البوسنة والهرسك تحتفل بمرور 30 عامًا على انضمامها إلى الأمم المتحدة في حفل رسمي في البرلمان
يرفرف علم البوسنة والهرسك أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك منذ ثلاثين عامًا.
بدأ الاحتفال بالذكرى السنوية الثلاثين لانضمام البوسنة والهرسك إلى الأمم المتحدة الأسبوع الماضي ببرنامج رسمي في الجمعية البرلمانية للبوسنة والهرسك في سراييفو، واستمر مع الدورة الثانية لمهرجان الأمم المتحدة ImagineChange# في ساحة البوسنة والهرسك.
خلال الاحتفال، سلط المتحدثون الرئيسيون الضوء على بعض الإنجازات البارزة والإجراءات والأنشطة التي تم تحقيقها ضمن إطار الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة في البوسنة والهرسك 2021-2025، بالإضافة إلى التأمل في أهمية ذكرى اليوبيل الثلاثين.
وقال رئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك شفيق دافيروفيتش في حفل الافتتاح: "دخلنا المسرح العالمي في 22 مايو 1992 بقرار الأمم المتحدة رقم 757، وكانت لدينا علاقة وطيدة وذات مغزى مع الأمم المتحدة ووكالاتها منذ ذلك الحين".
وتحدث عن بعض الطرق الرئيسية التي انخرطت من خلالها البوسنة والهرسك مع الأمم المتحدة على مدى السنوات الثلاثين الماضية، بما في ذلك تجربتها أثناء الصراع وحالات ما بعد الصراع.
"ظلت البوسنة والهرسك، بالنسبة لدولة بهذا الحجم والقدرة في مجال السياسة الخارجية، عضوًا بارزًا للغاية وملتزمًا وفاعلًا في الأمم المتحدة. لا يزال جزء من هذه الأنشطة مرتبط بالتعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها في تنفيذ اتفاقية دايتون للسلام. أما الجزء الثاني من أنشطتنا الدبلوماسية فمكرس لتبادل الخبرات في حالات الصراع وما بعد الصراع. في بيئة الأمم المتحدة، يمكنني أن أبلغ هذا الأمر بنفسي، إن انتقال البوسنة والهرسك من بلد فيه قوات عسكرية دولية إلى بلد مشارك في بعثات حفظ السلام في أقل من عشر سنوات منذ نهاية الحرب هو موضع تقدير كبير".
كما ألقت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في البوسنة والهرسك إنغريد ماكدونالد كلمة في الحفل الذي أقيم في سراييفو.
"بالنيابة عن الأمم المتحدة، أود أن أشكر شعب البوسنة والهرسك وسلطاتها على كل مساهماتهم في الأمم المتحدة والنظام متعدد الأطراف خلال هذا الوقت".
وتحدثت المنسقة المقيمة عن مساهمات البوسنة والهرسك في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وعضويتها في هيئات ولجان الأمم المتحدة، وتخصيص وقتها كعضو غير دائم في مجلس الأمن، وكذلك دورها في ترجمة الالتزامات العالمية لأهداف التنمية المستدامة والعمل المناخي إلى إجراءات محلية وعلى مستوى الدولة.
"عندما نعمل معًا، تصبح لدينا الأدوات اللازمة لبناء دولة أكثر اخضرارًا وعدلاً وشمولاً. لا تزال الأمم المتحدة ملتزمة بدعم الناس والقادة في البوسنة والهرسك لبلورة المستقبل السلمي والمزدهر الذي يصبون إليه والعمل على تحقيقه، لما فيه مصلحة جميع الناس في جميع أنحاء البلاد - حتى لا يتخلف أي أحد عن الركب".
