5 إجراءات عالمية ضرورية لبناء اقتصاد مستدام للمحيطات

توفر موارد المحيطات الغذاء والوظائف والمداخيل لما يقرب من 3 مليارات شخص، يعيش معظمهم في البلدان النامية.
تُقدَّر قيمة التجارة في السلع والخدمات القائمة على المحيطات بما لا يقل عن 2.5 تريليون دولار سنويًا - حوالي 3٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 2020. إن الفرص الاقتصادية القائمة على المحيطات والتي ليس لها أسواق بعد، مثل خدمات النظم البيئية البحرية، تقدر قيمتها بما لا يقل عن 24 تريليون دولار.
لكن هذه الموارد والفرص مهددة وتفتقر الجهود المبذولة لحمايتها إلى نقص التمويل.
تغمر ما بين 8 إلى 12 مليون طن من النفايات البلاستيكية و51 تريليون من الجسيمات البلاستيكية البيئة البحرية، وتؤثر بالفعل على سلسلة الغذاء العالمية. كما أن حوالي 34٪ من مخزون الأسماك في العالم أقل من المستويات البيولوجية المستدامة.
ومع ذلك، فإن 1.6٪ فقط من المساعدة الإنمائية الرسمية - ما يقرب من 2.9 مليار دولار سنويًا - خصصت لاقتصاد المحيطات بين 2013 و2018.
تفاوت توزيع الأموال جغرافيًا، ولم يتم تقديم سوى القليل للدول الأكثر فقرًا، ولا سيما الدول الجزرية الصغيرة النامية وأقل البلدان نمواً.
دعت النسخة الرابعة من منتدى الأمم المتحدة المعني بالمحيطات، الذي نظمه تحالف بقيادة الأونكتاد في الفترة من 6 إلى 8 أبريل، إلى توفير الاستثمار الكافي الذي يمكن التعويل عليه على المدى الطويل في صفقة زرقاء لحفظ المحيط واستخدامه على نحو مستدام من أجل التنمية المستدامة.
كيف يمكن أن تساعد التجارة؟
يحدد ملخص رئيس المنتدى كيف يمكن للبلدان استخدام التجارة لحماية المحيطات، بالتوازي مع تعزيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص العمل، بما يتماشى مع الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة.
سيساهم هذا الملخص في المناقشات خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمحيط لعام 2022 الذي سيعقد في لشبونة في الفترة من 27 يونيو إلى 1 يوليو 2022.
فيما يلي خمس توصيات من المنتدى حول الإجراءات اللازمة لبناء اقتصاد مستدام للمحيطات:
1. الترويج للبدائل غير الملوثة
دعا المنتدى إلى تعزيز البحث والتطوير واعتماد مواد بديلة أقل تلويثًا للمحيطات وقابلة لإعادة التدوير أو التحويل إلى سماد، مثل الألياف الطبيعية ومنتجات الطحالب البحرية والمخلفات الزراعية بعد الحصاد.
يمكن أن تقلل هذه البدائل من اعتمادنا على البلاستيك، بالتوازي مع تحفيز الابتكار ودعم الاقتصاد الدائري وتطوير صناعات جديدة، لا سيما في البلدان النامية ذات القدرات المحدودة لإدارة النفايات.
2. وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية دعم قطاع مصائد الأسماك
يحتاج العالم بشكل عاجل إلى توقيع وتنفيذ اتفاقية عالمية في إطار منظمة التجارة العالمية لتنظيم الإعانات المقدمة لمصائد الأسماك.
سيكون الدعم الفني المقدم من منظمة التجارة العالمية والأونكتاد ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أساسيًا في مرحلة التنفيذ، ونأمل أن يكون ذلك بعد المؤتمر الوزاري الثاني عشر لمنظمة التجارة العالمية المقرر عقده في الفترة من 12 إلى 15 يونيو 2022 في جنيف، سويسرا.
ويجب أيضًا بذل مزيد من الجهود لتطوير اقتصاد المحيطات واستراتيجيات التجارة، وسد الثغرات الإدارية، ومعالجة الصيد غير المشروع وغير المبلغ عنه وغير المنظم، والاتجار غير المشروع بالموارد البحرية.
بالإضافة إلى تعزيز الاستخدام المستدام لموارد محيطاتنا، فإن ذلك من شأنه تعزيز القدرة على التكيف مع المناخ، والحفاظ على المحيطات، وتدعيم التجارة والاستثمار المسؤولين.
3. معالجة القضايا الاجتماعية في قطاعات المحيطات
يتعين بذل مزيد من الجهود لمعالجة قضايا الاستدامة الاجتماعية التي تستبعد المجتمعات أو الأفراد الفقراء والمهمشين من الاستفادة بشكل عادل ومنصف من تسويق موارد المحيطات.
يمكن لأصحاب المصلحة في اقتصاد المحيطات تسهيل الشمولية من خلال فهم العقبات المرتبطة بالتجارة بشكل أفضل والتغلب عليها، مثل الحواجز غير التعريفية وتأثيرات تغير المناخ.
4. توسيع نطاق الوصول إلى التكنولوجيا واستخدامها
يجب على أصحاب المصلحة الاستفادة من التكنولوجيا، مثل أدوات جمع البيانات وتحليلها، بما في ذلك نظام الأونكتاد لتحليل التجارة والمعلومات من أجل الحصول على معلومات تتضمن إخطارات منظمة التجارة العالمية بشأن الإعانات المقدمة لمصائد الأسماك.
ودعا المشاركون في المنتدى إلى مواصلة تطوير أدوات الأونكتاد والفاو سهلة الاستخدام لرصد قطاعات المحيطات وربطها ببرامج المساعدات التقنية وتنمية القدرات.
5. بناء سلاسل توريد مستدامة ومرنة
يجب بذل المزيد من الجهود لضمان عمل سلاسل التوريد المستدامة، ودعم صغار الصيادين وتعزيز التنويع الاقتصادي، على سبيل المثال من خلال توسيع استزراع الطحالب البحرية ومنتجاتها المشتقة.
ينبغي تعزيز مرونة اقتصاد المحيطات من خلال تحسين البنية التحتية للموانئ وعمليات الشحن الأكثر استدامة وزيادة الانفتاح التجاري، لا سيما بالنسبة للدول الجزرية الصغيرة النامية.
لقد ضم التحالف الذي نظم المنتدى الرابع المعني بالمحيطات منظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وأمانة دول الكمنولث، ومنظمة دول أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ، ومصرف التنمية لأمريكا اللاتينية، والمعهد الدولي للمحيطات، وحكومتي البرتغال وكينيا.
نَشر هذا المقال في الأصل زملاؤنا في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.
اطلع على الموضوعات الأخرى التي يغطيها المنتدى من خلال قراءة مذكرة المعلومات الأساسية هذه.
لمعرفة المزيد حول عمل مكتب التنسيق الإنمائي لتحقيق الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة وحماية كوكبنا، قم بالاطلاع على تقرير رئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة حول مكتب التنسيق الإنمائي.