إنها سنتك الأولى في الجامعة ويتم اختطاف صديقتك المقربة من قبل مجموعة من الرجال ليتم تزويجه قسراً. ماذا تفعل؟ إنّه السؤال الذي تطرحه لعبة الفيديوSpring in Bishkek (الترجمة الحرفية: الخريف في بيشكيك)، والتي تم إطلاقها في قيرغيزستان بدعم من مبادرة Spotlight.
تم تطوير اللعبة بواسطة Open Line Public Fund (بالعربية: صندوق الخط المفتوح العام) لمساعدة الشباب على تعلم كيفية التعامل مع ظاهرة "آلا كاتشو" المنتشرة، وهي اختطاف الفتيات والنساء بغرض الزواج القسري. إنّ هذه الممارسة التي يعني اسمها "الاستيلاء على [شيء] والهرب"، تتمثل في قيام العريس المحتمل بإجبار فتاة أو شابة على القدوم إلى منزله لإجبارها على الموافقة على الزواج منه. وعلى الرغم من أن هذه الممارسة غير قانونية في قيرغيزستان ويعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات، إلا أنها لا تزال شائعة جدًا. وفقًا لليونيسف، تم الإبلاغ عمّا مجموعه 147 حالة بين عامي 2014 و2018 في جميع أنحاء البلاد، ولكن من المحتمل أن تكون الأرقام الفعلية أعلى، مع تقدير بعض الدراسات أن واحدة من كل خمس فتيات في قيرغيزستان يتم اختطافها للزواج منها قسرًا.
"تُشرك اللعبة اللاعبين في عملية صنع القرار وتسمح لهم برؤية ما قد يؤدي إليه قرار معين إذا نظرت إليه من الخارج". - مونارا بيكنازاروفا، مبتكرة اللعبة.
بهدف المساعدة في معالجة هذه المشكلة، تضع لعبة Spring in Bishkek اللاعب في مكان شابة تبلغ من العمر 17 عامًا يجب أن تساعد صديقتها في الهروب من خاطفها.
وتوضح بيكنازاروفا، مديرة صندوق الخط المفتوح العام ومصصمة اللعبة: "في هذه اللعبة، ينغمس المستخدم في عالم معين، فتشركه في عملية صنع القرار التي تتيح له رؤية الأمور من الخارج وآثار القرار الذي يتخذه". إن الهدف من هذه اللعبة تعليم المشاركين فيها كيف يطلبون المساعدة إذا وجدوا أنفسهم في موقف مشابه في الحياة الواقعية.
في خلال اللعب، يحصل اللاعب على نقاط في كل مرة يجتاز فيها الاختبار بنجاح. يتم تشجيعه أيضًا على فهم عواقب زواج الخطف والتعرف إلى التشريعات التي تحمي حقوق الفتيات وكذلك الإجراءات التي يجب اتباعها للإبلاغ عن أي عملية اختطاف. تقول بيكنازاروفا: "يتفاعل اللاعب مباشرة مع قصص هؤلاء الفتيات المخطوفات. إنها أكثر إثارة للاهتمام من الاستماع إلى محاضرة [يُقال فيها] إن انتهاك حقوق الفتيات يعد جريمة".
لكن الفوز باللعبة ليس بالأمر السهل دائمًا. فعندما يطلب اللاعب المساعدة من الوالدين أو الأصدقاء أو عميد الجامعة، قد يسمع إجابات تثنيه عن تقديم المساعدة لصديقته. تم تصميم اللعبة بحيث لا تتفاعل عائلة الفتاة المخطوفة مع عملية الاختطاف خوفًا من التداعيات الاجتماعية.
تتابع السيدة بيكنازاروفا: "عندما تفعل شيئًا ما لأول مرة، فإنك تشعر بالخوف. ولكن عندما يجد اللاعب حلفاء ويحصل على المشورة القانونية، يبدأ في وضع خطة لإنقاذ صديقته. يمكن للاعب التعرف على مخاوفه وأن يفهم أنه ليسوا لوحده وأنه يمكن محاربة هذا الخوف".
أخبرتنا السيدة بيكنازاروفا أنها تلقت رسالة شكر من فتاة صغيرة استخدمت ما تعلمته في اللعبة لمساعدة شقيتها على الهروب من الاختطاف: "أخبرتني أنها باستخدام المعلومات التي تعلمتها في اللعبة، اتصلت بوزارة الداخلية التي عملت على الإفراج عن أختها بسرعة من منزل خاطفها".
لقد تم تحميل لعبة "Spring in Bishkek" بالفعل أكثر من 100000 مرة، ويتم حاليًا تطوير "فصول" جديدة.
تم نشر القصة في الأصل على Spotlight. تحرير بول فانديكار من مكتب التنسيق الإنمائي. لمعرفة المزيد حول عمل فريق الأمم المتحدة القطري في قيرغيزستان، يرجى زيارة: kyrgyzstan.un.org.