ترينيداد وتوباغو تستكشف إمكانات البيانات الضخمة لبناء "مستقبل أكثر ذكاءً"
قلة من دول الكاريبي لديها بصمة رقمية مثل ترينيداد وتوباغو. أصبحت الملحمة الرقمية للبلاد مشهورة جدًا لدرجة أنه أطلق عليه اسم "Trini Twitter".
يمكن أن تصبح النقرات والمكالمات و"الضربات الشديدة" الأخرى (مصطلح يشير إلى إجراء التمرير عبر المحتوى الرقمي) منجم ذهب لصانعي السياسات في جميع أنحاء العالم، حيث يسعون جاهدين إلى تحسين الجداول الزمنية ومسارات حافلات النقل العام، أو محاربة انتشار المعلومات الخاطئة.
من هذا المنطلق، جمعت الأمم المتحدة في ترينيداد وتوباغو أكثر من 1100 شخص في أول منتدى للبيانات الضخمة تم تنظيمه في البلاد. عُقد المنتدى يومي 1 و2 ديسمير حول موضوع "مستقبل أكثر ذكاءً: استكشاف إمكانيات البيانات الضخمة لترينيداد وتوباغو". وقد تحدث العديد من الأشخاص بهذه المناسبة: كبار المشرعين، ممثلي شركات الاتصالات الخاصة، ممثلي شركات التكنولوجيا ذات الشهرة العالمية، وخبراء البيانات والأكاديميين".
فيما يلي الرسائل الست الأساسية التي يمكن استخلاصها من المنتدى:
1. "يحتاج العالم إلى قواعد أرضية مشتركة لحماية خصوصية البيانات الضخمة"، قال فارس الراوي، المدعي العام لترينيداد وتوباغو.
يتم تتبع حركة الشخص من مكان إلى آخر باستخدام إشارة الهاتف المحمول الخاصة به، وأصبح خطر تسرب البيانات واختراق المعلومات وانتهاكات الخصوصية مشكلة عابرة للحدود. هذا تصريح المدعي العام ووزير الشؤون القانونية في ترينيداد وتوباغو فارس الراوي.
وأضاف: "هناك مزايا عديدة لاعتماد معيار دولي متماسك. ولكن لتجنب تقلبات القانون والتناقضات التي يمكن أن تنشأ من تجاوز العديد من القوانين، يجب أن نتفق على القواعد والمبادئ الأساسية حتى نتمكن جميعًا من الاتفاق على مناطق مختلفة. لا يوجد كيان أفضل لتنظيم هذا النوع من المنتديات من الأمم المتحدة بنظام قراراتها".
2. "يمكن تسخير البيانات الضخمة دون الحاجة بالضرورة إلى استثمار موارد كبيرة"، قالت الدكتورة ليلا راو جراهام.
تقول الدكتورة ليلا جراهام راو: "في بعض الأحيان نستخدم أمثلة من أمازون ونتفلكس ويقول الناس 'أوه، هذه شركات كبيرة، غنية ولديها الكثير من الموارد'. ومع ذلك، تمتلك شركات القطاع الخاص بالفعل الكثير من البيانات الضخمة للمنطقة - فهي لا تعرف ببساطة كيفية تسخير إمكاناتها. هكذا تقول دراسة أجرتها كلية منى للأعمال والإدارة في جامعة ويست إنديز في جامايكا، والتي وجدت أن 80٪ من الشركات تعتقد أن لديها بيانات عملاء قيّمة، ومع ذلك حوالي 70٪ منهم لم يطوروا استراتيجية لتسخير قيمتها (دراسة أجراها الدكتور موريس ماكنوتون والدكتورة ليلى راو جراهام والدكتورة سوزانا راسل). أضافت الدكتورة راو جراهام: "نحتاج حقًا إلى أن نثبت لأصحاب المصلحة الرئيسيين أن هذه المبادرات وقيمة البيانات الضخمة يمكن تسخيرها من دون الحاجة بالضرورة إلى استثمار موارد كبيرة".
3. "يمكن للبيانات الضخمة تحسين الحوكمة والمساءلة"، قالت أليسون ويست، وزيرة الإدارة العامة والتحول الرقمي في ترينيداد وتوباغو.
