ميانمار تستخلص العبر من كوفيد-19
أدرك ثاو لاي، طالب ثانوي من يانغون، عاصمة ميانمار، أن عامه الدراسي لن يشبه أيًا من سابقاته. يستذكر قائلًا: "كنت متحمسًا جدًا، ولكنني كنت أعلم أيضاً أن الأمور ستكون مختلفة، عندما تعاود المدرسة فتح أبوابها لاحقاً هذه السنة".
ثاو لاي وزملاؤه سيضطرون الى مواجهة انقلاب غير مسبوق في مشوارهم التعليمي بسبب التعطيل: في 21 يوليو، وبعد الوتيرة البطيئة في انتقال العدوى محلياً والإصابات المبينة حديثاً، أعلنت وزارة التربية والتعليم خطة لإعادة فتح المدارس على مراحل، بدءاً من الثانويات.
يقول مين جيونغ كيم، رئيس مكتب ميانمار في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة إنه "منذ اغلاق المدارس وإعادة فتحها وفقاً للإجراءات الحالية، نواجه راهناً إحدى أكبر الأزمات في قطاع التعليم". من المتوقع أن تؤثر جائحة كوفيد-19 بشكل غير متوازن على الأطفال والشباب الأكثر هشاشة في ميانمار مفاقِمة عدم المساواة التعلمية الموجودة أصلاً.
أقلام رصاص، أقلام حبر، كمامات وأقنعة واقية
تتخذ قرارات إغلاق وفتح المدارس استناداً الى خطة كوفيد-19 للاستجابة والتعافي التي وضعتها وزارة التربية والتعليم في ميانمار، بدعم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، بهدف ضمان استمرارية التعليم في البلد في خلال الجائحة وبعدها، وبموازاة ذاك الحفاظ على سلامة الجسم التعليمي والطلاب.
دعم صندوق اليونيسف السطات في ميانمار في تطوير الإرشادات للوقاية من تفشي الفيروس في المدارس، التي تؤمن رسائل ومعلومات واضحة للأساتذة، الطلاب ومقدمي الرعاية لمساعدتهم على توفير بيئة تعلمية آمنة. حصل أكثر من 90.000 مدرسة ومعهد تعليمي في ميانمار على الكتيّبات.
في أثناء فترة إعادة فتح المدارس الوجيزة في ميانمار، تم فرض المزيد من البروتوكولات ومعايير السلامة العامة لضمان سلامة الطلاب، الأساتذة وكل أفراد الطاقم التعليمي: تم توزيع كمامات وأقنعة واقية مجانية لكل طالب وأستاذ، حوالى 75.000 مقياس للحرارة تم تأمينها للمدارس في كل ميانمار، كما تم إنشاء المزيد من محطات غسل اليدين.
لقد طلب من الطلاب أن يقفوا في خط مستقيم لغسل أيديهم قبل الدخول الى حرم المدرسة، لاحقاً يقوم الأساتذة بقياس حرارة جسم الطلاب، ومن تظهر عليه علامات الحرارة المرتفعة يتم ارساله الى البيت أو اصطحابه الى الطبيب.
قبل السماح لها باستقبال الطلاب، تم الكشف على المدارس من قبل وزارة الثقافة والتعليم، بالاستناد الى لائحة مقدمة من المراجع الصحية تصنف المدارس وفق درجات مختلفة: وحدها المدارس التي تحصل على درجات عالية يحق لها إعادة فتح أبوابها.
طُلب من المدارس التي حققت درجات عالية واتخذت إجراءات إضافية بما فيها دوام عمل مزدوج وثلاثي وأيام بديلة من التعليم، التأكيد أن التباعد الأجتماعي خاضع للرقابة في الصفوف. تهدف إضافة هذه التعديلات على المناهج التعليمية الى التخفيف من أثر الجائحة على تقدم الطلاب الى المستوى التعليمي التالي في نهاية السنة الأكاديمية.
المدارس في إجازة مفتوحة
للأسف، ساهمت موجة ثانية من إصابات كوفيد-19 المنتشرة محلياً باتخاذ هذه المعايير: ففي نهاية شهر أغسطس، طلب من المدارس التي أعادت فتح أبوابها أن تقفل بسرعة وترسل طلابها الى بيوتهم.
للحد من هذه الفجوة التعليمية، تتعاون وزارة التربية والتعليم مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة وشركاء آخرين لتطوير مواد التعلم من بعُد للطلاب والأساتذة. ستساعد هذه الخطوة الطلاب على استمرارية تعلمهم وتسهل انتقالهم من دون أي عناء الى مستوى جديد. إن منظمة الأمم المتحدة للطفولة وبدعم من وكالة اليابان للتعاون الدولي تدعم أيضاً عملية طباعة المواد التعلمية المنزلية لطلاب الصفوف الإبتدائية لمراجعة الدروس السابقة بانتظار بدء العام الدراسي الجديد.
يقول ثاو لاي: "فيما يخص التعلم المنزلي أواصل المشاركة في الدروس عبر الدراسة الفردية، ويقوم الأساتذة بإعطائنا فروض لإتمامها في المنزل".
ستواصل وزارة الثقافة والتعليم بمؤازرة منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلم والتربية التكيف مع الواقع مستندة الى حاجات الطلاب لتضمن في حال إعادة فتح المدارس أبوابها، أن يعود طلاب كثاو لاي الى بيئة تعلمية آمنة، وأن تزيد العبر المستخلصة من الجائحة من مرونة النظام التعليمي تجاه الأزمات المستقبلية.
"لقد أثارت الجائحة فينا التحديات بطرق مختلفة"، يقول السيد كيم. "إنه لمن الضروري جداً أن نستمر بالتعاون مع وزارة الثقافة والتعليم لدعم خطة الإستجابة والشفاء لإبتكار الحلول التكنولوجية العالية والمتوسطة أو تلك التي لا تتطلب أي نوع من التكنولوجيا من أجل ضمان استمرار الطلاب بتلقي التعليم في ميانمار، لا سيما فئة الأطفال والشباب الأكثر ضعفًا".
من إنتاج الأمم المتحدة في ميانمار وأخبار الأمم المتحدة. نُشر هذا المقال في الأصل على موقع أخبار الأمم المتحدة في 5 أكتوبر 2020. لمعرفة المزيد حول جهود فريق الأمم المتحدة القطري في البلاد، قم بزيارة: https://myanmar.un.org.