عشر حبات من الأرض: نحن جيرانكم
كتب شاعر وملحن يُدعى جوتامونت أن جزر كابو فيردي هي "عشر حبات صغيرة من الأرض" في وسط المحيط الأطلسي - وهي أرخبيل صغير على بعد 500 كيلومتر من الساحل الغربي لأفريقيا.
عشرة حبات صغيرة من الأرض.
من الساحل، أيًا كانت الجزيرة التي تقف عليها، عندما تنظر إلى بعيد، يمكنك رؤية المحيط بقدر ما يمتد البصر.
يقطن ما يزيد قليلاً عن 550.000 شخص هذه الجزر، ويعيش مليون آخر في الخارج.
تمتلك البلاد القليل من الموارد الطبيعية، وتعتمد بشكل كبير على الواردات، وتتعرض للجفاف الشديد والصدمات المناخية الأخرى. يعتمد ربع ناتجها المحلي الإجمالي على عائدات السياحة وحوالي 10٪ على التحويلات.
لقد وقفت الأمم المتحدة إلى جانب كابو فيردي طوال 45 عامًا من استقلال البلاد. تم تعزيز الأمن الغذائي هناك في الثمانينيات، وتم تحقيق الاستقلال اللقاحات في التسعينيات، إذ لم تعد الدولة مضطرة إلى الاعتماد على الأمم المتحدة أو تحالف غافي للقاحات لشراء اللقاحات. تسير كابو فيردي على الطريق الصحيح للحصول على شهادة القضاء على انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من الأم إلى الطفل. إن الوصول المجاني إلى التعليم والحماية الاجتماعية آخذان في الازدياد.
وبفضل هذه التطورات وغيرها، أصبحت كابو فيردي، في عام 2008، ثالث دولة في العالم تنتقل من بين أقل البلدان نمواً إلى حالة البلدان متوسطة الدخل من الشريحة الدنيا. ولكن مع انتشار فيروس كورونا، من المتوقع أن تنخفض الإيرادات الحكومية بنسبة 25٪ وتتضاعف البطالة. إن الركود يصيب أكثر الفئات ضعفًا، ويهدد عقودًا من مكاسب التنمية.
مع الأزمة الصحية الناجمة عن الوباء الذي وجه ضربة قاسية لاقتصاد البلاد، حشد فريق الأمم المتحدة القطري في كابو فيردي قدراته بسرعة ووجهها نحو الاستجابة للطوارئ وتقديم المشورة للحكومة وإعادة برمجة أكثر من نصف خطة العمل المشتركة السنوية البالغة 17 مليون دولار وحشد 6 ملايين دولار إضافية للاستجابة الفورية وإنقاذ الأرواح ودعم الاقتصاد. أجرت الأمم المتحدة والبنك الدولي والحكومة أول تقييم للأثر الاجتماعي والاقتصادي للوباء، وقد انضمت إليه كيانات أخرى مثل بنك التنمية الأفريقي والاتحاد الأوروبي. كان هذا التقييم بمثابة حجر الأساس لخطة الاستجابة الوطنية والإنعاش من أجل توجيه الاستجابة للوباء.
خلال الأزمة، وبدعم من الأمم المتحدة، تلقى أكثر من 7000 طفل دون سن 12 شهرًا جرعة ثالثة من لقاح الخناق والسعال الديكي والكزاز، واستمر 700 عامل صحي مجتمعي في تقديم الخدمات الصحية الأساسية، وتمكن أكثر من 65000 طفل من مواصلة تعليمهم من خلال التعلم من بعد، وتلقى 25000 طفل وجبات في منازلهم، وتلقى أكثر من 100000 شخص تحويلات نقدية.
لقد أنجزنا الكثير، بفضل الشراكة القوية مع الحكومة والمجتمع المدني والمجتمع الدولي، لكننا ما زلنا نواجه تحديات كبيرة في هذه الدولة الجزرية الصغيرة النامية التي تضررت بشدة من كوفيد-19. نحن بحاجة إلى خفض تكلفة الطاقة والمياه، وجعل اقتصادنا أكثر خضرة وأكثر زرقة، ووضع الناس على رأس أولوياتنا خلال عملية التعافي لتحقيق نتائج أفضل، وخلق مستقبل أفضل للشباب.
وبالطريقة نفسها التي استفادت بها كابو فيردي من دعم الأمم المتحدة، فإنها تساهم أيضًا في أنشطة المنظومة، إذ تعمل كمثال للتعاون فيما بين بلدان الجنوب وكدولة رائدة في إصلاحات الأمم المتحدة. في عام 2005، أصبحت كابو فيردي موطنًا للمكتب المشترك الوحيد للأمم المتحدة الذي يضم ثلاث وكالات (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسيف) تعمل تحت قيادة واحدة، وفريق واحد مسؤول عن تنفيذ ولايات الوكالات الثلاث. نأمل أن يكون هذا المكتب، الذي لا يزال يعمل بديناميكية حتى اليوم، مصدر إلهام للدول الجزرية الصغيرة النامية الأخرى للحفاظ على وجود قوي للأمم المتحدة، وهو أمر بالغ الأهمية لهذه الجزر. في عام 2008، كنا من بين البلدان الثمانية الأولى التي قامت بتجربة مبادرة "توحيد الأداء" للأمم المتحدة. كانت كابو فيردي أيضًا واحدة من أوائل البلدان التي اعتمدت "معلومات الأمم المتحدة"، وهو نظام للمساعدة في تتبع كيفية دعم الأمم المتحدة للحكومات من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة - وكانت واحدة من أوائل البلدان التي التزمت بإطار التمويل الوطني المتكامل.
قد يبدو هذا العمل تقنيًا، لكن الهدف هو التأكد من أن الأمم المتحدة تعمل بأكثر الطرق فعالية لمساعدة البلد على تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وليس فقط من أجل هذه الحبات العشر من الأرض المفقودة في المحيط، ولكن من أجل العالم بأسره.
في وسط المحيط الأطلسي بين أوروبا والأمريكتين، قد نشعر في كابو فيردي بالعزلة الجغرافية ولكن لدينا الكثير لنقدمه لأفريقيا ولبقية العالم.
نحتفل هذا العام بالذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة، ونتذكر مرة أخرى، بأننا جميعًا مرتبطون ببضعنا البعض على الأرض. الكوكب كله جزيرة واحدة. نحن جميعًا جيران، وعلينا المضي قدمًا متحدين ومتضامنين.