جائحة كوفيد-19: عام واحد مرّ
بعد مرور عام كامل على انتشار جائحة كوفيد-19، كان على عالمنا أن يواجه تسونامي من المعاناة. لقد فقدنا الكثير من الأرواح، وانقلبت الاقتصادات رأساً على عقب وترنحت المجتمعات. الأكثر ضعفًا هم من عانوا أكثر من غيرهم، أولئك الذين تُركوا خلف الركب هم اليوم أفقر مما كانوا عليه من قبل.
في العديد من أنحاء العالم، ظلت مباني المكاتب خالية والشوارع هادئة والمدارس مغلقة. أثني على النساء والرجال والشباب حول العالم الذين تكيفوا مع العمل والتعلم والعيش بشكل مختلف. إنني أشيد بالعاملين في مجال الرعاية الصحية لتفانيهم وتضحياتهم، ولكل العمال الأساسيين الآخرين الذين حافظوا على استمرار مجتمعاتنا. أحيي كل أولئك الذين حاربوا المعلومات المضللة، ووقفوا في وجه من أنكروا حقيقة الوباء واتبعوا بروتوكولات العلم والسلامة. لقد ساعد ذلك في إنقاذ الأرواح.
ستواصل الأمم المتحدة حشد المجتمع الدولي لتوفير اللقاحات بأسعار مقبولة للجميع، ومساعدة البلدان على التعافي بشكل أفضل وزيادة المساعدات لأولئك الذين تحملوا وطأة هذه الأزمة على مستويات عديدة: النساء، والأقليات، وكبار السن، الأشخاص ذوو الإعاقة واللاجئون والمهاجرون والشعوب الأصلية.
مع نشر اللقاحات، نرى ضوءًا خافتًا في نهاية النفق.
بدأ مرفق كوفاكس لإتاحة لقاحات كوفيد-19 على الصعيد العالمي بإرسال اللقاحات إلى جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بعض البلدان ذات الدخل المنخفض.
ومع ذلك، فإنني أشعر بقلق عميق من أن العديد من البلدان منخفضة الدخل لم تحصل بعد على جرعة واحدة من اللقاح، في حين أن البلدان الأكثر ثراءً بصدد تلقيح سكانها بالكامل. نرى العديد من الأمثلة على قومية اللقاحات واكتنازها في البلدان الغنية بالإضافة إلى الصفقات الجانبية مع الشركات المصنعة التي تقوض الوصول إلى التحصين للجميع.
تمثل حملة التطعيم العالمية أعظم اختبار أخلاقي في عصرنا.
من الضروري أيضًا إنعاش الاقتصاد العالمي ومساعدة العالم على الانتقال من عزل المجتمعات إلى القضاء على الفيروس.
يجب اعتبار لقاحات كوفيد-19 منفعة عامة عالمية. يحتاج العالم إلى الاتحاد لإنتاج وتوزيع لقاحات كافية للجميع، ما يعني مضاعفة قدرة تصنيع اللقاحات في العالم مرتين على الأقل.
يجب أن يبدأ هذا الجهد الآن.
فقط معًا يمكننا القضاء على هذا الوباء والتعافي منه.
يمكننا معًا فقط إنعاش اقتصاداتنا.
وبعد ذلك، معًا، يمكننا العودة إلى الحياة والأشياء التي كنا نحبها.