8 طرق يساهم فيها إصلاح الأمم المتحدة بتنفيذ عقد العمل

أدى الإصلاح الشامل إلى تغيير وتعزيز الطريقة التي تنفذ فيها الأمم المتحدة أنشطتها الإنمائية. بعد مرور عام، يؤتي هذا الإصلاح ثماره من خلال تمكين الأمم المتحدة من تقديم دعم أقوى لعقد العمل، وبالتالي مساعدة البلدان على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030. اكتشف، في 8 نقاط رئيسية، كيف ساهم الإصلاح في هذا التطور:
1. تنسيق وقيادة أفضل على الأرض

تخيل أن كيانات منظومة الأمم المتحدة العاملة في البلدان المختلفة تشكل فرق كرة القدم. قبل الإصلاح تولى المنسق المقيم للأمم المتحدة دور المدرب وقائد الفريق. بعد عام 2019، تغير ذلك. إن المنسق المقيم الآن هو المدرب فقط، ويحمل رؤية محايدة ونزيهة واستراتيجية لفريق الأمم المتحدة القطري. هذا يعني أن المنسقين المقيمين في وضع أفضل لفهم قدرات اللاعبين (الوكالات والصناديق والبرامج) في الميدان من أجل دعم البلدان لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
يقود المنسق المقيم الآن فريقًا يتمتع بمهارات وموارد محسّنة، بما في ذلك خبراء في الاقتصاد والاتصالات والبيانات والتخطيط. هذا الفريق الذي تم تجديده بطريقة أمثل لمساعدة المنسق المقيم على قيادة عمل وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها: 129 منسقًا مقيمًا على رأس 130 فريقًا للأمم المتحدة يغطي 162 دولة وإقليمًا. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء كيان جديد في الأمانة العامة للأمم المتحدة قبل عام - مكتب التنسيق الإنمائي - لتقديم الإشراف والدعم لنظام المنسقين المقيمين المعزز.
2. استراتيجية أكثر فعالية للعمل معًا من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة

في صميم هذا التحول، تم تقديم إطار عمل الأمم المتحدة للتعاون في مجال التنمية المستدامة (إطار التعاون) ليصبح الأداة الأساسية لتخطيط وتنفيذ أنشطة الأمم المتحدة الإنمائية على الصعيدين الوطني والمحلي بالاتفاق مع الحكومة المضيفة. إنه يضمن تخطيط العمل المشترك، وتحسين المراقبة والشفافية - بما في ذلك من خلال الأدوات الرقمية مثل منصة معلومات الأمم المتحدة - ما يساعد فرق الأمم المتحدة على العمل معًا لمواجهة التحديات، التي غالبًا ما تتجاوز الحدود الوطنية ولا يمكن معالجتها بشكل فعال إلا من خلال التعاون الجماعي.
3. تعاون أفضل عبر الحدود
إن قدرة الأمم المتحدة على الاستجابة بشكل أكثر فعالية للتحديات عبر الحدود هي عنصر أساسي في إصلاح الأمم المتحدة الإنمائي.

بدعم من كلا الفريقين القطريين التابعين للأمم المتحدة، وقّع رئيسا أوغندا وكينيا التزامًا تاريخيًا في سبتمبر 2019 لمواجهة التحديات التي تتجاوز حدود البلدين بهدف تعزيز السلام والاستقرار ومعالجة تغير المناخ وفتح المجال لتحقيق خطة 2030 وأهداف التنمية المستدامة. وقد تطلب ذلك أكثر من عام من العمل المشترك من قبل فريقي الأمم المتحدة مع وفود الدولتين لدعم سلسلة من الاجتماعات على مدار العام.

