وكالات الأمم المتحدة تعزز دعمها المشترك لإندونيسيا في مجال التنمية المستدامة للمحيطات
28 نوفمبر 2022
التسمية التوضيحية: تزور المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في إندونيسيا فاليري جولياند مزرعة المنغروف في شمال سولاويزي. تقع المزرعة في قرية ينفذ فيها برنامج "المهارات من أجل الرخاء" التابع لمنظمة العمل الدولية، والذي يهدف إلى تطوير السياحة المستدامة في المناطق الساحلية للتعامل مع الأرصدة السمكية المستنفدة في المياه المجاورة.
إندونيسيا والمحيط لا يفترقان. أينما كنت في إندونيسيا، لن يكون المحيط بعيدًا منك. يعيش خمسون في المائة من السكان في المناطق الساحلية، ويُعد المحيط الصحي والمحمي أمرًا أساسيًا لتنمية البلاد وازدهارها.
ولكن مع نضوب مخزون الأسماك، وتطفو أطنان من البلاستيك على أسطح المياه التي في السابق نقية، وإندونيسيا - مثل بقية العالم - تعاني من مشكلة بحجم المحيط. لقد شاهدت هذا الأمر بنفسي في قرية صيادي الأسماك في شمال شرق البلاد، حيث يتزايد الفقر بسبب الانخفاض المستمر في كميات الصيد نتيجة الصيد الجائر الصناعي في أعالي البحار القريبة. لم يعد بإمكان الصيادين الذين قابلتهم كسب قوتهم اليومي من التجارة الوحيدة التي يجيدونها. كما يعرفون جيدًا أننا لا نستطيع أن نأخذ أكثر مما نحتاجه من المحيط - في الواقع نحن بحاجة إلى تقليل ما نأخذه من المحيطات لكي تستعيد صحتها، على أن نقوم بذلك بشكل مستدام.
في مواجهة هذه الحالة الطارئة واستنادًا إلى مبادرة إندونيسيا لإدراج قضية المحيطات على جدول أعمال مجموعة العشرين، دعوت الحكومة إلى بناء شراكة وطنية جديدة لتجميع الموارد والخبرات وتنسيق وزيادة التأثير المشترك نحو هدف موحد لدعم هدف التنمية المستدامة 14 (الحياة تحت الماء). لقد حشدتُ شركاء التنمية الدوليين، وحشدت القطاع الخاص (بما في ذلك من خلال الاتفاق العالمي) ووكالات الأمم المتحدة، للمشاركة في دعم إندونيسيا خلال هذه الرحلة. كما أنني استفدت من موارد مكتب المنسقة المقيمة، ولا سيما المعرفة التقنية للخبير الاقتصادي، الذي لعب دورًا أساسيًا في صياغة النسخة الأولى من خطة العمل حول الركائز الأربع للصحة الزرقاء والغذاء الأزرق والابتكارات الزرقاء والتمويل الأزرق، وكذلك الموظف المعني بالشراكات الذي لعب دورًا رئيسيًا في حشد الجهات الفاعلة الوطنية معًا. علاوة على ذلك، قمت بتخصيص تمويل تحفيزي من خلال ميزانية تنسيق مكتب المنسقة المقيمة لإطلاق أمانة سر هذه الشراكة.
التسمية التوضيحية: توقيع شراكة الخطة الزرقاء الوطنية على هامش قمة قادة مجموعة العشرين في 14 نوفمبر 2022. تقف فاليري جولياند (المنسق المقيم للأمم المتحدة في إندونيسيا) إلى جانب جودي ماهاردي (نائب وزير التنسيق لتنسيق الموارد البحرية، وزارة تنسيق الشؤون البحرية وشؤون الاستثمار) وبجانبه بريان دوسزا (مدير مكتب البيئة التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إندونيسيا)، الذين مثلوا 12 شريكًا في مجال التنمية في خلال حفل التوقيع.
وبهذه الطريقة اتفقت 28 منظمة - 8 وزارات حكومية و8 وكالات تابعة للأمم المتحدة و12 شريكًا في مجال التنمية - على توحيد الجهود في إطار شراكة إجراءات الخطة الزرقاء الوطنية، التي وقعناها مع حكومة إندونيسيا وأطلقناها على هامش قمة قادة مجموعة العشرين في بالي في 14 نوفمبر 2022. في إطار هذه الشراكة، سيكون لممثلي الأمم المتحدة والحكومة وشركاء التنمية مقعدًا على الطاولة لمناقشة كيفية تخطيط وتمويل وتنفيذ المشاريع، وتحديد أوجه التآزر والتكامل التي لم تكن ممكنة في ظل النموذج القديم الذي كان يعتمد على أن يركز كل فرد على أنشطته الخاصة وأهدافه المتخصصة.
إن المحيطات هي مورد لا يقدر بثمن والضامن للحياة على الأرض كما نعرفها. تمتص ما يقرب من ثلث انبعاثات الكربون، وتخفف من تغير المناخ، وتوفر سبل العيش وتساهم في الأمن الغذائي.
تُعدّ الحكومة الإندونيسية رائدة في إدراك أهمية تغيير طريقة العمل التي كانت معتمدة، وهي تدعم أقوالها بالأفعال، وتقدم للصيادين المال لجمع القمامة، وتطلق مشاريع لتنويع وزيادة دخل المجتمعات الريفية الساحلية، وتصدر تشريعات جديدة للحد من كمية النفايات العضوية التي تدخل المحيط من مزارع الأسماك.
كانت الاستفادة من الخبرات والموارد التي تتيحها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مفيدة جدًا لاستكمال جهود الحكومة الخاصة، لأننا جميعًا نريد الشيء نفسه: محيط فيه الكثير من الأسماك والقليل من النفايات.
بقلم المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في إندونيسيا فاليري جولياند. الدعم التحريري قدّمه مكتب التنسيق الإنمائي التابع للأمم المتحدة. لمعرفة المزيد حول عمل الأمم المتحدة في إندونيسيا، قم بزيارة: Indonesia.un.org.