لدى أليسون ويست جدول زمني ضيق للغاية. قالت وزيرة الإدارة العامة والتحول الرقمي في ترينيداد وتوباغو: "تعمل الوزارة على تطوير وتنفيذ هوية رقمية فريدة لكل مواطن في العامين المقبلين". يتمثل الهدف الرئيسي للسيدة ويست بتفكيك قواعد البيانات الخاصة بالإدارات والهيئات الحكومية المختلفة، بحيث يمكن مشاركة البيانات بين جميع الجهات الحكومية. أعلن رئيس الوزراء، الدكتور كيث رولي، في نوفمبر أن الحكومة تعتزم تنشيط العاصمة من خلال تطوير طرق النقل داخل المدينة، وإدارة حركة المرور، وإنشاء مساكن جديدة. وأوضحت السيدة ويست أن مشروع الرقمنة سيضع الأساس لتطوير البنية التحتية الحديثة المميزة لـ"المدينة الذكية".
4. "توفر البيانات الضخمة إمكانيات فريدة لإجراء تقييمات بيئية معقدة"، قال الدكتور مايكل بامبيرغر، كبير الزملاء المشاركين في المبادرة الدولية لتقييم الأثر.
قال الدكتور مايكل بامبيرغر: "لقد أصبح من الممكن الآن نمذجة البيئة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والديموغرافية والمناخية، بكل تعقيداتها، والتي يتم من خلالها تصميم البرامج وتنفيذها". أصبح ذلك الأمر ممكنًا جزئيًا بفضل التقدم في مجالات جمع البيانات وتحليلها والذكاء الاصطناعي، من بين أمور أخرى. وأضاف: "في السابق، كانت متطلبات البيانات والتحليل تعني أن معظم التقييمات الحالية قد اعتمدت نماذج خطية بسيطة لمجموعات المقارنة قبل الاختبار وبعده، والتي تجاهلت إلى حد كبير تعقيدات العالم الحقيقي الذي تعمل فيه البرامج".
5. "لا تخف من استخدام البيانات الضخمة لقياس الكفاءة"، طمأنت الدكتورة لينيس بابتيست، استشارية التقييم.
قالت الدكتورة لينيس بابتيست، استشارية التقييم: "لقد وجدت أن التقييم في منطقتنا أمر يثير المخاوف. الناس في بعض الأحيان يرتابون للغاية منه. لا يزال التقييم يُعتبر 'مرهقًا للغاية' و'عرضيًا'. ولا تزال منطقتنا في هذا المجال تعاني من تدني مستوى التأييد من قادتها".
وأوضحت الدكتورة بابتيست أن البيانات غالبًا ما تُستخدم لتحليل المشاريع أو البرامج الفردية، بدلًا من استخدامها لإجراء تقييمات طويلة الأجل لاستراتيجيات التنمية في مجالات مثل التعليم أو الحد من الفقر. واقترحت توفير المزيد من التمويل لعمليات التقييم كجزء من ميزانيات المشاريع والحكومة.
6. قال روبرت كيركباتريك، المدير التنفيذي لمبادرة النبض العالمي للأمم المتحدة: "يمكن أن يساعد المحتوى الذي يتم مشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل السياسة".
"هناك العديد من أنواع البيانات التي يمكن تجميعها وإخفاء هويتها واستخدامها في التنمية الاجتماعية دون التضحية بالخصوصية"، قال روبرت كيركباتريك، المدير التنفيذي لمبادرة النبض العالمي للأمم المتحدة، مركز الابتكار التابع للأمم المتحدة والمكلف بتسخير البيانات الضخمة لتطوير العمل الإنساني ووضع حلول للتنمية الإنسانية والوطنية بمساعدة الشركات التي تسمح بالوصول إلى بياناتها. وأوضح أنه "لدينا الآن فرصة حقيقية لجمع المعلومات من المحتوى [المشترك على وسائل التواصل الاجتماعي]. لماذا قام الآباء أو لا ينوون تطعيم أطفالهم، وسلوك الرجال تجاه النساء في أماكن العمل، أو حتى التمييز ضد الأقليات - هذه كلها مواضيع عملنا عليها مع شركاء في منظومة الأمم المتحدة، وهي تعمل بشكل جيد".
مقالة من إنتاج وكتابة الأمم المتحدة في ترينيداد وتوباغو، بدعم تحريري من بول فانديكار من مكتب التنسيق الإنمائي. لمعرفة المزيد حول العمل الجاري في ترينيداد وتوباغو، قم بزيارة الموقع الإلكتروني للمكتب المتعدد الأقطار: trinidadandtobago.un.org