كما يتخذ فريقا الأمم المتحدة في بنين وتوغو إجراءات لمواجهة التحديات التي تتجاوز حدود الدولتين. يعمل الفريقان معًا للمساعدة في التخفيف من حدة الفقر بجميع أشكاله، لا سيما بين أولئك الذين تخلفوا عن الركب، مع التركيز على تحسين سلاسل القيمة التي تمكّن النساء واستخدام التقنيات لتحسين سبل العيش وأدوات مشاركة البيانات الإحصائية المحسّنة التي طورتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومكتب التنسيق الإنمائي. يعد هذا التعاون المثمر بين فريقي بنين وتوغو جزءًا من إعداد خطط إطار التعاون 2019-2023، والتي ستوضح كيف وحد البلدان جهودهما بشكل منهجي لأول مرة.
في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، يعمل فريقا الأمم المتحدة القُطرية في الأرجنتين وأوروغواي - البلدان ذات الدخل المتوسط الأعلى والبلدان المرتفعة الدخل على التوالي - معًا لمواجهة التحديات المشتركة بين البلدين والتخطيط لأطر الأمم المتحدة للتعاون في مجال التنمية المستدامة للفترة 2021-2025. على الرغم من التقدم الهائل الذي تم إحرازه، لا تزال منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي تسجل أعلى نسبة عدم مساواة في العالم. للمساعدة في معالجة هذا الأمر، تُبذل جهود للأمم المتحدة لتنفيذ إجراءات مشتركة أكثر فاعلية في المنطقة، حتى لا يتخلف أي أحد عن الركب.

في أمريكا الوسطى، عملت فرق الأمم المتحدة القطرية (ممثلة بالمكاتب الإقليمية لمنظومة الأمم المتحدة الإنمائية) مع اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية، ما ساعد على إرساء الأساس للتعاون عبر الحدود الذي ينبغي أن يساعد البلدان على معالجة الأسباب الجذرية لنزوح السكان بشكل فعال.
4. استثمارات أذكى لفرق الأمم المتحدة

بالإضافة إلى الموارد التي تم حشدها لتمويل نظام المنسقين المقيمين، تم تعزيز دعم الشراكات وتمويل خطة عام 2030. من خلال التمويل التحفيزي من الاتحاد الأوروبي، تم ضخ استثمارات جديدة بقيمة 122 مليون يورو من مبادرة تسليط الضوء لدعم برامج الأمم المتحدة في 12 دولة في منطقة البحر الكاريبي وآسيا الوسطى والمحيط الهادئ بهدف إنهاء جميع أشكال العنف ضد المرأة. يضاف هذا المبلغ إلى حوالي 350 مليون يورو تم استثمارها في بداية العام في 13 دولة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
كما حشد الصندوق المشترك المعني بأهداف التنمية المستدامة 275 مليون دولار أمريكي حتى الآن وأطلق دعوتين أوليتين لتقديم مقترحات ستتيح استثمار 72 مليون دولار أمريكي لتنفيذ برامج مشتركة في 36 دولة. استجاب حوالي 114 فريقًا من فرق المنسقين المقيمين للنداء الأول، ما يشير إلى اهتمام كبير من جانب الحكومات ومنظومة الأمم المتحدة الإنمائية. سيتم استخدام هذه الأموال بشكل مشترك من قبل الوكالات والصناديق والبرامج التي تعمل مع الشركاء الوطنيين والمحليين مع التركيز على الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر ضعفاً وتهميشاً، لا سيما الأطفال والمراهقون والأشخاص ذوو الإعاقة والمسنون.
5. الدعم الفعال للشباب

في المغرب، طلبت وزارة الشؤون الخارجية من فريق الأمم المتحدة أن يجمع كل أعضائه لرسم خريطة للأنشطة المنفذة لصالح الشباب. كجزء من العمل الذي يقوده مكتب المنسق المقيم واليونسكو وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، قام فريق الأمم المتحدة برسم خريطة للأنشطة المتميزة الخمسين التي نفذتها كيانات الأمم المتحدة المختلفة في المغرب وقرر اختيار نهج أكثر تماسكًا وفعالية لقضايا الشباب من خلال تركيز عملها على أربعة مجالات ذات أولوية، ما سيمكن من تحقيق أقصى استفادة من خبرة الوكالات والصناديق والبرامج النشطة.
تتماشى المجالات ذات الأولوية مع استراتيجية الأمم المتحدة للشباب:
- المشاركة والقيادة
- الإدماج الاجتماعي والابتكار
- الوصول إلى الخدمات الأساسية عالية الجودة
- التدريب المهني والتوظيف وريادة الأعمال
- السلام والأمن.
6. الكفاءة توفر المال

