الذي يبعد حوالى 4 كيلومترات عن بيتها) منذ السادسة صباحاً لتأخد دوراً في الصف وتننتظر لتلقي التحويل النقدي. ونادراً ما تعود الى المنزل قبل العاشرة صباحاً نظراً لعدد الاشخاص الذين يقصدون باكراً مركز البلدية مثلها للحصول على التحويل النقدي.
لقد زادت جائحة كوفيد-19 من وضع السيدة مان صعوبة. وانتاب عائلتها الإرهاق لعدم توافر فرص عمل في خلال اجراءات التباعد الإجتماعي الصارمة، ولم يكن بمقدورها جني المال. عندما سمعت بالحزمة الحكومية للحماية الإجتماعية في خلال كوفيد-19، فرحت كثيراً. وذات يوم قصد منزلها مسؤول من البلدية للتأكد من بطاقة هويتها ولتعبئة بعض الأوراق. قال لها إنه بإمكانها الحصول على النقود من أي جهاز للدفع الإلكتروني بدل أن تتوجه الى مركز البلدية.
في الأسبوع التالي، حضر المسؤول المحلي برفقة شخصين أحدهما ممثل مزود خدمة الدفع عبر الهاتف الخلوي فييتيل باي والآخر من برنامج الأمم المتحدة للتنمية، وشرحوا لها عن كيفية تحميل تطبيق الدفع على هاتفها . وبعد إجراء بعض العمليات، تلقت رسالة تأكيد و4,500,000 دولار فييتنامي (193$ دولار اميركي) المبلغ المحدد لعائلتها من الحكومة كجزء من حزمة الحماية الإجتماعية في خلال كوفيد-19 لمدة ثلاثة أشهر.
حصلت السيدة مان أيضاً من مزود خدمة الهاتف المحمول على بطاقة مصرفية وكذلك على عرض بخفض سعر مكالماتها الهاتفية. تلقت التحويل النقدي بأمان وبسرعة، من دون أي كلفة إضافية. لن تتكبد بعد اليوم عناء المسافات البعيدة والإنتظار في صفوف طويلة في مركز البلدية. وفي الخلاصة، أصبح لديها المزيد من الوقت للإهتمام بعائلتها وستكون أقل عرضة لالتقاط أو نشر عدوى فيروس كورونا. تشعر السيدة مان اليوم بسعادة كبيرة وبأنها أكثر أماناً.
إن السيدة مان وزوجها وابنتيها هم من بين 20 مليون شخص نالوا أهلية الاستفادة من دعم الحكومة في إطار الحماية الإجتماعية للذين طالتهم آثار جائحة كوفيد-19. وبما أن العديد من البلدات يعاني من صعوبة في إدارة وتوزيع خدمات الحماية الإجتماعية، لا سيما في خلال فترة الإغلاق الشامل، ساند برنامج الأمم المتحدة للتنمية في فييت نام السلطات المحلية وشركاءه بهدف تسريع نشر نظام دفع إلكتروني قوي ونظام التبليغ الإلكتروني.
تؤسس هذه المبادرة والتي هي جزء من الصندوق المشترك لأهداف التنمية المستدامة للإسراع في انتقال فييت نام الى نظام حماية إجتماعية شاملة ومتكاملة الى رقمنة خدمات المساعدة الإجتماعية وبناء قاعدة بيانات متكاملة للحماية الإجتماعية لأمد طويل. تأمل السيدة مان في أن يتوسع البرنامج أكثر ليحمي حياة وسبل عيش أشخاص آخرين على غرارها وليبنى الوطن من جديد بشكل أفضل بمشاركة الجميع.
كتابة هوو دوان مينه. من إنتاج الأمم المتحدة فييت نام. لقراءة المقالة المنشورة في الأصل ومعرفة المزيد حول العمل الذي يقوم به فريق الأمم المتحدة في فييت نام، قم بزيارة: vietnam.un.org/en