"صوتي، المساواة من أجل مستقبلنا": مبادرة تسليط الضوء تجعل صوت الناشطات الشابات مسموعاً في النيجر
ما هو القاسم المشترك بين عالمة ناسا ومدافعة عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي ومدافعة عن حقوق المرأة وقابلة وشاعرتين - بخلاف ابتساماتهن المشرقة؟ إنهن جميعًا مناصرات ملتزمات بالعمل على إنهاء العنف ضد النساء والفتيات في بلادهن.
تسجل النيجر أعلى معدل لانتشار زواج الأطفال في العالم وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة: تزوج 76٪ من الفتيات قبل سن 18، وتزوج 28٪ قبل بلوغهن سن 15 عامًا. رفعت الحكومة سن التعليم الإلزامي للفتيات إلى 16 عامًا - وهي خطوة مهمة في مكافحة زواج الأطفال - ولكن لا يزال هناك الكثير للقيام به.
للاحتفال باليوم الدولي للطفلة، اشتركت مبادرة تسليط الضوء التي تدعمها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي مع هؤلاء الناشطات السبع. لا يتحدثن ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي فقط - بما في ذلك الممارسات الضارة مثل زواج الأطفال - وإنما يظهرن للعالم ما يمكن إنجازه عندما يتم تعليم الفتيات ومنحهن فرص متساوية للنجاح.
ديبورا، 24 عامًا
تقول جوستانسيا ديبورا ديانجا-مبمبو، طالبة في اختصاص القبالة وكاتبة: "دورنا كنساء هو دعم بعضنا البعض. يمكن أن يحدث العنف لأي من أصدقائنا أو عائلتنا". ديبورا تعرف ذلك جيدًا، لأنه حدث لها.
قبل عامين، فقدت جنينها نتيجة للعنف المنزلي. واليوم، تكتب عن تجربتها على أمل أن تنشر أعمالها لمساعدة الشابات والفتيات الأخريات اللواتي قد يجدن أنفسهن في وضع مماثل. "أكتب كثيرًا لأنني أعتقد أننا كفتيات، يجب أن نكون ممثلات في أقدارنا. من خلال رفع أصواتنا، فإننا نضمن مستقبلًا متساويًا لجميع الفتيات في بلدنا".
ديبورا مدافعة شغوفة عن حقوق المرأة، تدرس القبالة للتخصص بعدها في أمراض النساء والتوليد بهدف ضمان حصول الفتيات والنساء المحرومات على خدمات الصحة الإنجابية عالية الجودة.
ياسمينة، 21 سنة
نشأت ياسمينة محمد بوبكر في دار للأيتام بعد وفاة والدتها أثناء ولادتها. إنها تدرك جيدًا قوة تعليم الفتيات لتغيير حياتهن. تقول: "أتيحت لي كل فرصة ممكنة لطفل، بدءًا من الحصول على تعليم جيد. تخرجت من المدرسة الثانوية في سن السادسة عشرة والآن، بصفتي قائدة شابة، أقوم بالكثير من العمل المجتمعي والتوعية بشأن قضايا مثل زواج الأطفال وتعليم الفتيات والعنف القائم على النوع الاجتماعي".
واليوم، تشغل منصب الأمينة العامة لمنظمة Taimakon Marayu، وهي منظمة تساعد الأيتام في النيجر - وكثير منهم من الفتيات المستضعفات.
تقول: "أحب السفر إلى أماكن مختلفة وإنشاء نوادي الاستماع والتوعية للفتيات. إنهن بحاجة إلى منصة للتعبير عن أنفسهن ومشاركة الظلم الذي يتعرضن له وتطلعاتهن المستقبلية"
شاركت ياسمينة مؤخرًا في برنامج إذاعي "7 milliards de voisins" للتحدث عن التعليم في منطقة الساحل، والتقت بالرئيس الفرنسي خلال حدث جانبي في الاجتماع الوزاري المشترك لمجموعة السبع حول التعليم والتنمية في باريس.
نانا، 30 عامًا
تحلم نانا ناتيتيا "بالنيجر حيث تتم حماية النساء من جميع أشكال العنف، وحيث لن يكون حقهن في التعليم صراعًا بل نجاحًا."
من بين الأشياء التي تلفت انتباهك فورًا هي العمامة ذات الألوان الزاهية التي ترتديها بدلاً من الحجاب أو الوشاح الأكثر شيوعًا. عادة ما يرتدي الرجال العمامة، ولكنها إحدى الوسائل الصغيرة التي تقاوم بها نانا التوقعات الجنسانية في حياتها اليومية. تقول: "سألت عما إذا كانت العمامة للرجال فقط ... قررت أن أرتديها لاحتضان ثقافتي وديني وهويتي".