في العديد من البلدان، ينتقل فريق الأمم المتحدة إلى أماكن عمل مشتركة لتحسين إجراءات العمل وتوفير المال. في تونس، نقل فريق الأمم المتحدة نصف كياناته الستة عشر إلى دار جديدة للأمم المتحدة تسمى "La Maison Bleue"، افتتحها وزير الخارجية والأمين العام خلال زيارة الأخير لتونس في مارس 2019. ومن المتوقع أن تنضم إليها الكيانات الأخرى، مع انضمام صندوق الأمم المتحدة للسكان وموئل الأمم المتحدة في عام 2020. وقد أدى الانتقال إلى La Maison Bleue إلى تحقيق 25٪ من الوفرات الفورية، أي حوالي 170.000 دولار أمريكي سنويًا، من الإيجارات والخدمات المشتركة. هذا بالإضافة إلى مكاسب تحسين التنسيق ووحدة العمل في الأمم المتحدة.
7. التنسيق بنقرة واحدة: تصوير البيانات والمواقع العالمية والقطرية الجديدة

تمتلك مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (مجموعة من كيانات الأمم المتحدة العاملة في مجال التنمية على المستويات العالمية والإقليمية والقطرية) موقعًا إلكترونيًا جديدًا يمكن للمستخدمين من خلاله قراءة القصص عن عمل الأمم المتحدة على الأرض والعثور بسهولة على المعلومات المتعلقة بمديري الوكالات والصناديق والبرامج في كل بلد. يتم استخراج البيانات تلقائيًا من الأنظمة (بما في ذلك منصة معلومات الأمم المتحدة التي تعرض الوكالات والصناديق والبرامج التي تعمل على أهداف التنمية المستدامة وأماكن عملها ومصدر التمويل والشركاء المنفذين). تم إطلاق الموقع في سبتمبر 2019 باللغة الإنجليزية وسيكون متاحًا باللغتين الإسبانية والفرنسية في عام 2020، وبجميع اللغات الرسمية للأمم المتحدة بحلول عام 2021.
كذلك تم إطلاق 36 موقعًا إلكترونيًا لفرق الأمم المتحدة القطري في عام 2019، والتي توفر أيضًا قصصًا عن عمل فرق الأمم المتحدة، ومعرفة الكيانات المعنية بالقضايا المحددة والعمل الجاري بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة (المعلومات المستخرجة من منصة معلومات الأمم المتحدة).
8. أمم متحدة جديدة بعد 75 سنة من إنشائها

يجب على العالم أن يضاعف جهوده في عقد العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030. تزامنًا، تبلغ الأمم المتحدة 75 عامًا في 2020. نعمل في 130 دولة بأفضل الوسائل ونكثف جهودنا لخدمة جميع الناس وحماية الكوكب بشكل أكثر فعالية.
على سبيل المثال، بدأ فريقي الأمم المتحدة في تركمانستان وأوزبكستان مشاورات واسعة النطاق تستهدف السكان الذين يعيشون خارج عاصمتي البلدين. في العديد من المناطق الريفية، تستمع الفرق إلى آلاف الشباب والأشخاص ذوي الإعاقة كجزء من التقييم القطري المشترك لأطر التعاون الخاصة بها. كما تأتي هذه الحوارات في إطار النداء الذي أطلق بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة بهدف جمع آراء الجميع، ولا سيما الشباب، فيما يتعلق بالمستقبل الذي يصبون إليه.
من أرمينيا إلى زمبابوي، تطلق فرق الأمم المتحدة في خمس مناطق حوارًا عالميًا حول دور التعاون الدولي في بناء المستقبل الذي نصبو إليه. لا تفوت الفرصة: انضم إلى ندائنا.



