حان الوقت لأن يصبح الابتكار هو الوضع الطبيعي الجديد في الأمم المتحدة
لقد مرت أربع سنوات منذ أن التزم العالم بتحقيق أهداف التنمية المستدامة. لقد أحرزت البلدان تقدمًا بطيئًا، وأحيانًا سجلت بعض الانتكاسات. في الأمم المتحدة، لدينا دور مهم نؤديه في مساعدة البلدان على العودة إلى المسار الصحيح وتسريع تحقيق الأهداف. للقيام بذلك، ستحتاج الأمم المتحدة ككل إلى دعم شركائها لتطوير وتوسيع نطاق الحلول العملية للمشكلات المعقدة للغاية. إن الابتكار منهجية يمكننا ويجب علينا استخدامها كجزء من عملنا اليومي، إذا أردنا لعب هذا الدور بفعالية.
تحويل جزر الابتكار إلى نظام مبتكر على أساسي يومي
في الأمم المتحدة، يتم تطوير الابتكارات عادةً بواسطة وحدات صغيرة نسبيًا من الأشخاص المتفانين الذين يضيفون قيمة كبيرة. على سبيل المثال، تستخدم بعض وكالات الأمم المتحدة حاليًا بطاقات الدفع بدلاً من توزيع المساعدات الغذائية على اللاجئين أو المهاجرين أو النازحين، ما يؤدي إلى تجنب أي خطر لتدمير الأسواق المحلية.
وفي الوقت نفسه، تحرز وكالات أخرى تقدمًا في مجال الصحة الجنسية والإنجابية للشباب والمراهقين من خلال التعاون مع منصات تعهيد الجموع لإنشاء وتمويل خطط العمل التي تملك فرصة حقيقية للنجاح.
يعد اعتماد مثل هذه الأدوات التكنولوجية أمرًا مهمًا، لكن الابتكار لا يقتصر فقط على تعهيد الجموع والذكاء الاصطناعي والروبوتات. يمكننا أن نذكر على سبيل المثال ما قامت به غريتا ثونبرج منذ أكثر من عام، حيث جلست أمام البرلمان السويدي، بمفردها، مع لافتة، للمطالبة باتخاذ تدابير أكثر جرأة لمكافحة تغير المناخ، ما أدى إلى تعبئة عالمية. وفي الوقت نفسه، أنشأت إحدى وكالات الأمم المتحدة جائزة ابتكار المنظمات غير الحكومية الخاصة بها لمكافأة الابتكارات التي طورتها المنظمات غير الحكومية خصيصًا لمساعدة اللاجئين كجزء من جهد لتحسين الخدمات المقدمة من خلال التعاون وزيادة إمكانية الوصول.
لكن جزر الابتكار هذه ليست كافية. نحن بحاجة إلى أن نتحول إلى نظام يبتكر كجزء من عملنا اليومي لأن الحلول الجديدة بحاجة إلى التوسع والاستدامة إذا أردنا إضافة قيمة ستمكن البلدان التي نخدمها من تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
مجموعة أدوات أولية للابتكار على نطاق منظومة الأمم المتحدة
من خلال جعل الابتكار معيارًا جديدًا عبر منظومة الأمم المتحدة بأكملها، يمكننا بناء نظام بيئي نابض بالحياة لمنظمات الأمم المتحدة التي ترى بعضها البعض كشركاء في الابتكار وأكثر انفتاحًا بشكل جماعي على الشركاء من خارج الأمم المتحدة، بما في ذلك المجتمع المدني والقطاعين الخاص والعام. الابتكار هو أيضًا وسيلة لتجسيد روح الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة: عقد الشراكات لتحقيق الأهداف، من خلال التركيز بشكل أقل على الحلول التي نطورها داخليًا، والتكيف مع سعينا لمساعدة البلدان والمجتمعات أينما كانت.
لمساعدة الأمم المتحدة على تحقيق ذلك، قام الأمين العام ومجلس الرؤساء التنفيذيين لمنظومة الأمم المتحدة المعني بالتنسيق وشبكة الأمم المتحدة للابتكار بوضع أول مجموعة أدوات للابتكار على مستوى منظومة الأمم المتحدة، بناءً على أفضل الممارسات المعتمدة في جميع أنحاء العالم وتكييفها مع الاحتياجات المحددة للأمم المتحدة. وقد تم تطوير هذا المورد الجديد، الذي استضافته كلية موظفي منظومة الأمم المتحدة، بمساهمة كبيرة من الموظفين. تمت دعوة أكثر من 120 شخصًا من 36 كيانًا تابعًا للأمم المتحدة لاختباره.
يمكننا المساعدة في القضاء على الفقر الذي يعاني منه ملايين الأشخاص وتحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر بحلول عام 2030، ولكن فقط إذا بدأنا - كمنظومة أمم متحدة ككل - في القيام بالأشياء بشكل مختلف ابتداء من الآن. ولهذا السبب يسعدني أن أرى أن مجموعة الأدوات المهمة هذه ستتوفر قريبًا لجميع العاملين داخل منظومة الأمم المتحدة بغض النظر عن دورهم أو مكان وجودهم. سيساعد هذا المورد الجديد في توجيههم ومنظمتهم لحل مجموعة من التحديات الداخلية والخارجية، القائمة والوشيكة. وفي النهاية، سيقربنا كثيرًا من جعل الابتكار أمرًا طبيعيًا في الأمم المتحدة.
لمعرفة المزيد عن مجموعة أدوات الأمم المتحدة الجديدة للابتكار، انقر هنا أو أرسل رسالة إلى: replace@unssc.org.
جينس واندل هو المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للإصلاح. يمكنكم متابعته على تويتر.