بالإضافة إلى رعاية ثلاثة أطفال صغار، تجد رائدة الأعمال الاجتماعية دائمًا وقتًا للانخراط في المجتمع.
خلال العام الماضي، شغلت منصب الأمينة التنفيذية لمنظمةGlobal Dignity Nigeria ، التي تهدف إلى تمكين النساء الضعيفات والأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تحسين فرصهم في الاندماج الاجتماعي وتغيير المواقف العامة الضارة.
في عام 2018، حضرت الاجتماع السنوي لجامعة كلينتون العالمية في شيكاغو للحديث عن خلق مستقبل متساوٍ للنساء والأشخاص ذوي الإعاقة.
فاجي، 29 عامًا
الدكتورة فاجي ماينا معتادة على كسر الحواجز. بعد حصولها على الدكتوراه في الهيدرولوجيا من جامعة ستراسبورغ في سن 25، أصبحت أول عالمة نيجيرية تنضم إلى وكالة ناسا. تستخدم فاجي الحوسبة عالية الأداء وبيانات الأقمار الصناعية لفهم آثار الظواهر المناخية المتطرفة وحرائق الغابات على موارد المياه، وهو دليل على الحاجة الماسة إلى مشاركة المرأة الكاملة والمتساوية في التنمية.
وتقول: "تستحق أمهاتنا وبناتنا عالماً أفضل، يكون خالياً من العنف، يزدهرن فيه ويستخدمن مواهبهن وإمكاناتهن غير العادية للمساهمة في تنمية بلادنا".
رشيدة، 26 سنة
تشرف رشيدة مامادو أومارو على العديد من صفحات التواصل الاجتماعي المعروفة بين جمهور الإناث، وتفتخر بأن لديها 20000 متابع على صفحتها الشخصية على فايسبوك وحدها. لكن لا تلقبها بالمؤثرة، ذ ما يدفع رشيدة هو سعيها لتزويد النساء والفتيات بالأدوات التي يحتجنها للنجاح. تمزج إحدى صفحاتها، ماتان النيجر (نساء النيجر)، المحتوى الخاص بالجمال والثقافة والصحة مع رسائل المساواة بين الجنسين ومعلومات عن حقوق المرأة واهتماماتها.
تقول: "في كل ما أفعله، أرى نفسي أساهم في مستقبل أفضل لجميع الفتيات والنساء في بلدي لأننا مستقبله. من أكبر أحلامي مساعدة النساء على فهم العنف والقضايا التي تؤثر عليهن، حتى نتمكن من تحسين حياتهن على كل المستويات."
نورراتو، 24 سنة، وفطومة، 25 سنة
نوراتو أومارو هيغا وحماة داودة فطومة - المعروفتان باسم نورات نوراث وفا 2. ماث.إس هما شاعرتان من نيامي. تستخدم الصديقتان الكلمات المنطوقة كطريقة لمناقشة الموضوعات التي غالبًا ما تعتبر من المحرمات في النيجر، مثل الاغتصاب وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.
مثّلت نورراتو النيجر مرات عدة في المهرجانات الدولية، بما في ذلك في توغو وبوركينا فاسو، وتعمل حاليًا على نشر مجموعة شعرية بعنوان "مرآتي، محنتي" التي تتناول مواضيع العنف الجنسي، وزواج الأطفال، وقضايا أخرى تؤثر على الفتيات في النيجر.
كما تم تكريم فاتوماتا على الشكل الفني الذي تقدمه، إذ فازت بكأس الشعر الوطني الثاني في العام الماضي. "أرى الشعر كعلاج. تخيل كم هو غير تقليدي أن تعبر امرأة شابة في سني عن نفسها من خلال الفن الصوتي، وأن تتحدث عن الإساءة والعنف لجمهور معظمه من الذكور وتحظى باهتمامهم الكامل".
"هناك أيضًا فتيات ضمن الجمهور، إما يتعرفن على العنف والقضايا ذات الصلة، أو يجدن الدعم من خلال كلماتنا ويفهمن أنهن لسن الوحيدات اللواتي يتعرضن للعنف المتخفي ... من خلال الشعر، يمكننا التغلب على الجهل الذي يسبب الكثير من الضرر".
دخلت مبادرة تسليط الضوء في شراكة مع حكومة النيجر لمنع زواج الأطفال والعنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال تنفيذ أنشطة التوعية والتعبئة المجتمعية وتعليم الفتيات والدعم المؤسسي وإشراك القادة الدينيين والتقليديين.
من إنتاج مبادرة تسليط الضوء. بقلم فاتو بينيتو ديا. يمكن قراءة المقالة الأصلية التي تحتوي على المزيد من الصور ومقاطع الفيديو على موقع المبادرة الإلكتروني. تعرف إلى المزيد حول عمل الأمم المتحدة في النيجر ومبادرة تسليط الضوء.