قوة التشفير: فرق الأمم المتحدة تتعاون لسد الفجوة في الدراية الرقمية في ناميبيا والقارة الأفريقية

في 8 سبتمبر من كل عام، يتم الاحتفال باليوم الدولي لمحو الأمية الذي يروّج لأهمية محو الأمية كحق أساسي من حقوق الإنسان ويسعى إلى تعزيز الجهود المبذولة على الصعيد العالمي لبناء مجتمع أكثر إلمامًا بالقراءة والكتابة وأكثر إنصافًا وشمولية. في السنوات الأخيرة، أصبحت الدراية الرقمية جزءًا مهمًا جدًا من عملية التعليم والتعلم، عبر تزويد جيل من المتعلمين بمهارات الكتابة والقراءة والمهارات الفنية للإبحار في عالمنا الرقمي.
يُعدّ التشفير أحد المجالات التي تساعد في تعزيز الإلمام بالتكنولوجيا الرقمية والإدماج في جميع أنحاء العالم. نسلط في هذه المقالة الضوء على الجهود المشتركة التي يبذلها فريق الأمم المتحدة في ناميبيا لتقوية مهارات التشفير لدى الفتيات، وتعزيز ثقتهن، وسد الفجوة بين الجنسين في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.
اقرأي، اكتبي، عدي، شفّري: تضييق الفجوة الرقمية بين الجنسين في أفريقيا
أينما نذهب نجد حولنا منتجات وأنظمة تعتمد على التشفير - تعليمات رقمية تمكّن البرامجيات من العمل. أصبح التشفير اليوم أمرًا لا غنى عنه في كل جانب من جوانب حياتنا تقريبًا، كما بات من بين المهارات اللازمة للتقدم إلى العديد من الوظائف. نتيجة لذلك، ازداد الطلب على التدريب في مجال الترميز بشكل كبير.
ومع ذلك، فإن عدد النساء العاملات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في أفريقيا لا يزال محدوداً. لا تزال الفجوة الرقمية في القارة كبيرة: وفقًا لتقرير صادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات لعام 2021، فإن 24 في المائة فقط من النساء ناشطات في المجال الرقمي، مقارنة بـ35 في المائة من الرجال.

للمساعدة في تضييق هذه الفجوة الرقمية وتمكين المزيد من النساء والفتيات من خلال تزويدهن المهارات الفنية للعمل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، قامت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، بالتعاون مع الأمم المتحدة في ناميبيا وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، والاتحاد الدولي للاتصالات وحكومة ناميبيا وشركاء آخرين، بإطلاق دورة تدريبية تحت عنوان: "معسكر تعليم الفتيات الأفريقيات البرمجة".
وفي نسخته الخامسة، جمع المعسكر التدريبي الذي أقيم هذا العام في ويندهوك بين 16 و24 أغسطس، 100 شابة وفتاة من ناميبيا ومئات غيرهن بالمشاركة الافتراضية من جميع أنحاء القارة الأفريقية لتعزيز مهاراتهن في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والترميز.
تضمن المعسكر ورش عمل حول الرسوم المتحركة وتطوير مواقع الإنترنت والألعاب وإنترنت الأشياء والروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد. تم إدراج التصميم الطباعي كمقرر أساسي بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي والتفكير التصميمي والتفكير الحسابي. ساعد المعسكر أيضًا في تطوير المعرفة حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، وأهداف التنمية المستدامة وخطة عام 2063.
تعزيز التعليم والتوظيف وريادة الأعمال من خلال الشمول الرقمي
شاركت لاتويا برنارد، وهي طالبة في الصف الثاني عشر من منطقة أوتجيكوتو الشمالية في ناميبيا، في معسكر الترميز هذا العام. تشرح لنا كيف بدأ اهتمامها بتعلم التشفير للمرة الأولى:
"لقد أدخلني أخي الأصغر إلى عالم التشفير. في الصف العاشر، أدركت مدى أهميته بالنسبة لموادي الدراسية. أنا مهتمة جدًا بتعلم كيفية استخدام هذه المواد (في ورشة العمل) بطريقة تساعدني في تطوير طرق جديدة لتنظيم المشاريع ومساعدتي على تحسين مستويات المعيشة في المناطق الريفية".
في اليوم الأخير من المعسكر، أقيم معرض للابتكار تمكنت فيه الفتيات من عرض المشاريع التي قمن بتطويرها خلال ورش العمل، بما في ذلك بعض الأفكار الموجهة نحو إيجاد الحلول لمعالجة أخطر المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها القارة اليوم.

