غوتيريش: حان الوقت لإنهاء هذه الحرب العبثية
قبل شهر شن الاتحاد الروسي غزوًا واسع النطاق لأوكرانيا في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة.
الغزو الروسي تم بعد شهور من بناء قوة عسكرية بنسبة ساحقة على طول الحدود الأوكرانية.
منذ ذلك الحين، شهدنا معاناة إنسانية مروعة ودمارًا في المدن والبلدات والقرى.
القصف المنهجي يرعب المدنيين.
قصف المستشفيات والمدارس والعمارات السكنية والملاجئ.
كل ذلك تزداد حدته – ويزداد تدميرًا ويصعب التنبؤ به كل ساعة.
10 ملايين شخص أجبِروا على ترك ديارهم وهم يتنقلون.
لكن الحرب لا تسير في أي مكان، بسرعة.
الجيش الروسي يطوّق ماريوبول لأكثر من أسبوعين، وقد قُصفت المدينة بلا هوادة وتعرضت للقنابل والهجوم.
من أجل ماذا؟
حتى لو سقطت ماريوبول، لا يمكن احتلال أوكرانيا مدينة تلو الأخرى، شارعًا بشارع، وبيتًا تلو الآخر.
النتيجة الوحيدة لكل هذا هو المزيد من المعاناة والدمار والرعب على مرمى البصر.
الشعب الأوكراني يعيش في جحيم حيّ – وتحدث أصداء في أنحاء العالم مع ارتفاع صاروخي في أسعار المواد الغذائية والطاقة والأسمدة ويهدد هذا الارتفاع بالتحول إلى أزمة جوع عالمية.
البلدان النامية تعاني بالفعل من الاختناق تحت عبء فيروس كورونا المستجد ونقص الوصول إلى التمويل الكافي.
وهي تدفع الآن ثمنًا باهظًا نتيجة هذه الحرب.
في الوقت نفسه لا يمكننا أن نفقد الأمل.
من خلال تواصلي مع مختلف الجهات الفاعلة، تظهر عناصر من التقدم الدبلوماسي في الأفق بشأن العديد من القضايا الرئيسة.
هذا أمر لا مفر منه.
السؤال الوحيد هو:
كم من الأرواح يجب أن تُفقد؟
كم عدد القنابل التي يجب أن تسقط؟
كم من ماريوبول أخرى ستُدمر.
كم عدد الأوكرانيين والروس الذين سيُقتلون قبل أن يدرك الجميع أن هذه الحرب ليس لها رابحون – فقط خاسرون؟
كم عدد الأشخاص الذين سيتعين عليهم الموت في أوكرانيا – كم عدد الأشخاص حول العالم الذين سيتعيّن عليهم مواجهة الجوع – حتى يتوقف هذا؟
استمرار الحرب في أوكرانيا أمر غير مقبول أخلاقيًا ولا يمكن الدفاع عنه سياسيًا وغير منطقي عسكريًا.
ما قلته من على هذا المنبر قبل شهر تقريبًا يجب أن يكون أكثر وضوحًا اليوم.
بكل المقاييس – حتى بأدق الحسابات – حان الوقت الآن لوقف القتال وإعطاء فرصة للسلام.
حان الوقت لإنهاء هذه الحرب العبثية.
شكرًا لكم.