في الذكرى السنوية الثلاثين، تجلت جهود البوسنة والهرسك للنهوض بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ولا سيما العمل المناخي (الهدف 13)، والسلام والعدل والمؤسسات القوية (الهدف 16)، وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف (الهدف 17). وخلال الحفل، تحدث أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في برلمان البوسنة والهرسك والنادي الأخضر في مجلس النواب، بالإضافة إلى عدد من الناشطين الشباب، عن الجهود المبذولة في مجال العمل المناخي والسياسة الخضراء.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس نواب البوسنة والهرسك سافيت سوفتيتش إنه "على الرغم من القدرات المحدودة والتحديات الكبيرة المقبلة، أعتقد أن البوسنة والهرسك ستكون في السنوات المقبلة من بين قادة العمل الإقليمي والدولي في مكافحة تغير المناخ. إن هذا الأمر ليس حقًا فحسب، ولكنه أيضًا قرار ذكي".
ومن وجهة نظر الشباب أيضًا، أصبح العمل المناخي ذات أهمية متزايدة لجهة مشاركة البوسنة والهرسك في الأمم المتحدة، على ما أوضحت أناستاسيا جوركا بوسانتشيتش وأرميلا مهدين، ممثلثا الشباب من البوسنة والهرسك في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ الذي انعقد العام الماضي في غلاسكو.
"نحن ممتنون للأمم المتحدة لإتاحة الفرصة لنا لتمثيل بلدنا في هذا المؤتمر الذي شكل مصدر إلهام لنا، وقد عدنا منه أكثر استعدادًا للمساهمة في العمل المناخي في البوسنة والهرسك. ندعو الجميع إلى زيادة التعاون مع المنظمات والمؤسسات الدولية التي تحاول حقًا جعل هذه القضية أولوية في الخطاب العام. ندعوك إلى سماع صوتنا - صوت الشباب ومواصلة احترام أفكارنا ودعمها. لقد تم اتخاذ خطوات صغيرة بالفعل، ولكن حان الوقت الآن لاتخاذ خطوة كبيرة إلى الأمام".
وقد اختتم الحفل بكلمات من الممثلين الدبلوماسيين الحاليين والسابقين لسفراء البوسنة والهرسك سفين ألكلاي، وميلوش بريكا، وميرسادا سولاكوفيتش، وإيفان بارباليتش، الذين شاركوا تجاربهم في العمل مع الأمم المتحدة على مدى الثلاثين عامًا الماضية. وشددوا على التقدم الذي أحرزته البلاد، لا سيما لجهة الولاية الفارقة كعضو غير دائم في مجلس الأمن عامي 2010 و2011.
عرضت النسخة الثانية للمهرجان، التي أقيمت بعد الاحتفال بالذكرى السنوية في سراييفو، العمل الذي يقوم به شركاء الأمم المتحدة المختلفون في البوسنة والهرسك لإحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم المحلية، بما في ذلك في مجالات العمل المناخي والتراث الثقافي والفنون. احتفل المهرجان بروح الإبداع والابتكار وريادة الأعمال وتعزيز مبادئ المساواة والتنوع.
وقد تضمن المعرض ركنًا للأزياء أقامته المنظمة الدولية للهجرة لعرض الملابس والأكسسوارات التي صممها الأشخاص المتنقلون تحت عنوان "أزياء لا تنتمي لأمة". كما تضمن المهرجان عروضاً نظمها مركز النساء والفتيات التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومبادرة فتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات، فضلاً عن عروض من المسارح المحلية وفرقة روك سوليد من بيراو.
تم تعديل هذه القصة بناء على مقال نُشر في الأصل على موقع الأمم المتحدة في البوسنة والهرسك. الدعم التحريري قدّمه مكتب التنسيق الإنمائي التابع للأمم المتحدة.
لمشاهدة مقطع فيديو من احتفال الرسمي بالذكرى السنوية الثلاثين لانضمام البوسنة والهرسك إلى الأمم المتحدة، انقر هنا.
لمعرفة المزيد حول نتائج عملنا في هذا المجال ومجالات أخرى، يرجى الاطلاع على تقرير رئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة حول مكتب التنسيق الإنمائي.