تحدث المنسق المقيم للأمم المتحدة في ناميبيا سين بانغ عن نجاح معسكر الترميز، مشددًا على أهمية زيادة تعزيز الشمول الرقمي وسد الفجوة بين الجنسين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع أنحاء أفريقيا.
"في مساعينا لعدم ترك أي شخص يتخلف عن الركب، فإن تسخير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم سيساهم في قطع شوط بعيد نحو تحقيق الهدف 17 من المطمح 6 لخطة عام 2063 الذي يسعى إلى إزالة جميع الحواجز أمام التعليم الجيد والخدمات الصحية والاجتماعية للنساء والفتيات في القارة الأفريقية".
توسيع الشمول الرقمي والتنمية المستدامة في جميع أنحاء أفريقيا

وبعيدًا من معسكر التشفير، فقد ازدادت الفرص المتاحة للشباب لتحسين درايتهم الرقمية في ناميبيا والقارة الأفريقية في السنوات الأخيرة، ما شجع هؤلاء المبتكرين الشباب على تطبيق مهاراتهم الجديدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمساعدة في معالجة بعض التحديات التي تواجه مجتمعاتهم وإحراز تقدم نحو تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
يُعدّ أسبوع التشفير الأفريقي، الذي أطلقته اليونسكو وشركاء دوليون وإقليميون آخرون في عام 2015، أكبر مبادرة للمهارات الرقمية في القارة. يساعد المشروع على تحسين الإلمام بالتكنولوجيا الرقمية في جميع أنحاء أفريقيا من خلال خلق المزيد من الفرص المجانية التي يمكن للشباب الوصول إليها لتعلم مهارات التشفير، وتوفير المزيد من التدريبات للمعلمين على كيفية تطبيق مناهج التعلم الرقمية وتزويد المدارس بشكل أفضل بالموارد والإرشادات لتشكيل نواد للترميز وتعزيز مهارات ريادة المشاريع الرقمية.
كجزء من هذه المبادرة، تُقام حاليًا العديد من المسابقات المعروفة باسم AfricaCodeCodege# على المستوى القطري في جميع أنحاء القارة، لتشجيع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و16 عامًا على تشفير لعبة تحت شعار هذا العام: "حماية الحياة معًا".
ووفقًا لما قاله نائب المدير العام لليونسكو المكلف بالاتصال والمعلومات معز شقشوق، فإن المبادرة تُظهر كيف يتم وضع الهدف 17 من أهداف التنمية المستدامة "عقد الشراكات من أجل الأهداف" موضع التنفيذ في جميع أنحاء القارة.
"أسبوع التشفير الأفريقي هو نموذج ناجح في تحقيق الهدف 17 من أهداف التنمية المستدامة، إذ يسلط الضوء على كيف يمكن للشراكات المحلية والعالمية بين القطاعين العام والخاص تعزيز الدعم الدولي لبرامج بناء القدرات."
من خلال العمل معًا في مشاريع مشتركة مثل أسبوع التشفير الأفريقي ومعسكر تعليم الفتيات الأفريقيات البرمجة، تساعد فرق الأمم المتحدة في ناميبيا والقارة في جعل التشفير والدراية الرقمية متاحة لعدد أكبر من الشباب في جميع أنحاء القارة.
تم تعديل هذه المقالة من قبل فريق التحرير في مكتب التنسيق الإنمائي التابع للأمم المتحدة، استنادًا إلى قصة نُشرت مؤخرًا على موقع الأمم المتحدة في ناميبيا، ومقال نُشر على موقع اليونسكو.
لمعرفة المزيد حول عمل الأمم المتحدة في ناميبيا، قم بزيارة: Namibia.UN.org.
هل ترغب بمعرفة المزيد عن أسبوع الترميز الأفريقي؟ قم بزيارة: AfricaCodeWeek.org.